الشباب العرب يردون على الإجرام برسائل قصيرة مصورة على أمل التأثير على الرأي العام

رام الله - دنيا الوطن
تجددت في الأسبوع الأخير الحملة الالكترونية "سجل انا عربي"، من خلال صفحات تحمل الاسم نفسه على شبكات التواصل الاجتماعي والتي كانت قد نشطت قبل حوالي عام ولاقت رواجا بين صفوف الشباب والشابات الذين سئموا من إقصاء وتجاهل الاعلام العبري والرأي العام الاسرائيلي لقضاياهم، وقرروا تعزيز صوتهم الموجه أساسا للجمهور اليهودي من خلال مشاركته بتفاصيل حياتهم اليوميّة كمواطنين عرب في البلاد وشرعية وجودهم فيها وللتعبير عن حقهم بالعيش الكريم بأجواء طبيعية ومعافاة من التمييز والتحريض والإهمال.

وتأتي الانطلاقة الجديدة عبر فيديوهات قصيرة عفوية وطبيعية لشابات، شباب وفتيّة عرب يتحدثون عن حياتهم اليومية في ظل العنف والجريمة التي استشرت بالأيام الأخيرة وأخذت منحى مخيف بدون أي رادع.

ففي الفيديوهات الأخيرة التي نشرت على الصفحات، شارك طلاب مدارس، تحديدا زملاء المرحوم القتيل أنس الوحواح، غضبهم وأسفهم على مقتل أنس الذي ورغم صغر سنه الى أنه حقق الكثير من الانجازات والعطاء، وأنه لا يمكن اعتبار الجريمة بالمجتمع العربية مشكلة تربويّة! كما عبر عن ذلك زميله الطالب محمد أبو عامر (17 عاما) رئيس مجلس الطلاب في الثانوية الشاملة الرملة-اللد.

وفي فيديو آخر أرسلته زينة زعبي ابنة الـ 10 أعوام تعبر به عن مخاوفها جراء ما مرت به قبل عدة أشهر في حيّها الذي تسكنه في الناصرة عندما فجروا سيارة الجيران وأطلقوا وابلا من الرصاص في وضح النهار.

كما تعبر يارا إدريس (20 عاما) من طمرة عن سخطها على الدولة التي يٌقتل فيها طالب جامعي أثناء دراسته بنار الشرطة ثم يموت الموضوع، كذلك يتم إطلاق النار على مدير مدرسة ولا أحد يحرك ساكنّا!


يذكر أن انطلاقة هذا المشروع جاءت بمبادرة من جمعية سيكوي، عبر صفحات كافة وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك، توتير، انستغرام وتيك توك) جميعها تحمل اسم سجل أنا عربي بالعبرية، "תרשום אני ערבי"، وتقوم برفع منشورات وفيديوهات باللغة العبرية بالأساس وايضا باللغة العربية (يرفق معها ترجمة بالعبرية)، وذلك من أجل كسر طوق العزلة عن جماهيرنا العربية ومخاطبة المجتمع الإسرائيلي بلغته التي يفهمها، لتضعه أمام المرآة ليقف أمام بشاعة التمييز والاضطهاد الذي يمارسها ضدنا!

"سجل أنا عربي" هي صفحة مفتوحة أمام كل من يرغب بإيصال صوته من المواطنين العرب من أجل التصدي لمحاولات نزع الشرعية عن المجتمع العربي لخلق نقاش عميق صريح وطرح قضايا المواطنين العرب من زوايا لا يتطرق إليها الاعلام العبري المركزي.

التعليقات