حي سلوان والشيخ جراح بالقدس.. تهجيرٌ قسري وتطهيرٌ عرقي

حي سلوان والشيخ جراح بالقدس.. تهجيرٌ قسري وتطهيرٌ عرقي
حي الشيخ جراح
خاص دنيا الوطن- آية الملاحي، محمد دبابش
أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسابيع الماضية، بهدم 98 منزلاً من منازل المقدسيين في حي البستان في بلدة سلوان، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير المقدسيين باستخدام أساليب التهجير القسري والتطهير العرقي في مدينة القدس المحتلة.

وفي وقت سابق، أعلنت المحكمة المركزية للاحتلال في القدس، أنَّ تاريخ 2 آب/ أغسطس المقبل هو موعد نظر بقضية تهجير أربع عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح (جاعوني، إسكافي، الكرد، القاسم).

لجنة الدفاع عن القدس

وقال رئيس لجنة الدفاع عن أراضي القدس صالح الشويكي، في حديثه لـ"دنيا الوطن": "إن المحكمة الإسرائيلية أخدت قرارات بهدم قرابة 13 منزلاً في حي السلوان وأيضاً أخدت قراراً بإخلاء بعض المواطنين في منطقة حي الشيخ جراح".

وأضاف: "كل هذه الإجراءات غير قانونية، لأن الاحتلال لديه وسائل كثيرة لكي يرسلها لشعب الفلسطيني، والمحاكم الإسرائيلية هي نفسها المحكمة والجلاد، فعندما يذهب المواطن المقدسي إلى أي محكمة إسرائيلية لا يعرف بأنه ذاهب إلى جلاده، وليس إلى قضاء عادل"، مبيناً أن أي قرار يصدر عن المحاكم الإسرائيلية يعتبر قراراً سياسياً استيطانياً يمينياً متطرفاً وليس قرار قضائي.

وأوضح الشويكي أن الهدف الأساسي هو مصلحة الجمعيات الاستيطانية اليهودية، وأن البرنامج الأساسي للشعب الفلسطيني هو المقاومة بكافة وسائلها، داعياً المقدسيين إلى الصمود والمقاومة إلى آخر رمق.

وبشأن الرد العربي والدولي، بيّن الشويكي أن جميع الأنظمة العربية تتبع بطريق أو بأخرى إلى التطبيع مع الاحتلال، وأن الفلسطينيين لا يراهنون عليهم منذ وقت طويل.

الاستيلاء على حي سلوان

وحي سلوان التاريخي يقع جنوب المسجد الأقصى وملاصق لأسوار المسجد، وترجع بداية الأزمة إلى محاولات الاحتلال الاستيلاء على الحي ليصبح المدخل الجنوبي للهيكل المزعوم أسفل المسجد الأقصى.

ويمارس الاحتلال أشكالا مختلفة من الإجراءات للاستيلاء على سلوان، ويدّعي ملكية بعض منازل الحي القديم ليهود، إضافة لمحاولات الاستيلاء على المنازل التي غاب عنها أصحابها بزعم تحويلها لمنفعة العامة.

وتعود ملكية المنازل المستهدفة لعائلات: أبو ذياب، وحمدان، وجلاجل، ورجبي، وقويدر، وبدران، وعودة، وشافع، ورجب، وعبد الرحمن، وبشير.

ويقع حي البستان وسط بلدة سلوان ويجاور المسجد الأقصى، ويبعد عن السور الجنوبي قرابة 300 متر ويمتد على مساحة 70 دونما، ويسكن فيه حوالي 1550 مواطنًا.

وتسعى سلطات الاحتلال منذ سنوات لهدم مئات الوحدات السكنية في حي البستان، وتحويله إلى "حديقة توراتية" لصالح مشاريع ومخططات تهويديه، ولكن المخطط أجل مرات عديدة بسبب الضغط الشعبي والجماهيري، وكذلك الحراك القانوني.

ويواجه أهالي حي بطن الهوى في بلدة سلوان، خطر الإخلاء والتهجير، وذلك بعد أن سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية لجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، بالاستمرار في طرد 800 فلسطيني، بزعم أن منازلهم بنيت على أرض امتلكها يهود قبل نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، على الرغم من إقرار هيئة القضاة بأن إجراءات المنظمة في الاستيلاء على الأرض قد شائبتها عيوب وأثارت أسئلة حول قانونية نقل الأرض إلى الجمعية اليمينية.

أصحاب المنازل المهددة

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، التي نقلت عن أحد أصحاب المنازل المهددة في حي سلوان صالح ذياب، قوله: "إن المستوطنين حاولوا اقتحام 3 منازل في الحي تعود لعائلات ذياب والكرد وقاسم، وسط استفزاز السكان، وهددوهم بإخلائهم من منازلهم لصالح المستوطنين خلال مدة زمنية (شهر واحد)".

وأضاف "أن محاولة الاقتحام قوبلت باشتباكات بالأيدي مع السكان، الذين تصدوا لمجموعات المستوطنين".

الجدير ذكره، أن بلدة سلوان تعتبر الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، حيث يحاول الاحتلال اقتلاع السكان منها من خلال مصادرة البيوت أو هدمها والاستيلاء على الأراضي واستهداف مقابرها، وتخريب مقبرة باب الرحمة وتجريفها.

ويتهدد خطر التهجير بحق 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً في حي الشيخ جراح لصالح جمعيات استيطانية بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، والتي أصدرت مؤخرًا قرارًا بحق سبع عائلات لتهجيرها، رغم أن سكان الحي المالكين الفعلين والقانونين للأرض.

التعليقات