مركز الميزان يُنظم ورشة عمل بعنوان (الموجة الثالثة من كورونا..التحديات الملحة وسُبل المواجهة)

مركز الميزان يُنظم ورشة عمل بعنوان (الموجة الثالثة من كورونا..التحديات الملحة وسُبل المواجهة)
نظّم مركز الميزان لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، ورشة عمل متخصصة في مدينة غزة بعنوان: (الموجة الثالثة من كوفيد-19 وطفراته المتعددة... التحديات الملحة وسُبل المواجهة)، وذلك بحضور ممثلين عن وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية (W.H.O)، وقطاع الصحة في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وبحضور ومشاركة ممثلين عن المؤسسات الدولية والمحلية، وطلبة وأعضاء من الهيئات التدريسية في الكليات العلمية بالجامعات الفلسطينية.

وافتتح ورشة العمل، الباحث في وحدة الأبحاث والمساعدة الفنية بالمركز باسم أبو جريّ الورشة مرحباً بالحضور، مؤكداً على أن الورشة تأتي في سياق حماية وتعزيز احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تتضمن الحق في الصحة، وفي ظل المستجدات الصحية بعد دخول الموجة الثالثة من جائحة كوفيد -19 إلى قطاع غزة، والانتشار السريع للفايروس والارتفاع المضطرد في معدل الإصابات، واستمرار حالات الوفاة، وزيادة نسبة الإشغال في المستشفيات، تهدف الورشة إلى الوقوف على الحالة الوبائية، والتعرف على خطط وزارة الصحة ومناقشة الإجراءات الضرورية لحماية المجتمع من خطر الفايروس، والوصول إلى توصيات تسهم في تحسين الخدمات الصحية، وتوفر الحماية للمواطنين من خطر الفايروس.

من جانبه، أكد عصام يونس مدير عام مركز الميزان، على أن قطاع غزة منطقة محتلة ومبادئ القانون الدولي تفرض على دولة الاحتلال الإسرائيلي التزامات ومسؤوليات لحماية السكان بما في ذلك ضمان حسن تسيير وتشغيل المنشآت الصحية وحماية صحة السكان، واحترام حقهم في الرعاية الصحية، كما أن قواعد القانون الدولي تفرض على سلطات الاحتلال أن تعيد إعمار ما دمرته آلتها الحربية وجبر ضرر الضحايا.

 وأشار يونس إلى التأثيرات الإنسانية الكارثية للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والتي طالت كافة المجالات بما فيها المجال الصحي، وانضمت جائحة كوفيد-19 لتضاعف التحديات والمعوقات خاصة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بالفايروس.

 وأوضح يونس أن القطاع يمر في ظروف بالغة الاستثنائية وأصبحت غزة عصية على التنمية؛ جراء انتهاكات قوات الاحتلال المتواصلة، وفي ظل مستجدات الحالة الوبائية تشكل المعلومات والبيانات والحقائق التي تقدمها وزارة الصحة محل اهتمام كبير من قبل المجتمع، وتأتي هذه الورشة في سياق مناقشة الجهات المختصة واطلاع المجتمع على كافة التطورات المتعلقة بالصحة.

من جهته استعرض مجـدي ضـهير (مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة) واقع انتشار الفايروس والخطط التي وضعتها الوزارة للتصدي للموجة الثالثة، ومستوى التحديات التي تواجه وزارة الصحة، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية وكمية اللقاحات ومواد الفحص.

وأشار ضهير إلى أن المجتمع يقترب من قمة وذروة الموجة الثالثة حيث إن الوضع المتعلق بالحالة الوبائية بالغ الصعوبة– والسلالة الطاغية سلالة (دلتا) تتميز بأنها سريعة الانتشار، وتصيب الأطفال والأعمار الصغيرة، وسجلت حالات وفاة بالثلاثينات والأربعينات.

وأكد ضهير أن الحالة الوبائية في مرحلة الصعود وقمة الموجة الثالثة في الأسبوع القادم، ولمواجهة هذه الحالات حاولنا أن نعظم جهوزية الجهاز الصحي بزيادة الكوادر الطبية وأعداد الأسرّة. وأوضح أنه خلال هذه الموجة فشلنا في منع الانتشار كما العالم، حيث إن العدد المسجل بشكل يومي لا يعكس بشكل حقيقي الحالات المنتشرة بالمجتمع، لكننا نحكم على الحالات من خلال الإصابات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى وهي مؤشر أساسي يعكس معدلات الانتشار في المجتمع (أي معدل إشغال الأسرّة) بحيث تقترب نسبة الإشغال من (90%)، وخلال الأسبوعين القادمين يتوقع إصابة الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل،  ومتوقع أن تظهر سلالات جديدة أيضاً.

وأوضح  ضهير أن اللقاحات المتوفرة لا تكفي لكل أفراد المجتمع حيث تم تطعيم حوالي (360,000) شخص من أصل (1,100,000) مطلوب تطعيمهم في قطاع غزة، والفئة العمرية لمن هم فوق (60) عاماً بلغت نسبة من حصلوا على اللقاح حوالي (50%)، وأضاف أن حوالي (93%) من حالات الوفاة المسجلة من الموجة الثالثة لم يتلقوا اللقاح؛ وهذا يعكس الأثر الإيجابي الواضح للتطعيمات على صحة المواطنين.

