جبهة النضال تدعو إلى تبني خطة وطنية داعمة لقضية الأسرى في سجون الاحتلال

جبهة النضال تدعو إلى تبني خطة وطنية داعمة لقضية الأسرى في سجون الاحتلال
رام الله - دنيا الوطن
نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة صباح اليوم وقفة تضامنية داعمة لنضال الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، بمشاركة حشد شعبي وفصائلي حاشد من قيادة وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وكافة القوى الوطنية والإسلامية وممثلي المنظمات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والوجهاء، وبحضور وتغطية من العديد من وسائل الإعلام والفضائيات العربية والأجنبية.

وتأتي هذه الوقفة التضامنية في إطار فعاليات إحياء ذكرى الانطلاقة الرابعة والخمسين لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، ولدعم وإسناد الأسرى الذين يخوضون معركة الحرية والكرامة في سجون الاحتلال، وفي كلمة الجبهة أكدت تراجي أبو رجيلة عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني على ضرورة توحيد الجهود ومواصلة النضال مع أسرانا وذويهم ومناضلي شعبنا الذين لم يتوانوا للحظة عن الدفاع عن قضية الاسرى، ودعم صمودهم، ونصرتهم في معاركهم البطولية من أجل الحرية والانعتاق من باستيلات الاحتلال.

وأشارت أبو رجيلة إلى مسيرة الجبهة ودورها الوطني المميز منذ انطلاقتها في الخامس عشر من شهر تموز عام 1967م من قلب فلسطين وبالتحديد من مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، تلك المدينة الفلسطينية العربية التي تعتبر إحدى أهم قضايا الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي.

و قالت: "رغم سنوات النضال الطوال في مقاومة الاحتلال، والصمود البطولي لشعبنا وجبهتنا فإن القناعة الوطنية للجبهة لم تتزعزع بحتمية الانتصار والتحرير والعودة، وهزيمة المشروع الصهيوني وتحقيق الانتصار للمشروع الوطني والمتمثل في التحرير والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس، والإفراج عن كافة أسرانا البواسل من سجون الاحتلال دون تمييز".

وقالت أبو رجيلة: "إن انطلاقة الجبهة تأتي ذكراها هذا العام في ظل تطورات تشهدها قضيتنا الفلسطينية ومشروعنا الوطني، وفي ظل تحولات وتغيرات سياسية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وقالت إنه ورغم كل الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية فإن الانقسام الداخلي ما زال يجثم على صدورنا ويبعثر جهودنا وينهك قوانا، وأشارت إلى أنه ورغم حالة النهوض الوطني والتلاحم الشعبي الذي تجلى بأروع صوره في معركة الدفاع عن القدس، والتصدي لمحاولات الاحتلال لتهجير أبناء شعبنا في الشيخ جراح، ومواجهة اعتداءات المتطرفين الصهاينة على الأماكن المقدسة، وتغول المستوطنين، والصمود الفلسطيني البطولي أمام الحرب الهمجية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، واستبسال أهلنا في الاراضي المحتلة عام 48 أعطى صورة مشرقة لنضال شعبنا، إلا أن ذلك لم يترجم الى مصالحة وطنية حقيقية ترتقي لتضحيات شعبنا ولدماء الشهداء وصمود الأسرى ومعاناتهم".

ودعت أبو رجيلة الكل الوطني إلى الشروع الفوري في حوار وطني شامل لتطبيق ما تم التوافق عليه في اجتماع الامناء العامين في شهر ايلول العام الماضي ولقاء الفصائل في القاهرة.

وأكدت على أن المدخل السليم في اللحظة الراهنة وفي ضوء كل المتغيرات يتطلب الشروع الفوري في تشكيل حكومة وفاق وطني، تأخذ على عاتقها توحيد المؤسسات واعادة الاعمار، والانعاش الاقتصادي، والتحضير للانتخابات العامة التشريعية والرئاسية وصولاً لانتخابات المجلس الوطني لتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في شتى اماكن تواجده.

وأدانت أبو رجيلة ما تشهده المنطقة من هرولة نحو التطبيع مع دولة الاحتلال وآخرها افتتاح سفارة لدولة الإمارات في إسرائيل، وهو ما يشكل طعنة في خاصرة شعبنا، وسمح للاحتلال باختراق المنظومة العربية التي كانت على الدوام داعما ومساندا لنضال شعبنا.

وأكدت أن الأمة العربية بحاجة اليوم واكثر من أي وقت مضى لإحياء التضامن العربي واستنهاض جامعة الدول العربية واحياء مكتب المقاطعة مع دولة الاحتلال والعمل على كافة الصعد رسميا وشعبيا لوقف مسلسل التطبيع ومنع انزلاق انظمة جديدة للتطبيع مع دولة الاحتلال.

وطالبت أبو رجيلة بتوحيد الصف الفلسطيني وتفعيل وتطوير العمل الوطني المقاوم ، وتطوير أساليب جديدة للمقاومة الشعبية والقيام بحملة سياسية دبلوماسية لتعرية الاحتلال وكشف جرائمه أمام المجتمع الدولي، ودعت المنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها وتوفير الحماية لشعبنا والعمل على عزل هذا الكيان سياسياً، والمطالبة بمحاكمة قادة وجنرالات العدو كمجرمي حرب.

وأكدت أبو رجيلة على ضرورة تفعيل قضية الاسرى محليا ودوليا لمواجهة غطرسة وجبروت سلطات سجون الاحتلال، ووقف سياسة الاعتقال الاداري والتعذيب والاهمال الطبي وحرمان الاسرى من زيارة الاهالي.

وقالت: "إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته والضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن الاسرى والالتزام بالقانون والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة والاعلان العالمي لحقوق الانسان ووقف التعاطي مع دولة الاحتلال كدولة فوق القانون".

و توجهت تراجي أبو رجيلة في ختام كلمتها بالتحية للأمين العام للجبهة الدكتور أحمد مجدلاني وكافة مناضلي الجبهة، وحيت صمود شعبنا في شتى أماكن تواجده، وقالت أن شعبنا قادر على تحقيق الانتصار لمشروعه الوطني والتصدي لكل المشاريع المشبوهة التي تستهدف قضيته ومستقبله السياسي كما أفشل صفقة القرن.

وفي كلمة لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية أكد نشأت الوحيدي عضو مفوضية الأسرى والمحررين بحركة فتح في قطاع غزة أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي هي عنوان الصراع الأبرز مع الاحتلال الإسرائيلي وهي محل الإجماع الوطني الفلسطيني ما يستوجب الخروج من دائرة الحزبية المقيتة إلى دائرة الإجماع الوطني بما تعنيه الكلمة من معنى.

و طالب بالوقوف بمسؤولية في تقديم الدعم والإسناد للأسرى. ودعا المجتمع الدولي والصليب الأحمر والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان للقيام بواجباتهم والتزاماتهم تجاه أسرانا.

و جدد مطالبة لجنة الأسرى لجامعة الدول العربية وللمنظمة العربية لحقوق الإنسان بالعمل من أجل متابعة ملف الأسرى في الأمم المتحدة وإلزام إسرائيل باحترام حقوق الإنسان والتعامل مع الأسرى كأسرى حرب وعدم التصرف وكأن إسرائيل هي فوق القانون الدولي.

وفي ختام الوقفة وجهت الطفلة أريج الوحيدي رسالة تضامن ودعم للأسرى باللغة الانجليزية، وطالبت دول العالم ومؤسسات المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ حياة الأسرى والعمل الجاد والمسئول من أجل الإفراج عنهم.

التعليقات