الأزرق: نأمل أن تتبنى السلطة قوانين عادلة للنساء تحقق العدالة للمرأة

الأزرق: نأمل أن تتبنى السلطة قوانين عادلة للنساء تحقق العدالة للمرأة
رام الله - دنيا الوطن
اطلق مركز الارشاد النفسي الاجتماعي وبالتعاون مع جامعة فلسطين الاهلية وغرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل دراسته الخاصة بواقع المرأة في فلسطين بعنوان:" الطلاق في المجتمع الفلسطيني: مشكلة؟ أم حل لمشاكل تواجهها أسر فلسطينية؟ وإمكانيات تجنبها"، والتي قامت بإعدادها الدكتورة لورا عدوان لصالح المركز حيث تضمنت شهادات موثقة من نساء مطلقات عن تجاربهن الى جانب اشراك مؤسسات دينية مسيحية واسلامية ومحاكم شرعية وشرطة وغيرها من مؤسسات ذات علاقة فيما تم تمويل الدراسة من مؤسسة Amplify Change.

وافتتحت الورشة التي عقدت في غرفة وتجارة محافظة الخليل بالسلام الوطني تلاها كلمة ترحيبية وافتتاح لجلسات الورشة من مديرة مركز الارشاد النفسي الاجتماعي، خولة الأزرق حيث تحدثت عن النتائج التي خرجت بها الدراسة والأسباب التي تؤدي الى الطلاق والتوصيات المطلوبة لتخفيض اعداد المطلقين من خلال معرفة الأسباب ومعالجتها من قبل كافة الجهات.

وتضمنت الدراسة ان اعداد المطلقين في المجتمع الفلسطيني تتزايد في السنوات الاخيرة مشيرة الى مجموعة من الاسباب التي تؤدي الى الطلاق اهمها عدم قدرة الطرفين خصوصا النساء على الاختيار واجراء الزواج بترتيبات عائلية في غالبية حالات الطلاق التي تم توثيقها بالدراسة الى جانب الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وهي قضايا تلعب دور أساسي بحياة الفلسطينيين.

كما تضمنت مجموعة من التوصيات للمساهمة بمنع ارتفاع اعداد المطلقين منها تعزيز دور المؤسسات في دعم العائلة حيث تم تصنيف التوصيات ضمن ثالث مجموعات، المجموعة الأولى اقترحتها النساء والرجال الذين شاركوا في الدراسة الحالية، والمجموعة الثانية من التوصيات توصلت إليها الدراسة من القراءة الأولية للبيانات الميدانية وتتعلق بالإرشاد الاسري ، والمجموعة الثالثة تركز على الجوانب القانونية المرتبطة بقضايا الزواج والطلاق.

وقالت الأزرق ان هذه الدراسة لها أهمية لأنها تسلط الضوء على قضية هامة وهي الطلاق واثاره على العائلة والأطفال وعلى مكانة المرأة في المجتمع الفلسطيني حيث تم الخروج بجملة من التوصيات التي تركز على ضرورة وجود قوانين تحقق العدالة الاجتماعية والحقوق الاساسية لكافة النساء مثمنة تعاون مختلف الجهات التي ساهمت بانجاح الدراسة.

واضافت الازرق ان المركز قام بإنتاج سلسلة من الدراسات المرتبطة بقضايا اجتماعية محددة، وذلك للمساهمة في تزويد صانعي السياسات ومقدمي الخدمات بقاعدة بيانات علمية تساهم في وضع خطط مستندة لاحتياجات القطاعات المختلفة، وبالتحديد النساء والفتيات.

واشارت الازرق الى ان مركز الارشاد وبالتعاون مع مختلف الشركاء سيقوم بالعمل على تعميم الدراسة من خلال ورشات عمل متعددة اولى هذه الورشات اليوم في الخليل يليها بعد عدة ايام ورشة اخرى في بيت لحم من اجل التعريف باسباب الطلاق والاليات التي يجب ان يتم ابتاعها للتقليل من هذه الظاهرة التي تضاعفت في العشر سنوات الاخيرة بحسب نتائج الدراسة.

وشددت الازرق ان الدراسة خرجت برزمة من التوصيات التي تحفاظ على مكانة المراة الفلسطينية وان يكون هناك رزمة قوانين رادعة تتبناها السلطة من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتؤكد على الحقوق الاساسية لكافة الفئات وفي مقدمتها النساء الفلسطينيات.

عدوان : الدراسة شاملة وتاخذ بالاسباب المؤدية للطلاق وتوصيات بكيفية معالجتها

بدورها قالت الاكاديمية والباحثة لورا عدوان ان هذه الدراسة جائت بطلب من مركز الارشاد بالتعاون مع لجان العمل الصحي وتمويل من Amplify Change من اجل معرفة اسباب الارتفاع في اعداد حالات الطلاق من اجل وضعها في اطار خطة من اجل تخفيض العددد المتزايد في السنوات الاخيرة.

واشارت عدوان الى ان الدراسة خرجت بجملة من الاسباب والتوصيات التي ستساهم في حال اعتمادها بالتخفيف من ارتفاع حالات الطلاق موضحة ان اهم الامور التي يجب التركيز عليها هي وجود دورات ارشادية للمقبلين على الزواج وكيفية التعامل مع الشريك.

