العام الدراسي الجديد أزمة اقتصادية تضاف لمعاناة المواطنين مع ارتفاع أسعار القرطاسية

العام الدراسي الجديد أزمة اقتصادية تضاف لمعاناة المواطنين مع ارتفاع أسعار القرطاسية
صورة تعبيرية
دنيا الوطن-آية الملاحي
تشهد الأسواق ارتفاع بأسعار البضائع، وخاصة مستلزمات القرطاسية والحقائب المدرسية، تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد فأصبحت القرطاسية عبئاً ثقيلاً على كاهل أولياء الأمور.

وباتوا غير قادرين على توفير مستلزمات العام الدراسي الجديد لأبنائهم، نظراً لارتفاع أسعارها بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الرديئة.

ورصدت "دنيا الوطن"، أراء بعض المواطنين، فقالت المواطنة ياسمين الهرش (أم محمود)، من مخيم جباليا، شمال قطاع غزة: "لدي أربعة أبناء يتعلمون في المدارس، وذهبنا للسوق قبل بدء العام الدراسي الجديد، لشراء القرطاسية والحقيبة المدرسية ومستلزمات الدراسة، وجدنا الأسعار غالية جداً، حيث تبلغ سعر الحقيبة الواحدة حوالي 50 شيكل، وأنا لا أستطيع شراء كل ما يلزم لأبنائي، في ظل الواقع الصعب الذي نعيشه".

وأضاف وعلامات الحسرة تبدو على وجهها: "زوجي عاطل عن العمل، ونحن ننتظر شيكات الشؤون الاجتماعية بفارغ الصبر، إضافةً للديون المتراكمة علينا، كل هذا يزيد من معاناتنا" لافتاً إلى أنها لم تشتري ملابس جديدة لأبنائها وإنما ألبستهم ملابس العام الدراسي السابق، وذلك بسبب الأوضاع الحالية والتي ازدادت سوءا بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأشارت أم محمود إلى أنها في ظل هذه الظروف الصعبة وعدم مقدرتها على الشراء، توجهت لأقاربها، للبحث عن حقائب ومستلزمات قديمة لأبنائها، حتى يستطيعوا الذهاب للمدرسة، واستكمال مسيرتهم التعليمية، متمنيةً أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة، حتى تستطيع شراء كل ما يلزم لأبنائها.

بدوره، أكد أكرم المصري (أبو سامي) والذي يعمل موظف حكومي، أن الظروف الصعبةلم تعد تتوقف على المواطن العادي، فقد طالت الموظف الذي يتقاضى راتبه، ولم يعد بمقدوره توفير أقل الاحتياجات الضرورية والأساسية لأسرته، جراء ما نشهده من أزمة في الرواتب، وخصومات مالية طالت الجميع.

وقال أبو سامي: "على الرغم من أنني موظف ولكن جراء هذه الأزمة المالية التي نعيشها، تتراكم عليّ الديون، وبالكاد أستطيع تلبية احتياجات أسرتي الأساسية، ومع بدء العام الدراسي ازدادت الأعباء لدي، فأبنائي الأربعة في المدارس، وكل واحد منهم يريد مستلزمات وحقيبة ودفاتر وأقلام".

وأعرب عن أمله بأن تتحسن الأوضاع في غزة، وأن يتم حل الأزمات المالية، والاستيراد والتصدير، لكي تدخل كافة المستلزمات والسلع، وتنخفض الأسعار، وليستطيع تلبية وشراء ما يلزم لأبنائه، وخاصة مستلزمات الدراسة طوال الأعوام القادمة لهم في المدارس وحتى مستقبلاً في الجامعات.

أسباب الارتفاع الملحوظ:
قال صاحب مكتبة سمسم:" إن هناك سببين رئيسين في ارتفاع أسعار الحقائب لهذا الموسم، السبب الأول هو أن أغلب الحقائب التي دخلت إلى قطاع غزة هي ماركات وجاءت من خلال الضفة، وبعد عملية إغلاق المعابر وبالتالي تراكم دفع أجرة الأرضيات،  ارتفعت تكاليف النقل من الصين، وبالتالي لم يتم الاستيراد منها خلال هذا الموسم، فيما أصبح الاستيراد من الضفة الغربية ومصر".

وأضاف أن السبب الثاني لا يوجد معابر، حيث أن أغلب المعابر مغلقة والذي يتم من خلالها إدخال الحقائب، كما أن الكميات التي دخلت إلى القطاع محدودة، والإقبال عليها محدود، لافتاً إلى أن بيع الحقائب لهذا العام لم يتعدى عن 15% عما تم بيعه في السنوات الماضية.

من جانبه، قال صاحب مكتبة حلاوة، أن سبب ارتفاع أسعار الحقائب يعود أيضاً إلى تكاليف النقل، حيث ارتفع من 3 ألاف دولار إلى 18 ألف دولار، إضافة إلى تكاليف المواد الخام في القطاع بالدرجة الأولى، وارتفاع نسبة الضرائب عليها، موضحاً إلى أن أسعار الحقائب لهذا الموسم مرتفعة مقارنة بالسنوات الماضية.

وزارة الاقتصاد:
قال عبد الفتاح أبو موسى المتحدث باسم وزارة الاقتصاد بقطاع غزة، لـ"دنيا الوطن": " إن سبب ارتفاع أسعار الحقائب يعود لارتفاع المواد الخام التي يمكن استيرادها عبر النقل، كذلك وجود جائحة (كورونا) والارتفاع العالمي في أسعار النقل، إضافة إلى إغلاق المعابر في قطاع غزة بدرجة كبيرة جداً وذلك بعد الحرب الأخير على غزة".

وأضاف: "أن أغلب التجار بضائعهم بقيت محدودة في جانب الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يتطلب أرضيات كبيرة، وبالتالي يتم تحميل كل ذلك على المستهلك".

ووجه المتحدث باسم وزارة الاقتصاد بغزة رسالة للتجار، بأنه قبل رفع سعر أي سلعة يجب أن يأتي التاجر إلى وزارة الاقتصاد الوطني، وأن يضع مبررات لهذا الارتفاع، سواء بأجرة النقل، أو إغلاق المعابر أوغيرها، وذلك حتى يتم التبرير للمجتمع وإلى الهيئة الرقابية، ولحماية لمستهلك الفلسطيني، منوهاً إلى أن ارتفاع إي سلعة دون الرجوع إلى الوزارة، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.

التعليقات