الحفر الامتصاصية في مناطق شرق خانيونس .. "قنابل بيئية موقوتة"

الحفر الامتصاصية في مناطق شرق خانيونس .. "قنابل بيئية موقوتة"
بقلم أ.د. عبد الفتاح نظمي عبد ربه
أستاذ العلوم البيئية في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية – غزة
تعاني بعض مناطق قطاع غزة من افتقارها لوجود شبكات للصرف الصحي (Wastewater Networks) ولاسيما في المناطق الريفية والبعيدة عن مراكز المدن، مما ساهم في انتشار كثيف جدا للحفر الامتصاصية (Cesspits = Cesspools) للتخلص من المياه العادمة (Wastewater) أو مياه المجاري (Sewage) مما ساهم ويساهم في مشكلات بيئية وصحية جمة نظرا لتسرب تلك المياه العادمة إلى الخزان الجوفي الذي يعاني الأمرين في قطاع غزة.
تُعرف الحفر الامتصاصية التي تنتشر في الأراضي الفلسطينية بأنها حفر غير صمّاء ذات أقطار وأعماق مختلفة تُشيد في المناطق التي لا ترتبط فيها المنازل بشبكات الصرف الصحي. قد يصل عمق بعض الحفر من 3 إلى 15 مترا أي قد يقترب بعضها من منسوب المياه في الخزان الجوفي، وقد يصل قطرها من متر واحد إلى ثلاثة أمتار. تسمح الحفر الامتصاصية غير الصمّاء بتسرب محتواها من المياه العادمة إلى التربة والأراضي المحيطة وقد تجد سبيلها إلى الخزان الجوفي فتلوثه وتفتك به.
تعتبر المناطق الشرقية في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة وتحديدا مناطق "خزاعة والقرارة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة وبني سهيلا والفخاري" واحدة من أفقر مناطق قطاع غزة بشبكات الصرف الصحي، ولهذا فإن تشييد الحفر الامتصاصية أو "القدوحات" يسير على قدم وساق ولاسيما في المناطق المزدحمة عمرانيا وسكنيا مما حدا ببعض الصحف لأن تصف الموقف بقولها أن قرى شرق خانيونس تعوم على بحيرة صرف صحي بسبب تواجد أكثر من 12,000 حفرة امتصاصية في تلك القرى. تشكل الحفر الامتصاصية قنابل بيئية موقوتة تنذر بكوارث بيئية وصحية لا حصر لها وتفرض أخطارا على جوانب الصحة البيئية (Environmental Health) في أماكن تواجدها وتركزها للأسباب التالية:
1. تلوث الخزان الجوفي الساحلي (Coastal Aquifer Contamination): تحتوي المياه العادمة بشكل عام على عوامل الإمراض (Pathogens) المتمثلة في البكتيريا (Bacteria) والفيروسات (Viruses) والطفيليات (Parasites) بالإضافة إلى الكيمياويات المختلفة. إن وصول هذه الملوثات البيولوجية (Biological Pollutants) إلى الخزان الجوفي في أي من مناطق قطاع غزة، فهي تساهم بلا شك في تلوثه وإذا وصلت في نهاية الأمر إلى الإنسان أو الحيوان أو النباتات والمزروعات فتساهم في زيادة معدلات العدوى وانتشار الأمراض، كما أو وصول أملاح النترات (Nitrates) يزيد من العبء التلوثي للخزان الجوفي الذي تعاني مياهه في قطاع غزة أصلا من ارتفاع معدلات أملاح النترات وأملاح الكلورايد (Chlorides) وأحيانا الفلورايد (Fluorides) بمستويات تفوق المسموح به دوليا.