واشارت عدوان ان هذه الدراسة مهمة لان العائلة في مجتمعنا نواة المجتمع لسنوات في ظل وقوع فلسطين تحت الاحتلال وعدم وجود مؤسسات داعمة وراعية حيث كانت العائلة تقع على مسؤوليتها رعاية النساء المطلقات ولهذا السبب كان من المهم فحص الاسباب التي لا تتوقف على الطرفين بل ان هناك اوضاع بنيوية اقتصاد و سياسية تساهم في الطلاق بالمجتمع الفلسطيني الى جانب الامور الاعتيادية بين الزوجين كما في الدول الاخرى التي عادة ما تكون السبب في الطلاق.

واشارت عدوان الى ان من ابرز اسباب حالات الطلاق بحسب الدراسة التي تضمنت شهادات ودراسة حالات طلاق من خلال مقابلات مع النساء المطلقات تعود لمسالة الاختيار السريع او ما يعرف مجتمعيا النصيب.

واضافت انه تم اجراء مقابلات مع ممثلي المؤسسات الرسمية مثل المحاكم الشرعية والكنسية حيث يتم الطلاق في سياق الدين بالمجتمع الفلسطيني وكان لممثلي هذه المؤسسات راي واضح حيث تم اخذ رايهم في الاسباب والحلول التي وردت بالدراسة.

المشاكرون بالجلسة يدعون لتبني الدراسة وتعميمها على المجتمع لاهميتها

وتخلل ورشة اطلاق الدراسة جلسة حوار ونقاش حيث تحدث فيها العديد من المسؤولين والمختصين من ممثلي محاكم شرعية ومؤسسات اهلية ومجتمع مدني الذين شددوا على اهمية تعميم تفاصيل الدراسة من حيث اسباب الطلاق والتوصيات المطروحة لتخفيف حالاته بالمجتمع الفلسطيني.

واكد المشاركون في الورشة على ضرورة تعميم الدراسة ونتائجها على مختلف الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة وابرزها الاوقاف والمحاكم الشرعية والتربية والتعليم من اجل المساعدة في تخفيف حالات الطلاق وخفض اعدادها من خلال حملة توعية للتعريف بنتائج هذه الدراسة

وفي هذا الاطار قال وليد عابد امين سر نقابة الاخصائين النفسيين والاجتماعيين في محافظة الخليل ان الدراسة التي تم مناقشتها اليوم مهمة ونتائجها غاية في الخطورة حيث تضاعفت حالات الطلاق بفلسطين في عشر سنوات من 4 الاف حالة الى ثمانية الاف وهو رقم كبير ومؤشر خطير كما قال.

واضاف عابد ان هذه الدراسة يجب ان تعمم على مرشدي التربية والتعليم وادخالها في برامج المرشدين للحديث عن مخاطر الطلاق والحياة النفسية والمجتمعية والاقتصادية بحيث سيساهم ذلك بتشكيل وعي لدى الطلبة من كلا الجنسين مشددا على ان وجهة نظر النقابة في فلسطين ان يتم تعميم الدراسة ايضا على مراكز النقابات المهنية وان يتم تدريب متطوعين ومرشدي المدارس والمساجد والامومة للحديث مع الاباء والامهات عن خطورة الطلاق في فلسطين وكيف يؤثر على الاطفال وكيف يمكن ان يتم تجنب الطلاق.

واشار الى ان الدراسة حذرت من مخاطر الطلاق واثره على الطلبة الذين يتاثرون في التحصيل الاكاديمي والناحية النفسية مما ينتج عن ذلك زيادة المتسربين والمدخنين والمخدرات وامور اخرى داعيا الى اهمية تعميم الدراسة على الوزارات والمختلفة ومنها الشؤون الاجتماعية والتربية والعمل والاوقاف وان يكون هناك فريق وطني يعمل على تعميم الدراسة لمجابهة التخوفات حال استمر الوضع على ما هو عليه

بدورهم ممثلي وباحثي المؤسسات الدينية شددوا على اهمية هذه الورشة والدراسة حيث قالت خولة حمدان متدربة لدى ديوان قاضي القضاة انها اتت للمشاركة في ورسة عمل حول الطلاق حيث تحدثت الورشة عن موضوع مهم هو اسباب الطلاق واهمها سوء اختيار شريك الحياة والعنف والزواج المبكر والقوانين والمقارنات والتفكير التقليدي وعدم الانسجام وجميعها تساهم في زيادة الطلاق

واشارت الى ان ما يحتاجه المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته الى توعية ومشاركة من مؤسسات المجتمع المدني والحكومة الشرطة للحد من الطلاق وتقليص نسبه المتزايدة كما اشارت الى ضرورة اعادة النظر في الوانين المحلية وتحديدا القوانين الشرعية

يشار الى ان مركز الارشاد النفسي والاجتماعي للمرأة مؤسسة نسوية فلسطينية تعمل من أجل دعم حقوق النساء والفتيات في فلسطين وللمساهمة في إنهاء العنف المبني على النوع الاجتماعي.