بمهرجان حضره الآلاف.. "الشعبية" تُحيي ذكرى استشهاد أمينها العام أبو علي مصطفى

بمهرجان حضره الآلاف.. "الشعبية" تُحيي ذكرى استشهاد أمينها العام أبو علي مصطفى
رام الله - دنيا الوطن
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء  السبت في أرض السرايا بمدينة غزة  الذكرى السنوية الـ20 لاستشهاد رفيقها الأمين العام أبو علي مصطفى بمهرجان جماهيري كبير شارك به الآلاف من قيادات وكوادر وعناصر الجبهة، تخلله تكريم كوكبة من الطلبة الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة، وتخريج المئات من طلائع التحرير والعودة "فوج سيف القدس".

وحضر المهرجان الجماهيري الضخم والحاشد ممثلي عن القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والمجتمعية والاعتبارية والمخاتير والاعيان، ومئات طلبة الثانوية العامة وذويهم، وحوالي 1000 من خريجي مخيم طلائع التحرير والعودة الذي اختتمت الجبهة فعالياته الخميس الماضي، وحضور لافت لوسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة.

وتزينت أرض السرايا بأعلام فلسطين ورايات الجبهة وصور قادة ورموز الجبهة وشهدائها وأسراها، على أنغام الأغاني الوطنية والجبهاوية والنشيد الوطني.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر الكلمة المركزية استهلها بتوجيه التحية إلى الشهداء والأسرى الأبطال وفي المقدمة منهم الرفيق القائد أحمد سعدات، وإلى أهلنا في الضفة والقدس والشتات.

وأشاد القائد مزهر في كلمته بالشهيد أبو علي مصطفى، لافتاً أنه كان رمزاً من رموز النضال الوطني الفلسطيني، وآمن بعدالة قضيته وانتصارها مهما بلغت التضحيات ،  وكرس حياته من أجل فلسطين، وامتلك رؤية سياسية عميقة وثاقبة وشاملة وعلمية ومثابرة ومبتكرة لآليات  العمل المتجددة والمتجذرة والمتسلحة بقوة الحق.

وأضاف مزهر بأن الشهيد القائد أبو علي مصطفى  شَكلّت شخصيته محط إجماع وطنياً وشعبياً، وكان دوماً ملتصقاً بالجماهير. انحاز دوماً للوطن ولقيم النضال الوطني، رافضاً للحلول السلمية، ولكل أشكال الانقسام والاقتتال، حريصاً على الوحدة الوطنية ولكن ليس على حساب الثوابت الفلسطينية، وكان مبدئياً منحازاً للطبقة العاملة التي خرج من رحمها، لُتسهم بشكلٍ كبيرٍ في تكوين شخصيته الثورية المفعمة بالتواضع والاستقامة والزهد الثوري وصلابة الانتماء لفلسطين ولشعبها وقضيتها. وهو القائل "عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا ولم نأتِ لنساوم".

ووجه مزهر في كلمته رسالة إلى الطلبة الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة، داعياً إياهم لمواصلة الانتصارات، والعمل بصدق من أجل وطنهم وحقوقهم ومستقبلهم، وأن يضعوا فلسطين ووصايا الشهداء نصب أعينهم.

وجدد التأكيد على انحياز الجبهة المُطلق إلى جانب قضايا الطلبة المطلبية والأكاديمية والاجتماعية، ورفض سياسة الاستغلال والنضال من أجل مجانية التعليم، داعياً جامعاتنا لاستعادة دورها الوطني والإقلاع عن سياسات الخصخصة وتسليع وتسعير التعليم على أساس طبقي يعطي من يملك ويحرم من يستحق.

وأعرب عن أسفه من سياسات الجامعات التي أصبحت وكيلة لرأس المال ووفق أسعار سوق الجامعات أصبح لا مكان للفقراء فيها، وقال: " فليذهب إلى الجحيم أباطرة الأجهزة والقطط السمان الذين سرقوا ونهبوا قوت الشعب؛ إن لم يتعلم أبناء الفقراء. أوقفوا هدر المال العام والموازنات الضخمة التي تذهب في غير مكانها".