2. تلوث التربة (Soil Pollution): إن الاعتماد على حفر امتصاصية أو قدوحات غير صماء تسمح بتسرب كل ما يصلها من مياه عادمة إلى التربة المحيطة وعليه فإن المياه العادمة تساهم بشكل كبير في تلوث التربة بملوثات بيولوجية وكيميائية وفيزيائية متعددة. إن تزاحم سكان المناطق الشرقية في محافظة خانيونس، والتي تفتقر لشبكات صرف صحي آمنة، في بناء وتشييد الحفر الامتصاصية غير الصماء التي لا تبعد عن بعضها سوى أمتار معدودة يزيد من تشبع التربة بمياه المجاري مما يتسبب في وصول تلك إلى الخزان الجوفي وانتشارها إلى أماكن أبعد في التربة. إن أي تلوث يصيب التربة لا شك بأنه ينال من بنيانها وخصائصها وربما يجعلها فاقدة لإنتاجيتها خاصة في المتاطق الزراعية.
3. تأثر المزروعات بالمواد الكيميائية (Plants Affected by Chemicals): إن لكل كائن حي مدى تحمل محدد للعوامل البيئية والمغذيات، وعليه فإن وصول كيمياويات جراء تشبع التربة الزراعية بالمياه العادمة قد يساهم في تسمم النباتات وعدم مقدرتها على النمو أو إعطاء إنتاج مجد. تحتوي المياه العادمة في الغالب على كيمياويات مختلفة المصادر والآثار ناجمة عن استخدام المنظفات (Detergents) وغيرها في المساكن والمنشآت، ولعل الأخطر في هذا المقام هو انسياب أجزاء من المعادن الثقيلة (Heavy Metals) الخطرة والسامة والمثابرة في الطبيعة وضعيفة التحلل في الأنظمة البيئية ووصولها إلى المزروعات ومن ثم انتقالها عبر السلاسل والشبكات الغذائية (Food Chains and Webs) إلى مستويات عليا ليس الإنسان بمعزل عنها مما يجعلها سببا في انتشار الأمراض المختلفة مثل السرطانات (Cancers) والأورام (Tumors) وتشوهات خلقية (Congenital Malformations) غيرها.

4. فيضان الحفر الامتصاصية والمكاره البيئية والصحية الناجمة عنها (Flooding of Cesspits and the Resulting Environmental and Health Hazards): إن ضعف الوعي البيئي (Environmental Awareness) وعدم مقدرة المواطنين على نضح حفرهم الامتصاصية بشكل دوري يجعل تلك الحفر عرضة للطفح والفيضان وانسياب المياه العادمة في الشوارع والطرقات والأراضي الزراعية. إن مظاهر كهذه تشيع في مجمل الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وتساهم هذه الظواهر في انتشار الروائح الكريهة المنفرة (Unpleasant Odors) الناجمة عن تصاعد الغازات السامة ولعل أبرزها غاز المجاري (Sewage Gas) المسمى بكبريتيد الهيدروجين (Hydrogen Sulfide) التي يتسم برائحة البيض الفاسد. إن الروائح الكريهة تساهم في انتشار الحالات العصبية وتأثر الذاكرة والانزعاج وعدم المقدرة على التركيز والتحصيل العلمي وغيرها من المشكلات.


بقلم أ.د. عبد الفتاح نظمي عبد ربه
أستاذ العلوم البيئية في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية – غزة
تعاني بعض مناطق قطاع غزة من افتقارها لوجود شبكات للصرف الصحي (Wastewater Networks) ولاسيما في المناطق الريفية والبعيدة عن مراكز المدن، مما ساهم في انتشار كثيف جدا للحفر الامتصاصية (Cesspits = Cesspools) للتخلص من المياه العادمة (Wastewater) أو مياه المجاري (Sewage) مما ساهم ويساهم في مشكلات بيئية وصحية جمة نظرا لتسرب تلك المياه العادمة إلى الخزان الجوفي الذي يعاني الأمرين في قطاع غزة.
