"شومان" تحتفي بمسيرة هند أبو الشعر وإنجازاتها

"شومان" تحتفي بمسيرة هند أبو الشعر وإنجازاتها
رام الله - دنيا الوطن
احتفت مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، أمس السبت، وضمن برنامج "ضيف العام"؛ بالدكتورة هند أبو الشعر، تحت عنوان "هند أبو الشعر.. أديبة ومؤرخة وموثقة".

الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية أشارت في كلمتها خلال الندوة التكريمية التي حضرتها وزيرة الثقافة هيفاء النجار وجمع من المثقفين والمهتمين، الى أن أبو الشعر منحت جل عمرها وجهدها للإبداع والبحث والتوثيق والتدريس، لكي تضع النقاط فوق الحروف، وتنير الطريق أمام طلبتها ومريديها، منوهة الى أن أبو الشعر؛ أخلصت للعلم وعالم الأكاديميا، فخرّجت آلاف الطلبة الذين ساروا على الدرب، واضعين نصب أعينهم خدمة الوطن وتقدمه أساسا في عملهم.

وقالت: "إن مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، حين أسست برنامج "ضيف العام"، كانت تريد أن تلفت الانتباه إلى الأهمية الخاصة لوجود ثلة من العلماء والأكاديميين والمبدعين بيننا، وإلى إسهاماتهم العديدة في حياتنا. كنا نريد أن نؤكد أن تكريم هؤلاء هو اعتراف كامل بجهودهم وبصماتهم الواضحة في مسيرتنا بهذا البلد، لذلك نمنحهم بعضا مما يستحقونه في هذا التكريم."

وتحدث في الجلسة الأولى للندوة التي أدارها أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري وجاءت بعنوان "هند أبو الشعر: أديبة ومبدعة"، كل من الدكتور شكري عزيز الماضي "قصص هند أبو الشعر القصيرة، الماهية والدور"، والدكتور نبيل حداد "هند أبو الشعر وجوه إبداع متعددة مع إجراء نقدي"، والدكتور زياد أبو لبن "هند أبو الشعر والكتابة الإبداعية".

وأشاروا في أوراقهم الى أن سيرة أبو الشعر حافلة بالعطاء والإبداع، والمتتبع لتجربتها في الكتابة الإبداعية من قصة وشعر ومسرحية ومقالة ونصوص وغيرها، يجدها كاتبة مثقفة بامتياز، ومبدعة في مسار كتابتها الأدبية، كما أنها مبدعة في فنها التشكيلي، وأن أول ما يمكن ملاحظته في شخصية هند أبو الشعر هو أنها شخصية ثقافية متعددة الجوانب.

وبينوا أن القصة القصيرة ظلت عشقها الأول، والحقل الفريد الذي غرست فيه سنوات طوالاً من عمرها، واستطاعت - باقتدار لافت - تجسيد صوت أدبي خاص، صوت هدفه الفن والجمال، وعماده الإنسان، وغايته الحرية والعدالة معًا.

الجلسة الثانية التي حملت عنوان "منهجية أبو الشعر في كتابة التاريخ" وأدارتها الروائية سميحة خريس، تحدث فيها كل من الدكتور عليان الجالودي " هند أبو الشعر مؤرخة، موسوعة تاريخ الأردن في عهد الإمارة أنموذجا"، والدكتور علاء سعادة " هند أبو الشعر ودورها في التوثيق التاريخي للمدن الأردنية – إربد أنموذجا"، والدكتور عبدالله العساف " هند أبو الشعر الإنسانة والباحثة المتميزة – مسيرة تجربة بحثية مشتركة"، والدكتور أنور الخالدي " منهج الكتابة التاريخية عند المؤرخة هند أبو الشعر، كتاب المختار بن أبي عبيد أنموذجا". 

وبين المتحدثون في أوراقهم، أن أبو الشعر تعد أحد أبرز علماء التاريخ والأدب في الأردن وأحد أعمدة بيت الشَّعر الأصيل وأحد كراسي البحث الأكاديمي العلمي في الجامعات الأردنية، مؤكدين أن الدكتورة هند ليست نمطية كغيرها في سرد الرواية والحدث التاريخي، بل إنها تقف على محطات هامة ومفصلية في مؤلفاتها، كل ذلك من شأنه تحسين ورفع مستوى المعرفة عند القارئ سواء المختص أو قارئ التاريخ. 