وتطرق ضهير إلى اللقاحات التي تم اتلافها حيث أصبحت فاسدة نتيجة عدم حفظها في درجات حرارة أقل من (16) درجة تحت الصفر وتعرضت للشمس؛ نتيجة القيود والعراقيل على الحواجز الإسرائيلية؛ وبالتالي فسدت وتم إتلافها، ولم يدخل قطاع غزة أي جرعة بدون التحقق من سلامتها.

بدورها استعرضت هنـد العلـمي (مسؤولة الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية (W.H.O) الوضع الوبائي في قطاع غزة والحالة الوبائية حول العالم، وسبل تعزيز النظام الصحي للتعامل مع الحالات الجديدة والتحديات التي تواجه المجتمع، وأوضحت أن نسبة الأصناف الصفرية في شهر أغسطس/2021 من قائمة أصناف الأدوية المتداولة بلغت (38%)، وذلك تبعاً لقائمة الأدوية المحدثة، في حين بلغ نسبة الأصناف الصفرية من قائمة المهمات الطبية (22%).

ووصفت العلمي الحالة الصحية في قطاع غزة بالصعبة؛ نتيجة ضعف المحددات الصحية خاصة على صعيد الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع معدلات الفقر، ونسبة اللاجئين الفلسطينيين الكبيرة بين سكان قطاع غزة، ونقص الأدوية والموارد البشرية العاملة في القطاع الصحي، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حرية الحركة والتنقل للمرضى. وفي هذه الجائحة من الضروري توفير أجهزة ومستلزمات وطواقم مدربة للتعامل مع الحالات المصابة بالفايروس، كما أكدت أن الإجراءات الطبية لها دور كبير في الحد من المرض. وفي الوقت ذاته، أوصت بإجراءات الحماية والوقاية؛ حيث إن الطفرات -بغض النظر عن نوعها- يعتمد النجاح في مواجهتها على الوقاية ووعي المجتمع، وأشارت أن وزارة الصحة الفلسطينية تعمل مع المنظمة بشكل دائم من أجل دعم النظام الصحي، كما أن (الأونروا) أيضاً تساهم في تقديم الخدمات الصحية وخاصة المتعلق بالتطعيمات.

من ناحيته، استعرض خليـل حمـد (مسؤول مراقبة الأمراض في برنامج الصحة بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا))، أبرز التحديات التي تواجه الوكالة، وواقع الحالة الوبائية في المؤسسات ومرافق التعليم (المدارس) التابعة (للأونروا) موضحاً أن (الأونروا) تواجه ضائقة مالية؛ وهذا له تأثير سلبي على الأنشطة، كما أن قطاع الصحة يواجه صعوبات لها علاقة بتوريد المستلزمات الطبية في الوقت المحدد؛ نتيجة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بعرقلة توريد كميات من (الأنسولين) للأطفال مرضى السكري منذ مايو الماضي، علاوة على ضعف مبادرة المواطنين وإقبالهم على الوقاية من خلال التطعيمات التي لها الدور الأكبر في محاصرة الوباء، مؤكداً أنه طرأ تراجع واضح في الإقبال على التطعيمات.





وبخصوص المرافق التعليمة، أشار إلى وجود إصابات في صفوف الطلبة والتلاميذ؛ نتيجة الاكتظاظ في الفصول الدراسية، كما يوجد عزوف وعدم اكتراث بالفحوصات المخبرية، مشيراً إلى الجهود المبذولة والمتواصلة لتطعيم الهيئات التدريسية؛ للحفاظ على استمرار العملية التعليمية، مع العلم أن إصابة معلمين يؤدي إلى نقص في عدد العاملين ويتم تعويضه بموظفين على بند العقد اليومي؛ كي تستمر العملية التعليمية. وبلغت نسبة من تلقوا اللقاح من طواقم المدرسين (55%) ولا نزال نواصل التطعيم كي نصل إلى أكثر من (70%) من العاملين في دائرة التعليم.

يشار إلى أن المشاركين في الورشة من الحضور قدموا استفسارات ومناقشات وتوصيات مهمة على صعيد التحديات الملحة وسبل المواجهة للفايروس، حيث تركزت مداخلاتهم على أهمية إجراءات الوقاية والسلامة المجتمعية، وتعزيز المسؤولية الذاتية عند أفراد المجتمع، ومعالجة مشكلة الكثافة الصفية بالمرافق التعليمة كونها تسهم في تفشي المرض، بالإضافة إلى إجراءات الاحتلال وعرقلته لوصول اللقاحات إلى قطاع غزة التي أفسدت الشحنة من اللقاحات ما أدى إلى إتلافها من وزارة الصحة حيث أشاد الحضور بهذا الإجراء الذي قامت به الوزارة.

 

التعليقات