تُعرف الحفر الامتصاصية التي تنتشر في الأراضي الفلسطينية بأنها حفر غير صمّاء ذات أقطار وأعماق مختلفة تُشيد في المناطق التي لا ترتبط فيها المنازل بشبكات الصرف الصحي. قد يصل عمق بعض الحفر من 3 إلى 15 مترا أي قد يقترب بعضها من منسوب المياه في الخزان الجوفي، وقد يصل قطرها من متر واحد إلى ثلاثة أمتار. تسمح الحفر الامتصاصية غير الصمّاء بتسرب محتواها من المياه العادمة إلى التربة والأراضي المحيطة وقد تجد سبيلها إلى الخزان الجوفي فتلوثه وتفتك به.
تعتبر المناطق الشرقية في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة وتحديدا مناطق "خزاعة والقرارة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة وبني سهيلا والفخاري" واحدة من أفقر مناطق قطاع غزة بشبكات الصرف الصحي، ولهذا فإن تشييد الحفر الامتصاصية أو "القدوحات" يسير على قدم وساق ولاسيما في المناطق المزدحمة عمرانيا وسكنيا مما حدا ببعض الصحف لأن تصف الموقف بقولها أن قرى شرق خانيونس تعوم على بحيرة صرف صحي بسبب تواجد أكثر من 12,000 حفرة امتصاصية في تلك القرى. تشكل الحفر الامتصاصية قنابل بيئية موقوتة تنذر بكوارث بيئية وصحية لا حصر لها وتفرض أخطارا على جوانب الصحة البيئية (Environmental Health) في أماكن تواجدها وتركزها للأسباب التالية:
1. تلوث الخزان الجوفي الساحلي (Coastal Aquifer Contamination): تحتوي المياه العادمة بشكل عام على عوامل الإمراض (Pathogens) المتمثلة في البكتيريا (Bacteria) والفيروسات (Viruses) والطفيليات (Parasites) بالإضافة إلى الكيمياويات المختلفة. إن وصول هذه الملوثات البيولوجية (Biological Pollutants) إلى الخزان الجوفي في أي من مناطق قطاع غزة، فهي تساهم بلا شك في تلوثه وإذا وصلت في نهاية الأمر إلى الإنسان أو الحيوان أو النباتات والمزروعات فتساهم في زيادة معدلات العدوى وانتشار الأمراض، كما أو وصول أملاح النترات (Nitrates) يزيد من العبء التلوثي للخزان الجوفي الذي تعاني مياهه في قطاع غزة أصلا من ارتفاع معدلات أملاح النترات وأملاح الكلورايد (Chlorides) وأحيانا الفلورايد (Fluorides) بمستويات تفوق المسموح به دوليا.
2. تلوث التربة (Soil Pollution): إن الاعتماد على حفر امتصاصية أو قدوحات غير صماء تسمح بتسرب كل ما يصلها من مياه عادمة إلى التربة المحيطة وعليه فإن المياه العادمة تساهم بشكل كبير في تلوث التربة بملوثات بيولوجية وكيميائية وفيزيائية متعددة. إن تزاحم سكان المناطق الشرقية في محافظة خانيونس، والتي تفتقر لشبكات صرف صحي آمنة، في بناء وتشييد الحفر الامتصاصية غير الصماء التي لا تبعد عن بعضها سوى أمتار معدودة يزيد من تشبع التربة بمياه المجاري مما يتسبب في وصول تلك إلى الخزان الجوفي وانتشارها إلى أماكن أبعد في التربة. إن أي تلوث يصيب التربة لا شك بأنه ينال من بنيانها وخصائصها وربما يجعلها فاقدة لإنتاجيتها خاصة في المتاطق الزراعية.

