مبادرة "عالأرض" تطلق أولى مساراتها في وادي قانا بمشاركة ناشطين ومتطوعين

رام الله - دنيا الوطن
نفذت مبادرة "عالأرض" لمواجهة الاستيطان مسارا تعريفيا ووطنيا في محمية وادي قانا شمال غرب سلفيت، المحاطة بالمستوطنات من جميع الجوانب، بمشاركة أكثر من 200 ناشط ومتطوع من محافظات شمال الضفة، بهدف إسناد الأهالي وتعزيز صمودهم في هذه المناطق.

وتسعى المبادرة إلى تعريف أبناء شعبنا من مختلف الفئات بالأماكن المهددة بالاستيلاء من قبل الاحتلال، من خلال تنفيذ مشاريع تطبق للحفاظ على الأرض وحمايتها من الاستيطان، إضافة إلى تعريف المتطوعين ببعضهم البعض.

وكان المشاركون في المسار قطعوا مسافة 7 كم على الأقدام في محمية وادي قانا، ضمن إطار الاستراتيجية الجديدة التي اتبعتها مبادرة "عالأرض" في تعاطيها مع الاستيطان والحيلولة قدر الإمكان من وجودها على حساب أراضي المواطنين، لتغطية أكبر مساحة ممكنة من المناطق المهددة بالاستيطان بطريقة ولون مختلف يعتمد على إشراك الشباب الفلسطيني بشكل مباشر.

وفي هذا السياق، قال المرشد السياحي للمسار، أحد المتطوعين المشاركين أحمد الشاطر، "نحن نحتاج إلى تكاتف جميع الجهود والطاقات لمجابهة الهجمة الاستيطانية على أراضي شعبنا، بعيداً عن أي مناكفات أو تراشقات، فجميعنا أبناء هذا الوطن وحماةُ له دون أي استثناء، شاكرا بشار المصري صاحب فكرة مبادرة "عالأرض" على دعمه المتواصل للأهالي والشباب لحماية الأرض ومحابة الاستيطان.

وأضاف الشاطر: "يعد وادي قانا أكبر محمية طبيعية في فلسطين، وهذه المساحة الكبيرة تحتوي على تنوع حيوي نباتي وحيواني يستدعي منا الاهتمام به والحرص على توفير مقومات العيش والرعاية اللازمة لمنع موته".

من جهتها، قالت سناء السرغلي عضو لجنة تحكيم مبادرة "عالأرض" في دورتها الثانية: "الاستثمار بشبابنا والرهان عليهم وتمكينهم في قيادة المرحلة الحالية هو رهان ناجح، فهم يحملون مفاتيح النجاح والتقدم للبلد، فمنهم يبدأ التغيير الإيجابي الصحيح الذي نحن في أمس الحاجة إليه، والمبادرة جاءت لحماية الأرض من الاستيطان، والطريقة الأنسب لذلك تثبيت المواطنين على أرضهم وهو ما نسعى إليه".

وتابعت: "ستستمر المبادرة بأداء دورها الوطني الرامي لمجابهة الاستيطان. هذه الطاقة الشابة والفكر الحر الساعي للتغيير هم أكبر كنز في هذه المرحلة".

وأوضحت أنه سيتم تنظيم مجموعة من المسارات الهادفة في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، من أجل تسليط الضوء على هذه المناطق وتعريف المواطنين فيها ومقصدا لهم، ما يعزز صمود أهلها وحمايتها من الاستيطان، ويزيد معرفة المشاركين بالمسارات بوطنهم.

يشار إلى أن وادي قانا يقع بين سفحين جبليين يربط سلفيت وقلقيلية ببعضهما البعض، ويقع على بعد 10 كم من الجهة الشمالية الغربية من مدينة سلفيت، ومن الشرق مستعمرتي "نوفيم" و"ياكير"، ويحتوي 11 نبعا من المياه الصالحة للشرب أشهرها الفوار، البسطا، وعيون قرية كفر قرع، إضافة إلى عدة مغارات وخرب تاريخية أبرزها مغارة الجمل، وخربة شحادة وعمرها 2,000 عام والتي تحتوي على قلاع وآبار مياه ومعاصر.