الأسيرة أنهار الديك توجه رسالة مؤلمة للعالم.. ولا أفق للإفراج عنها

الأسيرة أنهار الديك توجه رسالة مؤلمة للعالم.. ولا أفق للإفراج عنها
الأسيرة أنهار الديك
خاص دنيا الوطن - آية الملاحي
"شو أعمل إذا ولدت بعيد عنكم وتكلبشت وأنا أولد وانتوا عارفين شو الولادة القيصرية برا كيف بالسجن وأنا مكلبشة لحالي؟!"، هذا ما عبرت عنه الأسيرة أنهار الديك (25)عاماً، عن وجعها وخوفها من الولادة بسجون الاحتلال الإسرائيلي.

حيث أطلقت الأسيرة أنهار الديك صرخة للمطالبة بالإفراج عنها؛ لتلد بين أفراد عائلتها وبظروف صحية مناسبة؛ وقالت الديك  في رسالة كتبتها بخط يدها من داخل سجون الاحتلال لتوصل قدراً من معاناتها داخل الزنازين: "طالبوا كل حر وشريف يغار على عرضه بأن يتحرك لو بكلمة، وخطية هالولد في رقبة كل واحد مسؤول قادر يساعد وما بساعد".

وأضافت الأسيرة الديك، "لسا بدهم يحطوني أنا وابني في العزل، يا ويل قلبي عليه، عشان الكورونا، مش كيف رح أقدر أدير بالي عليه وأحميه من أصواتهم المخيفة، وقد ما كانت أمه قوية راح تضعف قدام اللي بعملوه فيها وباقي الأسيرات".


اعتقالها رغم حملها:
في الثامن من آذار/ مارس2021، خرجت الأسيرة الفلسطينية أنهار الديك من قرية كفر نعمة غربي مدينة رام الله، لتتنزه، حيث تتفاجئت بهجوم (20) جندي من عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها، منهالين بضرب المبرح على بطنها ووجهها، رغم مناشدتها أنها حامل؛ ولكن دون جدوى، ومن ثم اعتقلوها.

ومع استمرار أسرها دخلت أنهار الديك الشهرها التاسع من الحمل في سجون الاحتلال، بتهمة الاعتداء على مجموعة مستوطنين؛ ولا تزال موقوفة على قيد الاعتقال الإداري؛ وذلك وسط مطالبات بالضغط على الاحتلال للإفراج عنها لتلد جنينها وسط عائلتها وفي ظروف أفضل ورعاية مناسبة.

والدة الأسيرة:
قالت والدة الأسيرة عايشة الديك لـ "دنيا الوطن": "إن أنهار تعاني من هزال عام، وخائفة من الميلاد داخل السجن، وخاصة أنها ستلد بعملية قيصرية ولا يوجد أحد من أهلها أو زوجها رغم وجود الأسيرات حولها لكن هذا لن يغني عن وجود الأهل".

وأضافت والدة الأسيرة الديك، أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إصدار تصاريح، لزيارة ابنتها داخل السجن، وذلك للاطمئنان عليها وعلى صحتها، وأن التواصل معها يكون من خلال محاميها والرسائل عبر الإذاعات المحلية.

وناشدت والدة الأسيرة(أنهار)، كل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بالحراك الفوري والعاجل للمساعدة بالإفراج عنها ولتلد ابنتها خارج سجون الاحتلال، لأنها غير قادرة على تحمل كل ذلك.

الصليب الأحمر:
من جهتها، أكدت سهير زقوت، الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هناك متابعة من قبل اللجنة الدولية لحالة المعتقلة أنهار الديك، مشيرةً إلى أنهم يتفهمون مشاعر القلق التي تنتاب العائلة.

وأضافت زقوت: " أننا نواصل الزيارات المنتظمة للمعتقلين الفلسطينيين، بما فيهم أنهار، وكان هناك زيارات من قبل مندوبين للجنة الدولية للمعتقلة أنهار في شهر آب/أغسطس، كما وتواصلنا مع عائلتها"، لافتةً إلى أنه يبقي الحوار بين اللجنة الدولية والسلطات الإسرائيلية والعائلة فقط حوار ثنائي وغير علنيّ.

وأوضحت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنهم يسعون من خلال زيارتهم لمراقبة ظروف الاحتجاز، ومدى وصول المعتقلة لرعاية الطبية الكافية واللازمة لها.

هيئة الأسرى:
بدوره، قال قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين: "إن الهيئة تعمل جاهدةً للإفراج عن الأسيرة أنهار الديك قبل ولادتها، إلا أنه من المحتمل أن تلد داخل سجون الاحتلال"، مشيراً إلى أن الاحتلال ليس لديه أي جانب إنساني.

وأضاف بكر، "أننا نحاول بتسهيل الأمر على الأسيرة، والتواصل معها عبر الصليب الأحمر، والطبيب المشرف عليها"، مبيناً إلى أنه في حالة تمت الولادة داخل سجون الاحتلال، سيبقي الطفل معها لمدة خمسة أشهر، من ثم يخرج من السجن.

ليست وحدها:
وتعيش الأسيرات الفلسطينيات ظروفًا صعبة داخل سجون الاحتلال، فـ(الديك) ليست هي الأولى التي تلد بين قضبان السجون الإسرائيلية، فاستقبلت الأسيرة سمر إبراهيم صبيح، من سكان مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، طفلها البكر براء بين قضبان الزنازين.

وأنجبت الأسيرة انتصار القاق طفلتها (وطن) داخل السجون الإسرائيلية، وماجدة جاسر السلايمة التي أنجبت طفلتها (فلسطين)، وأخريات وسط ظروف سيئة داخل زنازين سجون الاحتلال الإسرائيلي.

#أنقِذوا_أنهار_الديك
وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية، للمطالبة بالإفراج عن الأسيرة الفلسطينية، أنهار الديك، والتي من المنتظر أن تضع مولوداً داخل سجون الاحتلال، تحت وسم "#أنقذوا_أنهار_الديك".

فقد غردت المدونة الفلسطينية رغد على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، قائلةً: "الولادة على البُرش، الأسيرة أنهار الديك ستقضي فترة الولادة على سرير خشبي غير مناسب للأسير العادي فضلاً عن آلام الولاة، كلنا بنعرف قديش الأم الوالدة بتحتاج راحة وعناية صحية ونفسية، لما الأسيرة تولد على هالسرير وتقضي كل فترة الولادة، غير عن الألم النفسي في ألم جسدي رح يضل ملازمها".
 

ومن جهتها، قالت صفاء آل برغوتي: "أنهار الديك، شابة بعمر الورد 25 عام فقط، أسيرة لدى الاحتلال، اعتقلت وهي حامل بشهرها الرابع، واليوم هي في شهرها التاسع والأخير من الحمل، تستعد للولادة خلف القضبان في عتمة السجن، أنهار ستخوض التجربة الأعظم للأم في عتمة السجن في وسط سكوت مخزي".


وعلقت فداء الغول: " كيف ستلد في السجن! حاولوا أن تعيشوا تفاصيل الوجع الذي كتبته الأسيرة أنهار الديك".

 
فيما غرد أحمد قائلاً: " تخيل أصعب تجربة في حياة الأم ستخوضها أنهار داخل السجن، غير أنها تُعاني من اكتئاب حمل ثنائي القطب وتحتاج إلى اهتمام ورعاية صحية خاصة.. تخيل البيئة التي سيولد فيها الطفل في سجن ليس فيه سوى اقتحامات واشتباكات وتفتيش ومكان لا يصلح حتى للعيش الآدمي".



التعليقات