أول فنية طاقة شمسية في قطاع غزة تحصل على جائزة دولية

أول فنية طاقة شمسية في قطاع غزة تحصل على جائزة دولية
خاص دنيا الوطن-أمل الكحلوت
غادة كريّم (20 عاما) فتاة في مقتبل عمرها مفتونة بشكل كبير بأنظمة الطاقة الشمسية، وهي خريجة فني طاقة شمسية من كلية تدريب غزة التابعة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تعد أول فنية في قطاع غزة تعمل بمجال تشغيل وتركيب وصيانة الأنظمة الشمسية، وحاصلة على المركز الأول في مسابقة المهارات الخضراء للمؤسسة التدريبية الأوروبية لأفضل مشروع طاقة شمسية في العالم.

وقالت كريّم في حديث خاص لـ “دنيا الوطن" أن مشروعها كان عبارة عن استثمار المساحات أثناء تركيب أنظمة الطاقة الشمسية عن طريق عمل الألواح على شكل مظلات، ويوجد بداخل هذه المظلات مقاعد مصنوعة من الخشب، أو الحديد، أو الأسمنت، وطاولة خشبية بحيث تكون التمديدات الكهربائية داخلية.

 وتابعت كريّم :"  فكرة مشروعي تدمج بين المنظر الجمالي و الديكورات الخارجية والطاقة القادمة من أشعة الشمس، مع توفر مزودات إنترنت وأباريز شحن وإضاءة، لنوفر كل سبل الراحة للمستهلك، بالإضافة الى مقدرتنا على تصميم و تنفيذ مظلات داخل الحدائق المنزلية و الشوارع، مع توفر مصدر إنترنت بالطاقة الشمسية، أما في مواقف السيارات ستكون مظللة باستخدام الألواح الكهروضوئية المختلفة، وهذه الافكار عندما تنفذ في الاماكن العامة  سوف تفيد العديد من فئات المجتمع، بحيث يمكن شحن كافة أجهزة الهواتف الذكية واللاب توب وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة".

وأضافت كريّم أنها حققت نقلة نوعية في هذا المجال على حد قولها، من خلال عملها الدؤوب على تطوير واختراع أفكار جديدة في مجال الطاقة الشمسية، ومن أخر المشاريع القائمة على دراستها وتصميمها هو مشروع (فوتو فولتف ثيرمل)، وهو قائم على تعديل الألواح الشمسية  ليقوم بخاصية تسخين المياه(السخان)، وقامت بعمل نموذج أولي لهذا المشروع وتم تشغيله، وأظهر نتائج مرضية حيث وصلت نسبة حرارة المياه الى 40 درجة.

وأردفت كريّم:" سبب تميز مشروعي وحصولي على المركز الأول في مسابقة الاتحاد الاوروبي، هو أن النموذج الأولي كان مصمم بشكل دقيق وأرفقت معه خطة تسويقية لمدة ستة أشهر متضمنة النسب والأرباح، وعرضت الفكرة على لجنة التحكيم بشكل مميز، وكنت واثقة من نفسي وأقوم بالإجابة على كافة الاسئلة الموجهة لي من قبل اللجنة، وقمت بتشغيل النموذج ووضعته في الشمس وشحنت البطاريات عن طريق الألواح واشتغل النظام بشكل ناجح".

وأشارت كريّم :"قصتي بدأت في منتصف عام 2019 عندما فكرت في المكان الذي أريد أن أكون فيه خلال أربع سنوات، تخيلت نفسي رائدة أعمال، فكنت بحاجة إلى تخصص مطلوب وبحثت عن مجال دراسي يقي من شبح البطالة، فقمت باختيار تخصص جديد أطلقته(أونروا)، لتعليم عدد من الفتيات والفتية مهارة تركيب ألواح شمسية كتخصص مستقبلي جديد، في ظل التوجه العالمي لاعتماد مصادر بديلة للطاقة"، لافتةً إلى أن قطاع غزة يعاني من قطع بالتيار الكهربائي لأكثر من 12ساعة في اليوم، وتوسيع  مصادر الطاقة البديلة يعتبر أمر بالغ الأهمية بالنسبة  لغزة.

وبينت كريّم أنها تلقت تدريب مهني كامل في مجالها، وبعد فترة قصيرة أظهرت تميزا واضحا في دراستها، مضيفة أن مشروع (الأونروا) استهدف 100 طالب وطالبة، تدربوا على مهارات تركيب ألواح شمسية في المنازل والمصانع، واعتمدوا في تعليمهم على التدريب العملي  بنسبة 80%.

وفي ذات السياق قالت كريّم :" شاركت بالعديد من المسابقات منها، مسابقة (ستارت أب أونروا) وحصلت من خلالها على المركز الأول وتمويل بقيمة عشرة آلاف دولار، ومسابقة المهارات الخضراء للمؤسسة التدريبية الأوروبية لأفضل مشروع طاقة شمسية في العالم وحصلت أيضا على المركز الأول".

وأفادت كريّم أنه تم الإعلان عن المسابقة عبر صفحة الاتحاد الأوروبي، وكانت المسابقة تتضمن 134 مشارك من 39 دولة، لاختيار أفضل مشروع طاقة شمسية في العالم، فحصلت كريم على المرتبة الأولى، والمرتبة الثانية كانت من تركيا والثالثة من الهند.

وتطمح غادة لتطوير عملها في هذا المجال، وتوفير حلول بديلة تعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لحل أزمة الكهرباء بغزة، مشيرة الى أنها موظفة في شركة  ضمن فريق ميداني، حيث تقوم بتركيب وتشغيل وإصلاح أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، موضحة أنها حاليا تقوم بافتتاح شركة مختصة بالطاقة الشمسية  وتقتصر إدارتها بشكل كامل على الفتيات.

ووجهت كريّم رسالة إلى الفتيات  بتشجيعهم على دخول التعليم المهني لأنه  يتم من خلاله الممارسة العملية  والانخراط في سوق العمل، وأنها أصبحت أكثر ثقة وصراحة في التعبير عن أفكارها، وباعتبارها أختا كبيرة لست فتيات، تريد غادة أن تكون قدوة ونموذجا جيدا لهن وللفتيات، وأن تظهر للمجتمع أنه عندما تعرف المرأة ما تريد، يمكنها التعلم والتدرب وتحسين نفسها وتحقيق أهدافها.

 فالطاقة المستدامة هي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية، التي لا تنفذ وتتجدد باستمرار ومن المتوقع أن يتم استخدام الطاقة المتجددة على صعيد البيئات الحضرية بشكل كبير باعتباره خياراً مستقبلياً للطاقة المتجددة.


التعليقات