الثقافة في طولكرم تنظم ندوة بعنوان "بيت لحم تاريخ وحضارة"

رام الله - دنيا الوطن
نظمت وزارة الثقافة في طولكرم، وتحت رعاية محافظ طولكرم اللواء عصام أبو بكر، وبالتعاون مع مكتبة بلدية طولكرم والمجلس الاستشاري الثقافي، ندوة بعنوان " بيت لحم تاريخ وحضارة "، تحث فيها كل من د. عبد الله محمود ود. عبد الجبار عودة، وحاورهم الإعلامي معين شديد، بحضور: ابراهيم عبد العال  ممثلاً عن عطوفة المحافظ، ومدير مكتب وزارة الثقافة منتصر الكم، ومدير مكتبة بلدية طولكرم صلاح عمارة، وأعضاء المجلس الاستشاري الثقافي، وعدد من المهتمين بالحركة الثقافية، وذلك في قاعة مكتبة بلدية طولكرم .

وقال منتصر الكم أن هذه الندوة الثقافية الهامة تأتي ضمن فعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2020، والتي تم تأجيلها بس انتشار وباء كورونا، مثمناً جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألسكو" في اختيار مدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية ؛ للتأكيد على الهوية الحضارية لشعب فلسطين، وتعزيز الثقافة ونشر المعرفة والمساهمة في تعزيز التعاون والتبادل الفكري.

من جانبه رحب الإعلامي معين شديد بالمتحدثين وبالحضور، وقدم شكره لجهود وزارة الثقافة التي تسعى دائماً إلى نشر الوعي الثقافي في كافة المجالات، وأضاف شديد : " نجتمع في هذا اللقاء الذي حمل عنوان "بيت لحم تاريخ وحضارة" ، لنؤكد على أهمية مدينة بيت لحم وما تحمل من أبعاد تاريخية ودينية، وأهميتها على المستوى العربي والدولي، وصمودها في وجه الاحتلال الذي يسعى إلى استهدافها من خلال سلسلة من المشاريع الاستيطانية .

وقدم د. عبد الله محمود نبذة تاريخية مختصرة عن بيت لحم التي تأسست قبل  3000 سنة على يد الكنعانيين العرب، وتعرضت لعدة غزوات على مر العصور، كالغزو الآشوري والبابلي والفارسي والصليبي، إلى أن تم تحريرها على يد الناصر صلاح الدين. وأشار د. عبد الله محمود أن المسلمين أظهروا مشاعر الإخوة والتسامح الديني مع إخوتهم من الدين المسيحي، كما ظهر ذلك في سجلات المحاكم الشرعية.

كما تحدث عن الحالة الاقتصادية التي سيطرت على المدينة إبان حكم الدولة العثمانية من فقر وفرض ضرائب مما ساهم في هجرة الكثير من أبناء المدينة إلى الخارج وسيما أمريكا الجنوبية .. ورغم ذلك فقد زارها العديد من المؤرخين الذين وصفوا جماليتها وجغرافيتها ، من أبرزهم المؤرخ عبد الغني النابلسي، الذي تحدث عن الصناعات المميزة من خشب الزيتون وصناعات الصدف والكاسات المصنوعة من حجر موسى، وعن الآكلات الطيبة المميزة فيها.

وتحدث المؤرخ د. عبد الجبار عودة عن مدينة بيت لحم التي تعد مدينة جبلية وتبعد حوالي عشرة كيلو متر عن مدينة القدس، وتشكل ثالوثاً هاماً إلى جانب مدينتي بيت جالا وبيت ساحور، لكن ما يميزها مولد السيد المسيح فيها، وكانت قبل مولد السيد المسيح تعرف كقرية كنعانية، وتم ذكرها في ألواح تل العمارنة بأن هناك مدينة بيت ايلو لهاما، أي بيت إله الطعام، ولها اسم آخر " افراتا "، وأفرات باللغة الآرامية تعني الخصب الوفير.

كما تناول  عودة عن الحياة الثقافية في مدينة بيت لحم ، والتي تطورت بتطور النظام التعليمي، فجامعة بيت لحم تعد من أقدم الجامعات في فلسطين، والتي كانت بالبداية مدرسة تبشيرية تطورت إلى معهد، ثم إلى جامعة عريقة.

وفي نهاية الندوة أهدت وزارة الثقافة دروعاً تكريمية للمشاركين تقديراً لجهودهم ومشاركتهم الثقافية الفاعلة.