3. تأثر المزروعات بالمواد الكيميائية (Plants Affected by Chemicals): إن لكل كائن حي مدى تحمل محدد للعوامل البيئية والمغذيات، وعليه فإن وصول كيمياويات جراء تشبع التربة الزراعية بالمياه العادمة قد يساهم في تسمم النباتات وعدم مقدرتها على النمو أو إعطاء إنتاج مجد. تحتوي المياه العادمة في الغالب على كيمياويات مختلفة المصادر والآثار ناجمة عن استخدام المنظفات (Detergents) وغيرها في المساكن والمنشآت، ولعل الأخطر في هذا المقام هو انسياب أجزاء من المعادن الثقيلة (Heavy Metals) الخطرة والسامة والمثابرة في الطبيعة وضعيفة التحلل في الأنظمة البيئية ووصولها إلى المزروعات ومن ثم انتقالها عبر السلاسل والشبكات الغذائية (Food Chains and Webs) إلى مستويات عليا ليس الإنسان بمعزل عنها مما يجعلها سببا في انتشار الأمراض المختلفة مثل السرطانات (Cancers) والأورام (Tumors) وتشوهات خلقية (Congenital Malformations) غيرها.

4. فيضان الحفر الامتصاصية والمكاره البيئية والصحية الناجمة عنها (Flooding of Cesspits and the Resulting Environmental and Health Hazards): إن ضعف الوعي البيئي (Environmental Awareness) وعدم مقدرة المواطنين على نضح حفرهم الامتصاصية بشكل دوري يجعل تلك الحفر عرضة للطفح والفيضان وانسياب المياه العادمة في الشوارع والطرقات والأراضي الزراعية. إن مظاهر كهذه تشيع في مجمل الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وتساهم هذه الظواهر في انتشار الروائح الكريهة المنفرة (Unpleasant Odors) الناجمة عن تصاعد الغازات السامة ولعل أبرزها غاز المجاري (Sewage Gas) المسمى بكبريتيد الهيدروجين (Hydrogen Sulfide) التي يتسم برائحة البيض الفاسد. إن الروائح الكريهة تساهم في انتشار الحالات العصبية وتأثر الذاكرة والانزعاج وعدم المقدرة على التركيز والتحصيل العلمي وغيرها من المشكلات.
تعتبر بيئات طفح المجاري والمياه العادمة أرضا خصبة جدا لتكاثر وانتشار الآفات (Pests) بكافة أشكالها مثل القوارض (Rodents) مثل الجرذان والفئران (Rats and Mice) والحشرات المزعجة والممرضة (Annoying and Pathogenic Insects) ويقف على رأسها الصراصير والذباب المنزلي والبعوض وغيرها، مما يساهم في انتشار الأوبئة والأمراض (Epidemics and Diseases).
5. انتشار الطفيليات المعوية (Prevalence of Intestinal Parasites): إن تلامس السكان ولاسيما الأطفال مع المياه العادمة سواء في البيوت أو الشوارع والحواري أو في الأودية وأماكن اللعب أو في أماكن طفح الحفر الامتصاصية أو بسبب تلوث شبكات توزيع المياه (Water Distribution Networks) بالمياه العادمة من شأنه إن يساهم في زيادة معدلات الإصابة بالممرضات الميكروبية (Microbial Pathogens) مثل البكتريا البرازية (Fecal Bacteria) والشيجلا (Shigella) والسالمونيلا (Salmonella) وكذلك الإصابة بالطفيليات المعوية (Intestinal Parasite Infections) متعددة الأنواع والمخاطر. تتعدد الإصابات بالطفيليات المعوية في قطاع غزة ولاسيما المناطقة التي تعوزها النظافة وتعج بالنفايات السائلة والمجاري وطفوحات الحفر الامتصاصية ولعل من أخطر الطفيليات المعوية وأكثرها انتشارها هي الانتاميبا هستوليتكا (Entamoeba histolytica) المسببة لمرض الزحار الأميبي أو الدوسنتاريا الأميبية (Amoebic Dysentery) والجارديا لامبليا الأثنى عشرية (Giardia lamblia) المسببة لأمراض الإسهال (Diarrhea) وديدان الأسكارس الأسطوانية (Ascaris lumbricoides) المسببة لداء الأسْكارِس أو داء الصَفَر (Ascariasis).