 الجلسة الثالثة التي حملت عنوان " هند أبو الشعر وإدارة العمل الأكاديمي والثقافي" وأدارتها الإعلامية جمان مجلي، فقد تحدث فيها الدكتور ياسين السعود " الإنسانة والأكاديمية الدكتورة هند أبو الشعر، والدكتور زيد القراله " هند أبو الشعر أكاديمية وإدارية"، والدكتور حسن الملخ " النبيلة الخالدة هند أبو الشعر حيث تتحدث عنها الإنجازات ذاكرة تَظَلُّ وذِكرى تُظِلُّ"، والدكتور محمد الدروبي " هند أبو الشعر ومسيرة البيان". 

 وأكد المتحدثون أن أبو الشعر استطاعت أن تسطر اسمها في الوسط الأدبي، وأن تشكل حضورا في المشهد الإبداعي الأردني، فقد أبدعت مجموعة من الأعمال القصصية التي لاقت إعجاب القارئ، كما اتسمت أعمالها بالالتزام، فلم تتجه كبعض الكتاب إلى كسر المحاذير الدينية والأخلاقية بل جاءت متزنة تلازم شخصية الكاتبة، وتعبر عن مكانتها الأدبية والعلمية، وما عرفت به من رقي الكلمة، وأدب الخطاب.

وتحدث في الجلسة الرابعة التي أدارها الدكتور مصلح النجار وجاءت بعنوان " هند أبو الشعر موثقة"، كل من الدكتور حسين القهواتي " هند أبو الشعر موثقة"، والدكتور جورج طريف " هند أبو الشعر – موثقة"، والإعلامي حسين دعسه " جهود هند أبو الشعر في التوثيق...منهج لاستشراف المستقبل"، والكاتب والروائي مفلح العدوان "هند أبو الشعر: عين على القصة، عين على الوثيقة.. المؤرخة الأديبة"، والدكتور محمد هاشم غوشة " القدس في عيون هند أبو الشعر".

وأشاروا الى أن أبو الشعر كرست حياتها للفعل الثقافي والعمل الأكاديمي، وتكرس جل وقتها اليومي لخدمة العلم، وتصل الليل بالنهار باحثة عن معلومة هنا، أو فكرة هناك بين الكتب والوثائق التي تحرص على الحصول عليها والاستفادة منها، مبينين أنها تدعونا إلى عمل مؤسسي يجمع ويحمي، ويضبط إيقاع حرية الموثوق.

واختتمت ندوة "ضيف العام" بالجلسة الخامسة التي أدارها الروائي هاشم غرايبة، بشهادات شخصية بحق الدكتورة هند أبو الشعر، قدمها كل من الدكتور محمد عدنان البخيت "هند أبو الشعر"، والدكتور علي محافظة " هند أبو الشعر المؤرخة الأديبة"، والدكتور إيهاب زاهر "الدكتورة هند أبو الشعر في عيون طلابها"، والدكتور أنس العموش "الدكتورة هند أبو الشعر: مؤرخة ومعلمة وإنسانة "، والدكتورة منتهى الحراحشة " ألم الكتابة عن أحزان محكي الطفولة في قصص مارشات عسكرية لهند أبو الشعر".

من جهتها، أعربت "ضيفة العام" أبو الشعر، عن شكرها وامتنانها لمؤسسة عبد الحميد شومان على تنظيمها لهذه الاحتفالية التكريمية، مستعرضة المحطات الهامة في مسيرتها الثقافية والمفاصل التي شكلت مسارها الإبداعي والأكاديمي.

وقدمت الدكتورة أبو الشعر الشكر والتقدير لكل الذين ساندوها ووقفوا معها في مسيرتها على الصعيد الأكاديمي والأدبي والثقافي.

يشار الى أن الدكتورة هند أبو الشعر هي كاتبة ومؤرخة أردنية، تكتب القصة القصيرة والمقالة الصحفية والدراسات التاريخية، تحمل درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأردنية، وهي حاصلة على وسام الملك عبد الله الثاني للتميز والإبداع عام 2016. 

شغلت الدكتورة أبو الشعر مواقع عديدة في المؤسسات الفكرية والجامعية، ولها ست مجموعات قصصية وتدرَس قصصها في الكتب المدرسية منذ عشرين عاما لطلبة المرحلة الثانوية، كما تدرَس قصصها في كل الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة، ولها من المؤلفات 80 كتابا ما بين الأدب والتاريخ (تأليف، تحرير، جمع، ونشر الوثائق)، ولها رواية ستصدر في العام 2022.

عملت منذ عام 1994 في جمع ونشر سلسلة الوثائق الهاشمية (وثائق الديوان الملكي)، والتي بلغت حتى الآن 42 مجلدا، وما تزال السلسلة مستمرة.




التعليقات