سلفيت... المحافظة المنكوبة بفعل الاستيطان والجدار

سلفيت... المحافظة المنكوبة بفعل الاستيطان والجدار
رام الله - دنيا الوطن
على مدار الساعة يستنزف الاحتلال محافظة سلفيت بالاستيطان، حتى فقد المزارع الفلسطيني مصدر دخله الرئيسي وثباته من خلال تجريف أشجار الزيتون، ومنع دخوله إلى الأراضي الزراعية ومحاصرتها بالجدار والطرق الاستيطانية.

وأكد باحث في شؤون الاستيطان، أن محافظة سلفيت الواقعة في شمالي الضفة الغربية، تتعرض لهجمة استيطانية كبيرة جدًا، وصلت إلى مستويات خطيرة.

وذكر الباحث خالد معالي، أن معالم الاستيطان في سلفيت التي وصفها بـ"المنكوبة" تتضح يوما بعد آخر.

وأضاف معالي" إن سلفيت باتت معقل الاستيطان في شمالي الضفة الغربية، حيث تقوم عشرات الجرافات التابعة للاحتلال بتجريف أراضي الفلسطينيين صباح مساء دون حسيب أو رقيب".

وبيّن أن الحديث يدور عن التهام آلاف الدونمات الزراعية والرعوية، وهي عبارة عن جبال وتلال، منها ما يقع خلف الجدار، ومنها تسيطر عليه بؤرة استيطانية جديدة أنشأتها سلطات الاحتلال حديثا كامتداد لمستوطنة "أرئيل" ثاني أكبر مستوطنة بالضفة الغربية على امتداد جبل الراس.

وأضاف معالي أن سلطات الاحتلال تزعم أن هذه الأراضي مصنفة على أنها مناطق "سي" يُمنع زراعتها وفلاحتها، ويقوم المستوطنون بطرد المزارعين الفلسطينيين منها وأحيانا تحت زخات الرصاص.

وأشار إلى أن الحديث يدور عن استيطان يتغول بشكل كبير جدًا في سلفيت، إذ أن 25 مستوطنة تجثم في المحافظة، بعضها تتداخل مع محافظات نابلس وطولكرم وأريحا ورام الله.

وقال: "في حال انتهاء الشريط الاستيطاني الضخم من حاجز زعترة جنوب نابلس وشرق سلفيت حتى كفر قاسم ورأس العين في الأراضي المحتلة عام 48، فإن الاحتلال يكون قد فصل بالكامل شمال الضفة عن جنوبها ووسطها وحولها الى كانتونات كبيرة ومعزولة".

وحذر من خطورة هذا المخطط الاستيطاني، إذ سيحول الضفة لأرض معزولة يمنع الدخول والخروج منها إلا عبر بوابات وحواجز عسكرية.

ولفت معالي الانتباه إلى أن الاحتلال يركز على سلفيت أكثر من أي محافظات أخرى بعد القدس، لعدة اعتبارات أولها، أنها لا تبعد سوى عشرة دقائق عن مركز كيان الاحتلال وعاصمته المزعومة "تل أبيب".

وثانيا أن سلفيت، بحسب معالي، تقع فوق "بحيرة ماء"، حيث يوجد فيها حوض الماء الجوفي الذي هو أخصب الأحواض المائية، وبالتالي فإن الاحتلال يريد السيرة عليه.

وأضاف" إن المحافظة تتميز بعدد السكان القليل (100 ألف نسمة) قياسًا بمساحة أراضي المحافظة، مشيرا إلى وجود 18 تجمعًا فلسطينيًا في مقابل 25 مستوطنة".

وقال: "إن ما يحدث في سلفيت أمر لا يصدقه العقل من ناحية التجريف والمستوطنات والمناطق الصناعية والمصادرات والمحميات الطبيعية والبؤر الاستيطانية ومعسكرات جيش الاحتلال".