ودعا إدارة الجامعات للتوقف عن الأسلوب البوليسي في التعامل مع الطلبة، موجهاً التحية إلى رفيقاتنا ورفاقنا في القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي في الضفة، الذين يتعرضون لهجمة صهيونية مسعورة تستهدفهم وتستهدف نشاطهم الأكاديمي الوطني.

كما خاطب طلائع التحرير والعودة، منوهاً بأن الهدف من إقامة هذه المخيمات هو زرع فكرة المقاومة في قلب طلائعنا الثورية وتأصيلها في وجدانهم كنهج حياة.

وفي الموضوع  السياسي، شدد مزهر بأن التحديات الخطيرة الماثلة أمامنا لا يمكن مواجهتها باستمرار المراهنة على الوعود الأمريكية، أو التمسك بالمشاريع السياسية التي بُنيت على أساس منهج أوسلو ومدخله الأمني.

واعتبر أن طريق محاصرة وإسقاط هذا الخطر لا يكون إلا ببناء البرنامج الوطني الموحد بالارتكاز على خيار المقاومة، والتسريع بتنفيذ قرارات الإجماع الوطني بالتحلل من اتفاق أوسلو وفك الارتباط مع الاحتلال، وإعادة بناء منظمة التحرير ووضع أسس إعادة بنائها وهيكلتها باعتبارها الوعاء الذي يوحد شعبنا في الداخل والخارج ويصون أهدافه الوطنية والديمقراطية.

وجدد مزهر الدعوة لوقفة وطنية جادة مع الذات، وقفة وطنية نرسي خلالها قواعد راسخة لوحدة تصوغ استراتيجية وطنية جامعة موحدة لشعبنا ولطاقاته بالوطن والشتات، تبني مؤسسة وطنية جامعة تضمن شمولية وعدالة التمثيل للكل الوطني أينما تواجد، وتحرر المجتمع من الفاسدين والعابثين بثرواته وموارده الطبيعية.

ونوه مزهر بأن تحقيق ذلك كله يتطلب ألا يبقى الحوار رهينة لحسابات وأجندات معينة، ومغادرة سياسة الانتظار والحالة الضبابية التي نشهدها، ودعوة الأمناء العامين للفصائل لاجتماع فوري وعاجل والتعامل معه باعتباره إطاراً قيادياً مؤقتاً ومرجعية سياسية لشعبنا،  إلى  حين التوافق على تشكيل مجلس وطني جديد، وصولاً لتحديد أجندة لإجراء الانتخابات الشاملة، بما يُعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني.

واعتبر أن الطريق الوحيد لانتزاع حقوقنا الوطنية بالمقاومة وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة لقيادة المقاومة الشعبية بكافة أشكالها التي تُشكّل حجر الأساس والمدماك الأول في رفع كلفة الاحتلال وتغيير موازين القوة وتحويل هذا الكيان المصطنع إلى مشروع خاسر يجبره على الرحيل.

ووجه رسالة لقادة العدو الصهيوني  بأن غزة رغم العدوان والحصار والتجويع، لا تقبل الابتزاز وستظل عصية على التطويع والانكسار والحرائق الداخلية أو حرف البوصلة. وما زالت وستظل تقاوم وتراكم من إمكانيات مقاومتها حتى دحركم عن أرضنا.

وحذر السلطة من الوقوع مجدداً في فخ محاولات العدو والإدارة الأمريكية بالعودة إلى دهاليز المفاوضات العبثية عبر تقديم الرشاوي الاقتصادية لتحسين الوضع المعيشي مقابل إعطاء الاحتلال صكوك الاستيلاء على ما تبقى من الأرض، معتبراً عودة السلطة من جديد لحضن الإدارة الأمريكية سيعزز من تبعيتها ومن دورها الوظيفي القائم على التنسيق الأمني، وسيضيف عبئاً جديداً على شعبنا سياسياً واقتصادياً وأمنياً.

ودعا للتصدي للفاسدين والمفسدين ومراكز النفوذ والإفساد، التي ساهمت في إشاعة نهج الاستبداد، والتجرؤ على حياة ودماء الفلسطيني، ووصلت لحد قتل المعارضين والمناضلين والمطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

وقال مزهر: " رسالتنا إلى هؤلاء المفسدين، ألا تعقلون ألا تفكرون بأن كل تعدٍ على الحقوق وتجرؤ على حياة ودماء أبناء شعبنا يُقدم خدمةً مجانية للاحتلال، ويمد من عمر كيانه السرطاني".

