موظفات المركز الوطني للتأهيل يناقشن تحديات وفرص العمل مع مرضى الإدمان

رام الله - دنيا الوطن
عقد المركز الوطني للتأهيل، اليوم الخميس، جلسة نقاشية افتراضية عامة، عبر منصة "زووم"، لموظفاته بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، جاءت بعنوان "إماراتيات في مواجهة الإدمان"، قدمها الدكتور علي المرزوقي مدير إدارة الصحة العامة والبحوث في المركز، وبحضور مميز من قبل الجمهور المحلي المهتم وأعضاء الطاقمين الإداري والطبي في المركز.

واستضافت الجلسة النقاشية مجموعة مميزة من موظفات المركز الإماراتيات في مختلف الاختصاصات، وضمت على وجه الخصوص عائشة بخيت المنصوري، ضابط شؤون المرضى، وموزة أحمد الكعبي، أخصائية اجتماعية، وعلوية سالم الجنيبي، أخصائية نفسية.

وهدفت الجلسة إلى توضيح مدى مساهمة المرأة الإماراتية في واحد من أكثر المجالات حساسية وأهمية في مجال حماية المجتمع المتمثل في مرض الإدمان، وكذلك التحديات والفرص التي يفرضها العمل من نقطة صفر مع مرضى الإدمان سعياً لمساعدتهم طبياً ونفسياً واجتماعاً للتخلص من هذه الآفة وآثارها السلبية.

وحرص القائمون على هذه الجلسة النقاشية الافتراضية على شرح أسباب اختيار الكادر النسائي لمثل هذا المجال للعمل على الرغم مما يرتبط به من انطباعات سلبية في غالب الأحيان.

 وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد سالم محمد الظاهري رئيس مجلس الإدارة في المركز الوطني للتأهيل: "على مدار خمسين عاماً منذ تأسيس دولة الإمارات حظيت المرأة الإماراتية باهتمام كبير من القيادة الرشيدة خاصة ما وفرته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" عبر قيادتها المميزة للاتحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومؤسسة التنمية الأسرية؛ مترجمة بذلك التوجهات العليا لدولة الإمارات في دعم وتمكين المرأة الإماراتية ونقلها إلى مرحلة جديدة من العطاء."

ومن جانبه، قال الدكتور حمد الغافري مدير عام المركز الوطني للتأهيل: "إن القيادة الرشيدة مكنت المرأة الإماراتية من تقلد أدوار ريادية وجعلت من تمكينها هدفاً أساسياً في خططها الاستراتيجية، حيث ساهمت متابعة ودعم وتشجيع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"؛ في إفراز نماذج قيادية يحتذى بها، ونستذكرها في هذه المناسبة التي نحتفل بها هذا العام تحت شعار "المرأة طموح وإشراقة للخمسين.

 وقال الغافري أن ذلك ينطبق تماماً على واقع الحال في المركز الوطني للتأهيل الذي حرص منذ التأسيس على استقطاب الكوادر الفنية المواطنة وتأهيلهم بالعلم والمعرفة، سواء على المستوى الإداري أو الطبي، حيث أصبحت هذه الكوادر اليوم جزءاً أساسياً من مسيرة المركز وما سطره من قصص نجاح أعادت الأمل إلى أسر عديدة لمتعافين استكملوا علاجهم بنجاح في المركز."

وشكلت هذه الجلسة فرصة أمام موظفات المركز لاستعراض جهود الكادر النسائي الإماراتي في المركز، والذي يتجسد في إبراز الدور الريادي للمرأة الإماراتية في مجال الإدمان وعلاج المدمنات خلال فترة عملهن في المركز.

وفي مداخلتها خلال الجلسة، قالت عائشة بخيت المنصوري، ضابط شؤون المرضى إن طموحها الأكبر في العمل يتمثل في التميز والابتكار للنهوض بهذه الفئة الخاصة، مؤكدة أن المرأة الإماراتية ستكون في ذكرى الاحتفال بمئوية الإمارات أكثر فعالية في المجتمع وتحظى بدور مؤثر في رسم ملامح مستقبل الإمارات.