تتسبب الطفيليات المعوية التي تنتقل للإنسان بسبب تناوله أطعمة أو مشروبات ملوثة بالطفيليات في حدوث مضاعفات طبية وخاصة بين الأطفال.


6. تلوث الأراضي الزراعية والبيئات المفتوحة والأودية بالمياه العادمة (Pollution of Agricultural Lands, Open Environments and Valleys with Wastewater): تتعمد في كثير من الأحيان سيارات النضح التي تقوم بشفط محتوى الحفر الامتصاصية من المياه العادمة بتفريغ تلك النفايات في الاراضي الزراعية والبيئات المفتوحة والأودية القريبة وليس في مناطق آمنة ومحددة حتى تصبح عملية النقل أيسر وأقل تكلفة، مما يساهم في تلوثها وانبعاث الروائح الكريهة منها وجعلها أرضا خصبة لتكاثر وانتشار الآفات الفقارية واللافقارية (Vertebrate and Invertebrate Pests) على حد سواء. يلجأ قلة من المزارعين في استغلال المياه العادمة في ري مزروعاته مما يزيد الطين بله ويزيد من فرص العدوى الطفيلية ودمار المزروعات والتربة الزراعية.
7. المشكلات الاجتماعية بين الجيران (Social Problems among Neighbors): تعتبر المناطق الفلسطينية مزدحمة سكانيا وتمثل مرحلة الطفولة (Childhood) نسبة كبيرة في المجتمع الفلسطيني. إن انسياب المياه العادمة جراء طفح الحفر الامتصاصية أو طرح النفايات السائلة (Disposal of Liquid Wastes) في الأزقة بين البيوت المتلاصقة وفي الطرقات والشوارع يتسبب غالبا في مشكلات اجتماعية بين الجيران وقد تصل في بعض الأحيان إلى القتال والاحتراب وترك المنازل وغيرها من المشكلات التي لا تُحمد عقباها. تشيع هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني بسبب ضيق الأزقة وكثرة الأطفال في الشوارع وجلوس الشباب وكبار السن على نواصي الشوارع والطرقات.
8. الانهيارات المفاجئة للحفر الامتصاصية (Sudden Collapses of Cesspits): تشيع في بعض المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ظاهرة انهيار الحفر الامتصاصية وما يصاحب ذلك من إصابات بليغة بين السكان ولاسيما الأطفال وأحيانا موت المواطنين جراء وقوعهم في تلك الحفر وغرقهم فيها. تشهد المناطق الشرقية في محافظة خانيونس وتحديدا في مناطق خزاعة والقرارة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة وبني سهيلا والفخاري انهيارات مفاجئة للحفر الامتصاصية في الآونة الأخيرة مما شكل خطرا على صحة المواطنين وممتلكاتهم ومركباتهم وقلقا بين السكان سُجلت في الآونة الأخيرة عشرات الانهيارات في الحفر الامتصاصية سواء أكانت قديمة أم جديدة.
لم تجر دراسات لتحديد الأسباب بدقة ولكن يمكن الإشارة لمجموعة من الأسباب ولعل أهمها أن جل الحفر الامتصاصية في المناطق المنكوبة تُشيد في الطرقات وعلى جوانبها ليسهل نضحها بواسطة سيارات النضج في حال امتلائها.
تتعرض هذه الحفر الامتصاصية لضغط المركبات التي تجوب الشوارع والطرقات باستمرار مما يعرضها للضعف وفقدانها لأغطيتها مختلفة الأشكال ومن ثم انهيارها. إن تكرار حالات طفح الحفر الامتصاصية في الشوارع والطرقات يعرض جدرانها وأغطيتها للضعف مما يجعلها عرضة للانهيارات بعد حين. إن تشبع التربة المحيطة بالحفر الامتصاصية بالمياه العادمة وما يصاحبها من مواد كيميائية ومنظفات ودهون يجعل من عملية تصريف تلك المياه أمرا غير ميسور مما يساهم في ضعف جدرانها ويجعلها أيضا عرضة للانهيارات اللاحقة.