وطالب بتغيير العقيدة الأمنية للأجهزة الأمنية لعقيدة وطنية تقوم على حماية المتظاهرين وضمان حرية  الرأي والتعبير، ووقف كل اشكال التغول على الحقوق والحريات الديمقراطية، والتصدي لمافيات المال المتحالفة مع المنظومة السياسية التي استنزفت طاقات شعبنا سياسياً ومالياً واجتماعياً.

ودعا لوقف المهاترات والمناكفات والتلاعب بقوت وكرامة أبناء شعبنا، ولتضافر الجهود لمسح آثار العدوان وإنهاء الحصار على شعبنا وإعادة الاعمار عبر إطار وطني، وربطها بعملية تنموية شاملة بعيداً عن الاشتراطات والتدخلات الخارجية.

ودعا الرئيس لأن يَتحمّل مسؤولياته تجاه غزة فهي جزء أصيل من هذا الوطن، مطالباً إياه باعتماد شهداء عام 2014، ضمن مؤسسة الشهداء والجرحى.

ورفض مزهر أي محاولات للبلطجة على حقوق الأسرى والأسرى المحررين، أو الاستجابة للشروط الامريكية لإعادة ما يُسمى بالثقة، داعياً الجهات المسؤولة في القطاع اتخاذ قرارات وإجراءات من شأنها تعزيز صمود المواطنين والتخفيف من آثار العدوان والأوضاع المعيشية الصعبة.

وشن مزهر هجوماً على المُطبعين، مشدداً أن مهمة مقاومة التطبيع والمُطبعين مع العدو الصهيوني والتصدي لخيانات مشيخات الخليج وأذنابهم يجب أن تبقى أولوية حاضرة على أبناء أمتنا العربية، واصفاً زيارة المجرم لبيد وزير خارجية العدو للمغرب، بأنها طعنة غادرة للشعب المغربي وإلى الشعوب العربية ولشهداء شعبنا.

ودعا مزهر  الشعوب العربية أن تنتفض في وجه هذا الطغيان الذي يجعل من هذا العدو كياناً طبيعياً في المنطقة لنهب خيراتها والسيطرة عليها أمنياً واقتصادياً.

وفي ختام كلمته، عاهد الشهداء بحمل وصيتهم وأمانتهم واستمرار الكفاح، وتجسيد شعار (بالعلم والمقاومة نبني جيل النصر والتحرير).

وألقت الطالبة سعاد مكاوي كلمة المتفوقين عَبّرت خلالها باسم الطلبة المتفوقين عن معاني الشكر والامتنان لكل من أتاح لنا فرصة الوقوف أمام هذا الحشد الكريم لأنقل عبرهم كل مشاعر فرحتنا وتقديرنا بالنجاح والتفوق.

ووجهت الشكر الجزيل وطيب العرفان وعظيم الامتنان لعائلات الطلبة على رعايتهم وعنايتهم وتوجيههم لهم طول فترة الدراسة، ولكل من ساهم وشارك في إنجاح هذا الحفل وخاصة الرفيقات والرفاق في جبهة العمل الطلابي التقدمية، التي تناضل من أجل تحقيق شعار جامعة شعبية ــ تعليم ديمقراطي ـ ثقافة وطنية.

وسجلت عظيم فخرها واعتزازها وسعادتها بأن تلقي كلمة في هذا الحفل الذي تنظمه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،  التي تركت عظيم الأثر في نفوسنا، وكانت دوماً ترفع هممنا وتغرس فينا نبتاً صالحاً وثقافة وطنية، تسير بنا على درب المقاومة والتحرير.

ووعدت مكاوي في كلمته الجميع بأن يسير الطلبة على درب وعهد الشهداء وفلسطين والجبهة الشعبية، وبأنهم لن يحيدوا عن هذا الدرب والنهج والنبراس، والمساهمة في معركة العودة والتحرير وتحقيق حلم شعبنا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وتخلل المهرجان فقرات فنية وعروض فولكلورية قدمتها فرقة العصرية للفنون الشعبية، وفقرة فنية غنائية ملتزمة قَدمّها الفنان محمد حسان.

وفي ختام المهرجان استلم الطلبة الناجحين في الثانوية العامة شهادة تكريم من قيادة الجبهة.



التعليقات