وثمنت عائشة الدور الكبير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" التي كانت وما تزال داعمة للمرأة وأوصلت بجهودها المرأة الإماراتية إلى المحافل الدولية.

بدورها قالت موزة أحمد الكعبي، أخصائية اجتماعية، إن طموحاتها لا تحدها حدود ولا تتقيد بسقف. مؤكدةً أن هاجسها الأكبر هو مواصلة مساعدة مرضى الادمان وأسرهم والسعي لوضع بصمة مشرفة في هذا المجال، وهو الأمر الذي حظيت به عبر عملها في المركز الوطني للتأهيل. وفي نظرة مستقبلية لمكانة المرأة في العام 2071، أي بنهاية الخمسين عاماً المقبلة، ترى موزة أن المرأة الإماراتية ستكون بلا شك قد زارت الفضاء الخارجي، وتضاعفت نسبة تمثيلها في السلك الدبلوماسي.

من جهتها، أكدت علوية سالم الجنيبي، أخصائية؛ أن الداعم الرئيسي لها هو والدها، وأن ما دفعها لاختيار العمل في المركز الوطني للتأهيل، الذي يختلف عن غيره من المؤسسات العلاجية الأخرى، هو شغفها من أجل مساعدة المرضى على التعافي والاندماج مرة أخرى في المجتمع، فضلاً عن الدور الذي تقوم به لمساعدة أهل المرضى لتفهم طبيعة معاناة مريض الإدمان، وذلك نظراً للأثر الكبير في علاجه ومساندته وتوجيهه الى الطريق الصحيح وتقبل المجتمع له."

وأشارت علوية الجنيبي في إحدى مداخلاتها خلال الجلسة إلى أنها تتخذ من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" قدوة وملهمة لها، الأمر الذي انعكس على شخصيتها عبر تعزيز الثقة بالنفس والارتقاء في الطموح والحرص على امتلاك أثر إيجابي في حياة الآخرين.

وفي بادرة مميزة، استضافت الجلسة إحدى المتعافيات من مرض الإدمان، والتي تمكنت من استكمال حياتها بشكل طبيعي بعد العلاج، حيث لفتت أن تجربتها مع الإدمان كانت مريرة وأثرت سلباً على ثقتها بنفسها وعلاقتها بأسرتها، في حين جاء قرار طلب العلاج بمثابة نافذة أمل نقلتها إلى الجانب المشرق من الحياة، كامرأة إماراتية منتجة وذات تأثير إيجابي في مجتمعها.

وفي سياق متصل، لفت سعادة الدكتور حمد الغافري إلى ما حققته المتعافيات من الإدمان من إنجازات كبيرة بداية من تحدي واقع الحال كمريضات في المرحلة الأولى، وخوض تجربة العلاج، والقدرة على العودة إلى الحياة الطبيعية والمشاركة بنجاح في تكوين وبناء الأسر والمجتمع، حيث التزم المركز بتصميم برامج تدريبية وتأهيلية تعزز قدرتهن على الانخراط مرة أخرى في كافة مناحي الحياة."

وأشار الغافري إلى أن المركز استقبل منذ إنشاءه 235 حالة من مريضات الإدمان، حيث قدمت لهن كافة خدمات الرعاية الطبية والنفسية عالية المستوى التي ساهمت في دعم قدرتهن على العلاج.

وتقدم الغافري بالشكر الجزيل لكافة موظفات المركز الوطني للتأهيل على دورهن في هذا العمل الذي لا يقل أهمية وبراعة عن دور زملائهن الرجال، وقال: "تجسد موظفاتنا الروح العالية والطاقة الإيجابية التي تظهر في كل موقع يتواجدن فيه، ودون كلل أو ملل، يواصلن وضع بصماتهن الفريدة في هذا المجال".