الناس مصالح والبحر مالح

الناس مصالح والبحر مالح
د. حنا عيسى
الناس مصالح والبحر مالح

بقلم: أ.د. حنا عيسى

"عندما تنتهي مصالحهم تنقطع أخبارهم (رفعت الجلسة) أتعرف لما أنت صديقي؟ لا، واستدرك: لأننا أصحاب! لا، واستدرك: لأنني لا أعرف سواك.. لذا، تسقط الأقنعة عندما تنتهي المصالح ولكن الدنيا تدور والوجوه تتقابل من جديد في ظروف مختلفة وعندها لن يكون هناك وقت لارتداء أقنعة جديدة.. لماذا؟ لأن، الكلاب غادرت عندما شبعت حتما ستعود عندما تجوع فعند المصالح تأتيك الكلاب مشتاقة. لهذا السبب، حياة يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس".

المصالح متطلبات، يكون صاحبها هو المجتمع ككل، أو الأمم والطبقات والفئات الاجتماعية والأفراد كأعضاء فيها. وتشكل المصالح القوة الدافعة الأساسية للنشاط الاجتماعي، وتعبر عن الموقف الفعلي الموضوعي لذوي المصالح من ظروف وجودهم وتطورهم. أما طابعها فيتحدد بمكانة ودور أصحابها في العلاقات الاقتصادية وغيرها من العلاقات الاجتماعية. وترسم المصالح وجهة نشاط أصحابها العملي في الميادين الاقتصادية والسياسية والروحية للحياة الاجتماعية. إن الشرط الأكيد لتجلي المصالح كباعث على الأفعال الجماهيرية هو إدراكها، نقل مضمونها إلى لغة البرامج السياسية والنداءات التحريضية وصياغتها في نظريات علمية أو صور أدبية وفنية. وتبعا لصحة المضمون الموضوعي تكون المصالح واقعية او خيالية (وهمية).

إن مصالح الفرد، التي تتحدد موضوعيا بمكانته في النسق المعني من العلاقات الاجتماعية بانتمائه إلى هذه أو تلك من الطبقات أو الفئات الاجتماعية، قد تقترف عما يدعى ب (مصالحه الشخصية)، أي رغباته وأهوائه التي تعود إلى الظروف الحياتية الملموسة. وتكون مصالح الطبقات، التي تساعد على التطور الصاعد للمجتمع، مصالح تقدمية، في حين تكون مصالح الطبقات التي تعيق هذا التطور رجعية الطابع.

وبترسيخ العدالة الاجتماعية تغدو المصالح الجذرية لأكثر قوى المجتمع طليعية، أي مصالح الشعب كله للدولة بأسرها.

 

التعليقات