مجلس الإفتاء الأعلى يندد بالمخطط التطرفي الرسمي لاقتحام الأقصى طيلة أيام رمضان

مجلس الإفتاء الأعلى يندد بالمخطط التطرفي الرسمي لاقتحام الأقصى طيلة أيام رمضان
صورة تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
ندد مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، باتفاق جماعات الهيكل ووزير الأديان في حكومة الصلف والاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى من أبوابه جميعها، وذلك طيلة أيام شهر رمضان المبارك.

وجاء ذلك في خطوة استباقية استفزازية لاحتفالات عيد الفصح اليهودي، الذي يصادف الأسبوع الثالث من شهر رمضان، ووصف المجلس هذا الاتفاق بخطوة غير مسبوقة في طريق تهويد المسجد الأقصى المبارك.

واستنكر الإفتاء ببمحاولات تسجيل المسجد الأقصى المبارك ضمن قانون الأماكن المقدسة الإسرائيلي، ليكون معلماً دينياً يهودياً، والتوصية لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بإدراج المسجد الأقصى المبارك كجزء من الجولات الإجبارية في مدارس الكيان الاحتلالي.

وأدان  دمج وحدة دراسية إجبارية عن الأقصى في دروس التاريخ داخل المدارس، للتشجيع على زيادة الزيارات الطلابية له، وإطلاق أسماء قتلى يهود على منطقة حيوية إسلامية في البلدة القديمة، حيث جرت في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مراسم افتتاح (كيكار هجفورا)؛ أي (ميدان الأبطال)، في جزء حيوي من طريق الواد، في خطوة تهويدية جديدة تهدف إلى تغيير الوضع القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وفي ذات السياق، ندد المجلس باقتحام أعداد كبيرة من المتطرفين للمسجد، وإقامتهم الطقوس الدينية اليهودية داخله، في خطوات استفزازية لمشاعر المسلمين في العالم أجمع، ومحاولات سلطات الاحتلال تهجير المقدسيين من ممتلكاتهم التي توارثوها عن أجدادهم.

ويأتي ذلك من خلال هدم منازلهم، ومصادرة أراضيهم، فسلطات الاحتلال هدمت العديد من المنازل المقدسية، مما أدى إلى تشريد الأسر الفلسطينية، موضحاً أن عملية هدم المنازل الفلسطينية في القدس زادت وتيرتها منذ مطلع العام الجاري، بالتزامن مع الاعتداءات والانتهاكات الصارخة للمدينة المقدسة وأهلها، مؤكداً على رفضه القاطع لذلك.

وشدد الإفتاء على أنّ القدس عربية فلسطينية، ودرتها المسجد الأقصى المبارك بكامله هو للمسلمين وحدهم، ولا يحق لأحد التدخل في شؤونه سواهم، مطالباً سلطات الاحتلال بالكف عن المس بحرمته، ومحاولة تغيير الوضع القائم القانوني والتاريخي، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، وتصعيد الفعاليات الرافضة لتغيير ملامح المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.

ومن جانب آخر؛ حمّل المجلس سلطات الاحتلال المسؤولية عن عربدة المستوطنين، الذين يقومون بإعطاب سيارات المواطنين في أنحاء المحافظات الفلسطينية، حماية سلطات الاحتلال لهم.

وحذر المجلس من الإطلاق الظالم لصفة (الإرهاب) على أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لأبشع أشكال الاحتلال، والظلم التاريخي الذي أسس له وعد بلفور، موضحاً أن هذه المواقف تضع العراقيل والعقبات في طريق حصول الشعب على حقوقه كافة، مطالباً العالم الحر بالتحرك لرفض أي قرار يسيء للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره.

وفيما يخص أسرانا البواسل؛ أدان المجلس الإجراءات والاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، محملاً إياها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وبخاصة المضربين عن الطعام منهم في سجونها، داعياً إلى ضرورة تلبية حقوقهم الإنسانية، موكداً على وقوفه الدائم إلى جانبهم من أجل إيصال رسائلهم ومساندة حقهم في الحرية والعدالة والكرامة.

وعلى صعيد آخر؛ نعى المجلس رائف نجم عضو مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، الذي قضى نحبه بعد مسيرة عطاء مميزة طويلة الأمد في خدمة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقضاياه، فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وعظم الله أجر ذويه ومحبيه.

وجاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس (201)، برئاسة محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.



التعليقات