إن الحديث الذي يسوقه البعض حول أثر القنابل الارتجاجية والفراغية (Concussion and Vacuum Bombs) التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في عدوانه الأخير (مايو 2021) على قطاع غزة قد يبدو غير مؤكد لأن انهيارات الحفر الامتصاصية لم تحدث في كافة أرجاء قطاع غزة الذي تعرض بأكمله لمثل هذه القذائف، كما أن انهيارات الحفر الامتصاصية في شرق محافظة خانيونس حدثت منذ عامين أي قبل نشوب العدوان الأخير. تبقى الأسباب المؤدية إلى تلك الانهيارات في الحفر الامتصاصية في شرق محافظة خانيونس بحاجة ماسة لدراسات دقيقة وأكثر استفاضة.
وقد يتساءل البعض عن الطرق الكفيلة بتقليل مخاطر الحفر الامتصاصية على البيئة والصحة العامة في المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس كما في باقي مناطق قطاع غزة والضفة الغربية.
إن من شأن الاجراءات التالية التقليل من المخاطر وليس محوها إلا إذا أُقيمت مشروعات استراتيجية مكلفة ماديا لإنشاء شبكات صرف صحي كاملة وآمنة ومحطات معالجة مياه عادمة (Wastewater Treatment Plants = WWTPs) ذات مواصفات عالية تعطي مياها معالجة يمكن الاستفادة منها في الري أو الحقن أو حتى سكبها بشكل آمن في الأودية كما هو حاليا في وادي غزة أو في البيئة البحرية.
1. إنشاء حفر امتصاصية صماء لا تسمح بتسرب محتواها من المياه العادمة في التربة والخزان الجوفي.
2. متابعة البلديات والجهات المسؤولة لأماكن الحفر الامتصاصية والقدوحات القائمة حاليا حتى لا تحدث كوارث مستقبلية تنال من صحة المواطنين وبيئتهم التي تحتضنهم.
3. تشديد اجراءات الرقابة على سائقي سيارات النضح حتى لا يطرحوا المياه العادمة المنضوحة في الاراضي الزراعية والبيئات المفتوحة والمناطق السهلية والأودية، وكذلك تخصيص مناطق محددة وآمنة لطرح الفضلات السائلة.
4. التوعية البيئية الشاملة بمخاطر المياه العادمة والحفر الامتصاصية والقدوحات على البيئة والصحة العامة.
7. المشكلات الاجتماعية بين الجيران (Social Problems among Neighbors): تعتبر المناطق الفلسطينية مزدحمة سكانيا وتمثل مرحلة الطفولة (Childhood) نسبة كبيرة في المجتمع الفلسطيني. إن انسياب المياه العادمة جراء طفح الحفر الامتصاصية أو طرح النفايات السائلة (Disposal of Liquid Wastes) في الأزقة بين البيوت المتلاصقة وفي الطرقات والشوارع يتسبب غالبا في مشكلات اجتماعية بين الجيران وقد تصل في بعض الأحيان إلى القتال والاحتراب وترك المنازل وغيرها من المشكلات التي لا تُحمد عقباها. تشيع هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني بسبب ضيق الأزقة وكثرة الأطفال في الشوارع وجلوس الشباب وكبار السن على نواصي الشوارع والطرقات.
8. الانهيارات المفاجئة للحفر الامتصاصية (Sudden Collapses of Cesspits): تشيع في بعض المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ظاهرة انهيار الحفر الامتصاصية وما يصاحب ذلك من إصابات بليغة بين السكان ولاسيما الأطفال وأحيانا موت المواطنين جراء وقوعهم في تلك الحفر وغرقهم فيها. تشهد المناطق الشرقية في محافظة خانيونس وتحديدا في مناطق خزاعة والقرارة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة وبني سهيلا والفخاري انهيارات مفاجئة للحفر الامتصاصية في الآونة الأخيرة مما شكل خطرا على صحة المواطنين وممتلكاتهم ومركباتهم وقلقا بين السكان سُجلت في الآونة الأخيرة عشرات الانهيارات في الحفر الامتصاصية سواء أكانت قديمة أم جديدة.
