بيسان حميد.. أول ساعية بريد في فلسطين تكسر الصورة النمطية عن المهنة

بيسان حميد.. أول ساعية بريد في فلسطين تكسر الصورة النمطية عن المهنة
خاص دنيا الوطن - أمل الكحلوت
التغريد خارج السرب بات نمط حياة بالنسبة لبيسان حميد عندما اختارت لنفسها أسلوب حياة ‏خاص، وأصبحت أول ساعية بريد في فلسطين، فمن المعتاد أن نرى ساعي بريد يتجول في أنحاء الوطن ويقوم بتوزيع الطرود البريدية، ولكن أن نرى فتاة تقوم بهذا العمل فهو أمر لم يعتد عليه الفلسطينيين.

الشابة بيسان حميد (27 عاما)، خريجة إنتاج أفلام وثائقية، أرادت كسر الصورة النمطية للمجتمع وقررت أن تعمل كساعية بريد، لتثبت أن المرأة الفلسطينية قادرة على وضع بصمة مشرفة في مختلف مجالات الحياة.

وقالت بيسان في حديث خاص "لدنيا الوطن": "تم عرض فكرة العمل علي كساعية بريد بنهاية عام 2019، ووافقت عليها لعدم وجود فرص العمل في البداية، وبالفعل بدأت عملي ببداية هذا العام كساعية بريد بهدف خوض تحدي جديد في حياتي ولاكتساب مزيداً من الخبرات وكسر حاجز خوف معين، ولأثبت لنفسي أنني قادرة على دخول مثل هذا المجال، ولم أتردد لأي لحظة بالموافقة على هذه الوظيفة".

وأضافت حميد في حديثها: "حظيت بتشجيع ودعم من عائلتي ولم يعارضني أحد على قبول الوظيفة، لأني أخذت على عاتقي مسؤولية النجاح فيها، وأن من حقي أن أعمل في المجال الذي أريده كوني أستطيع التعامل مع ظروف عملي الجديد".

وتابعت حميد:"تعرضت لآراء سلبية وإيجابية في بداية عملي، ولأكسر التقاليد النمطية للمجتمع ليس سهلا، وواجهت الكثير من الانتقادات الجارحة من المجتمع منها، "كيف انتي راضية ع حالك تكوني ساعية بريد"، "قلة شباب بالبلد ليش انتي تطلعي"،" وليش جايبين وحدة زيك توزع" ، وهذا جزء من الانتقادات التي كنت أتعرض لها، وكانت نظرة الناس لي في بداية الأمر نظرة استهجان واستغراب".

وبحسب حميد فإن تلك الانتقادات جعلتها تدخل بحالة تحد من أجل الإصرار على النجاح والمثابرة في عملها، لتؤكد أنها على قدر عالي من المسؤولية والجدية للاستمرار في هذا المجال، وكسر الصورة النمطية للمجتمع عن عمل المرأة.

ومن الصعوبات التي واجهتها بيسان خلال عملها، هو التنقل وخصوصا أن ساعي البريد يقوم بتوزيع الطرود البريدية سيرا على الأقدام، ويقوم بالبحث عن العنوان المطلوب لتسليم البريد فهذا يحتاج إلى جهد كبير، ولكن سرعان ما تغلبت بيسان على هذه المشكلة بترتيب وتنظيم مواعيدها والمناطق التي تزورها.

وتطمح بيسان إلى التطوير من نفسها في مجال تخصصها وأن تصبح مصورة أفلام وثائقية، أما من ناحية عملها كساعية بريد، فطموحها أن لا تكون لوحدها في هذا المجال، وتشجع الفتيات على الانخراط في هذه المجالات واختيار تخصص العمل الذي يرغبن به سواء ساعية بريد أو مجالات مشابهة، وذلك لتعزيز وجود المرأة الفلسطينية في مختلف القطاعات "لأن قدراتنا كنساء لا تقل عن قدرات الجنس الآخر”، كما قالت بيسان.

بدوره، قال محمد السعدي مدير بريد بيت لحم، في حديث خاص "لدنيا الوطن": "خلال تقديم طلبات التوظيف لساعي بريد، وجدت من بين الطلبات طلب بيسان لوظيفة موزع بريد في منطقة بيت ساحور- بيت لحم، وهي الفتاة الوحيدة التي قامت بالتقديم على هذه الوظيفة، فقمت بدراسة الفكرة وطرحتها على وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في رام الله إسحاق سدر، فأبدى استعداه لتعيين بيسان كأول ساعية بريد في خطوة مختلفة من نوعها"، مشيرا إلى أن من حق المرأة الفلسطينية أن تعمل في كافة المجالات.

وأضاف السعدي: "أنه تم تدريب بيسان لمدة شهرين في مكتب بريد بيت لحم، وكانت على أتم الاستعداد، وما يميزها أنها تقوم بعملها افضل من الرجال بسبب محبتها للعمل".

وأكد السعدي في حديثه عن دعمه وتأييده للمرأة الفلسطينية في الانخراط في هذا المجال، مضيفا أن نسبة كبيرة من موزعي البريد في الدول الأوروبية هي من الإناث، وأن هذه الوظيفة لا تختلف عن أي وظيفة تقوم بها المرأة.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تبلغ نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة في فلسطين 16 في المائة، علما أن الإناث يشكلن نسبة 49 في المائة من المجتمع الفلسطيني.

التعليقات