تجاوزت أفريقيا.. مخاطر (سد النهضة) تصل شواطئ قطاع غزة

تجاوزت أفريقيا.. مخاطر (سد النهضة) تصل شواطئ قطاع غزة
صورة توضيحية
خاص دنيا الوطن - محمد دبابش
يؤثر سد النهضة على البيئة البحرية للبحر الأبيض المتوسط، والمياه الجوفية، وعلى شواطئ قطاع غزة بشكلٍ غير مباشر، حيث قامت إثيوبيا سابقاً بملء خزانات السد بالمياه القادمة من منبع نهر النيل، وهذا يقود إلى انحسار المياه بدءاً من بور سعيد وانتهاءً بحيفا، مروراً بشاطئ قطاع غزة.

وقال زاهر كحيل الأكاديمي والخبير الإنشائي لـ"دنيا الوطن": "إن سد النهضة أثر على شواطئ القطاع، حيث تم الوصول لقرابة نصف مليون متر مكعب من الرمال تنجرف سنوياً باتجاه الشمال بمحاذاة الشاطئ وبشريط متوسط عرضه 200 متر، وتعويض هذه الكميات من الجنوب".

وأكد كحيل، أن شاطئ قطاع غزة سينعدم بفعل سد النهضة، وسيفقد التعويض من الجنوب، لقلة الدفع عبر التيار المائي الواصل من نهر النيل لانخفاض منسوب المياه ولعدم وجود قوة هيدروليكية كافية من الماء لدفع التعويض المطلوب من المترسبات، وهذا يقود للانحسار بدءاً من بور سعيد وانتهاءً بحيفا، ومروراً بشاطئ قطاع غزة.

وحذر الخبير الإنشائي، من رحيل الشاطئ الرملي الذهبي إلى الشمال خلال فترة أقصاها خمس سنوات وهي فترة ملء سد النهضة وما بعده، بسبب عدم وجود مشاريع اصطياد للمترسبات والرمال من الجنوب.

وأوضح أن السد سيؤدي إلى اندحار المياه الجوفية شبه الكامل عن القطاع، بفعل دخول المياه المالحة، وبارتفاع ضغطها الموضعي، وبقوة هذا الضغط تغور المياه الجوفية العذبة والتي وصل رجوعها في بعض الأماكن في القطاع لإثنين كيلو متر في العمق.

الأثر على الطرق الإقليمية الساحلية والموانئ

وبين كحيل أن انحسار الشاطئ ودخول المياه، بعد انجراف الرمال الشاطئية، يجعل من المياه تجرف بشكل مستمر الشوارع المحاذية للشاطئ، مما ينذر بخطر قادم، لافتاً إلى أن علاجها يكلف الكثير لحماية هذه الطرق بملايين الدولارات، خاصة في شارع الرشيد المحاذي لساحل البحر المتوسط، وعليه ستكون كافة الطرق الإقليمية مهددة.

وأضاف: "سيستمر النحر حول الميناء القائم وبالتعويض للمترسبات أو الرمال المنجرفة، فتتآكل كواسر الأمواج ويكون النحر من القواعد، وسيؤدي لانهيار وكسر الكاسر الرئيسي، مما يهدد بانهيار كامل للميناء".

الأثر على حياة الصيادين

وحذر كحيل أن كافة العاملين بمهنة الصيد على الشاطئ (بدون قوارب) ستتأثر حياتهم سلباً، لأن الأسماك والأحياء الشاطئية ستتلاشى.
بدوره أكد أحمد حلس، الخبير البيئي لـ"دنيا الوطن"، أن تهديدات سد النهضة غير ملحوظة، لأن مشكلات القطاع أكثر من مشكلة تتمثل في عدم وصول مياه نهر النيل بالكمية المعهودة.

وقال حلس: "إن أسباب انحسار الشاطئ ودخول المياه، هو الصيد الجائر بسبب تقليص الاحتلال الإسرائيلي مساحة الصيد لستة أميال، مما يجعل الصيادين يصطادون جميع أنواع الأسماك، مما يؤثر بشكل سلبي على الشاطئ".

وأضاف: "كذلك ضخ الصرف الصحي بدون معالجة، وبناء موانئ بشكل هندسي غير مدروس ولا يواكب الاحتياجات البيئية البحرية، أثر بشكل سلبي على شواطئ القطاع".

مختص جيولوجي

وفي السياق ذاته، قال أنس عططري، المختص في وحدة الجيولوجيا والزلازل بجامعة النجاح لـ"دنيا الوطن": "إن سد النهضة بعيد عن السواحل الفلسطينية، وإن أكثر المتضررين هم السودان ومصر"، لافتاً إلى أن تأثير سد النهضة على البحر الأبيض المتوسط، ضعيف.

وأضاف: "الأمر الأخطر من سد النهضة هو الاحتباس الحراري والفيضانات في أوروبا، ويجب التركيز عليها بشكل كبير".

وأوضح عططري أن المسافة من سد النهضة إلى السواحل الفلسطينية بعيدة، ويؤثر بشكل خفيف جداً ولا يضع في الحسبان، مشيراً إلى أن حجم كميات المياه في سد النهضة لن يكون لها تأثير بشكل مباشر على سواحل قطاع غزة.

وأكد أن ذوبان الثلج في الأقطاب هو السبب الرئيسي في ارتفاع منسوب المياه ودرجات الحرارة في المناطق الساحلية لقطاع غزة وفلسطين.

وأشار المختص الجيولوجي إلى أن انهيار سد النهضة يمكن أن يتسبب في حدوث تسونامي، ويتم معرفة حدوثه عن طريق عمل نماذج بمساعدة علماء ومختصين، لمعرفة كميات المياه التي ستصل إلى الأراضي السودانية والمصرية، كذلك حساب الكميات التي ستصل إلى البحر المتوسط. 

دعم جرف "مخيم الشاطئ"

وفيما يتعلق بمشروع دعم الجرف عند مخيم الشاطئ، قال ناجي سرحان وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في حديثه لـ"دنيا الوطن": "إننا نقوم بدعم القواعد الإسمنتية التي يتم استخراجها من نتائج الهدم، وسندعم بها بناءً على استشارات هندسية من قبل المختصين".

وأضاف سرحان: "المشروع قائم ومستمر، وما يتوفر لنا من قواعد إسمنتية نقوم بتدعيمه في المناطق المتضررة في شاطئ (مخيم الشاطئ)".

وفي وقت سابق، تسببت أمواج عالية، عند منتصف الليل، في إغراق عدد من الاستراحات البحرية على طول شاطئ بحر قطاع غزة، فيما حذر راصدون في المجال الجوي، من تلك الأمواج وتطورها إلى تيارات مائية قوية.

التعليقات