لم تجر دراسات لتحديد الأسباب بدقة ولكن يمكن الإشارة لمجموعة من الأسباب ولعل أهمها أن جل الحفر الامتصاصية في المناطق المنكوبة تُشيد في الطرقات وعلى جوانبها ليسهل نضحها بواسطة سيارات النضج في حال امتلائها.
تتعرض هذه الحفر الامتصاصية لضغط المركبات التي تجوب الشوارع والطرقات باستمرار مما يعرضها للضعف وفقدانها لأغطيتها مختلفة الأشكال ومن ثم انهيارها. إن تكرار حالات طفح الحفر الامتصاصية في الشوارع والطرقات يعرض جدرانها وأغطيتها للضعف مما يجعلها عرضة للانهيارات بعد حين. إن تشبع التربة المحيطة بالحفر الامتصاصية بالمياه العادمة وما يصاحبها من مواد كيميائية ومنظفات ودهون يجعل من عملية تصريف تلك المياه أمرا غير ميسور مما يساهم في ضعف جدرانها ويجعلها أيضا عرضة للانهيارات اللاحقة.
إن الحديث الذي يسوقه البعض حول أثر القنابل الارتجاجية والفراغية (Concussion and Vacuum Bombs) التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في عدوانه الأخير (مايو 2021) على قطاع غزة قد يبدو غير مؤكد لأن انهيارات الحفر الامتصاصية لم تحدث في كافة أرجاء قطاع غزة الذي تعرض بأكمله لمثل هذه القذائف، كما أن انهيارات الحفر الامتصاصية في شرق محافظة خانيونس حدثت منذ عامين أي قبل نشوب العدوان الأخير. تبقى الأسباب المؤدية إلى تلك الانهيارات في الحفر الامتصاصية في شرق محافظة خانيونس بحاجة ماسة لدراسات دقيقة وأكثر استفاضة.
وقد يتساءل البعض عن الطرق الكفيلة بتقليل مخاطر الحفر الامتصاصية على البيئة والصحة العامة في المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس كما في باقي مناطق قطاع غزة والضفة الغربية.
إن من شأن الاجراءات التالية التقليل من المخاطر وليس محوها إلا إذا أُقيمت مشروعات استراتيجية مكلفة ماديا لإنشاء شبكات صرف صحي كاملة وآمنة ومحطات معالجة مياه عادمة (Wastewater Treatment Plants = WWTPs) ذات مواصفات عالية تعطي مياها معالجة يمكن الاستفادة منها في الري أو الحقن أو حتى سكبها بشكل آمن في الأودية كما هو حاليا في وادي غزة أو في البيئة البحرية.
1. إنشاء حفر امتصاصية صماء لا تسمح بتسرب محتواها من المياه العادمة في التربة والخزان الجوفي.
2. متابعة البلديات والجهات المسؤولة لأماكن الحفر الامتصاصية والقدوحات القائمة حاليا حتى لا تحدث كوارث مستقبلية تنال من صحة المواطنين وبيئتهم التي تحتضنهم.
3. تشديد اجراءات الرقابة على سائقي سيارات النضح حتى لا يطرحوا المياه العادمة المنضوحة في الاراضي الزراعية والبيئات المفتوحة والمناطق السهلية والأودية، وكذلك تخصيص مناطق محددة وآمنة لطرح الفضلات السائلة.
4. التوعية البيئية الشاملة بمخاطر المياه العادمة والحفر الامتصاصية والقدوحات على البيئة والصحة العامة.
التعليقات