النضال الشعبي تفتتح اعمال مؤتمرها العام الثاني عشر بحضور وطني وعربي ودولي

النضال الشعبي تفتتح اعمال مؤتمرها العام الثاني عشر بحضور وطني وعربي ودولي
رام الله - دنيا الوطن
أطلقت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، اليوم الخميس، أعمال مؤتمرها العام الثاني عشر في قاعات جمعية الهلال الأحمر بمدينة البيرة، تحت عنوان "مؤتمر هبة القدس والثوابت الوطنية والتجديد الديمقراطي". 

وحضر المؤتمر أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، وأمناء عامون، وممثلو القوى والفصائل والاتحادات، ووزراء، وممثلون عن الشعب الفلسطيني داخل أراضي العام 48، وممثلو أحزاب وقوى شقيقة وصديقة، وأعضاء من السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد لدى دولة فلسطين.

وألقى نائب رئيس حركة فتح محمود العالول كلمة الرئيس محمود عباس التي عبر فيها عن التقدير للجبهة وقيادتها وكادرها.

وأضاف "معا خضنا تحت هذه المظلة الجامعة، منظمة التحرير الفلسطينية، نضالا من أجل حقوقنا، ونمارس هناك حوارنا وتظهر هناك تبايناتنا ولكن نتمترس جنبا الى جنب لمواجهة التحديات ليبقى تناقضنا الأساسي مع الاحتلال".

وشدد العالول أن "معادلة الوحدة تحت ظل المنظمة يجب أن تستمر وستبقى منظمة التحرير الاطار الجامع والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

وتابع "عشنا جميعا ظروفا استثنائية مكثفة مؤخرا، وكنا أمام تحديات كبرى وذهبنا باجماع وطني باتجاه الانتخابات العامة، وأن تتم في سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وبدأ التحضير على كل الأصعدة حيث كانت الوعود بالضغط على إسرائيل كي لا تعرقل الانتخابات في القدس والعالم الذي وعد وقف عاجزا بزعم لا توجد حكومة إسرائيلية تقرر". 

وقال: "مسألة اجراء الانتخابات على الطاولة سننظمها عندما نتمكن من اجرائها في القدس وباقي أراضي الدولة الفلسطينية". 

وتابع أن "هبة القدس التي جاءت ردا على الانتهاكات والمخططات والعدوان الإسرائيلي ليست الأولى، وأن النضال في القدس ولأجلها لم ولن يتوقف، وأن هذه الهبة أظهرت تلاحم شعبنا ووحدته، وتفاعلا شعبيا عربيا ودوليا أثر إيجابا على المجتمع الدولي".  كلمة منظمة التحرير وفصائلها 

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أمين عام حزب "فدا" صالح رأفت في كلمة القوى ومنظمة التحرير، إن "المؤتمر ينعقد وشعبنا بكل فئاته وفصائله يخوض معركة الدفاع عن القدس ومقدساتها واحيائها لإحباط إجراءات تهوديها وتهجير سكانها، ويتصدى لكل عمليات المصادرة والتهويد والهدم والضم والاستيطان، ولتشديد الحصار الظالم على الأهل في قطاع غزة".

ودعا رأفت إلى الإسراع في تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية على الصعيد المركزي وفي كل المحافظات، وتعميم النماذج الحالية.

بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة إن التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني لا تزال كبيرة وخطيرة في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تنتهج ذات الخط العدواني المتطرف، دون أدنى رائحة تغيير، فالتهديد بتجديد العدوان على قطاع غزة والانتهاكات والاعتداءات والعنصرية تتواصل في القدس والضفة واراضي 48. 

وتابع أن ما يجري في الشيخ جراح وسلوان ليس قضية عقارية كما تحاول إسرائيل أن توهم العالم، بل قضية احتلال وتطهير عرقي.

من جانبه، قال ممثل الحزب الشيوعي الصيني، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين قواه وي الذي قرأ برقية من دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن الحزب يولي اهتماما بتطوير العلاقات مع الجبهة، وتعزيز التبادل والتعاون معها على أساس إيجاد الأرضية المشتركة خدمة لمصالح الشعبين والبلدين.

وشدد على دعم الصين للقضية الفلسطينية وللحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني أن الساحة الفلسطينية للجميع، على قاعدة التكامل والوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا، وتغليب التناقض الرئيس مع الاحتلال وداعميه.

وأوضح مجدلاني أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف سياسية صعبة ومعقدة، حيث تتكالب القوى المعادية للنيل من صمود شعبنا وهويته الوطنية والتقدمية والحضارية، ومن مشروعنا الوطني وثوابتنا ومحاولات فرض حلول استسلامية تنتقص من حقوقنا الثابتة.

وأردف "عملت إسرائيل بكل امكانياتها السياسية والعسكرية وبدعم أميركي لا محدود على إفشال كل المحاولات والمبادرات لتسوية الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، فأعادت الاحتلال الفعلي لكل الأرض الفلسطينية وصعّدت الاستيطان والعزل وتهويد القدس والاستمرار بالجريمة المنظمة ضد شعبنا الأعزل، وسياسة التدمير ونهب الأرض والقتل العشوائي".

وقال إن مجلس الأمن والمجتمع الدولي يتحملان مسؤولية الإخفاق بالنهوض بدورهما للحفاظ على الأمن والسلم في هذه المنطقة الحساسة من العالم، ومسؤولية توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال. 

وشدد الأمين العام على أن لشعبنا كل الحق في مقاومة ومواجهة هذه السياسات والإجراءات، وعلى العالم ان ينحاز له وان يمارس الضغط من اجل انهاء الاحتلال، فالمقاومة الوطنية حق مشروع، كفلته كافة المواثيق والقوانين الدولية.

ودعا إلى "اعادة استنهاض مقاومتنا الشعبية، وان نأخذ بالاعتبار الامكانيات الحقيقية للشعب المقاوم، وفاعلية هذه المقاومة، وقدرتها على الحفاظ على زخم القوة الجماهيرية، وتهيئة الظروف لأوسع مشاركة شعبية في إطار تفعيل وتصعيد أشكال وأساليب المقاومة الشعبية وصولاً الى الفعل الميداني اليومي".

وشدد على أن "وحدة شعبنا التي تجسدت في هبة القدس داخل أراضي العام 48 وفي القدس والضفة وغزة والشتات، وفي يوم الإضراب الكبير الذي لم تشهد فلسطين مثيلاً له منذ إضراب عام 1936، هذا النهوض للحركة الشعبية والمقاومة التي تجسدت بالوحدة الميدانية، وهذا الصمود والتضحيات من كل ابناء شعبنا فتح الطريق أمام أفق سياسي يجب أن نبني عليه ونستثمره قبل فوات الأوان، وقبل ضياع هذه الفرصة التاريخية".

وقال "نرى أن نقطة الارتكاز الأساسية هي بإزالة كل العقبات امام استئناف الحوار الوطني، وعدم إضاعة الوقت والفرصة، والتقدم بكل قوة لإزالة أسباب الانقسام، والعمل جدياً لتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها الأساس إزالة آثار وتداعيات الانقسام، ومعالجة تداعيات العدوان بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية، وإعادة الاعمار بأفق سياسي وتحت مسؤولية وإشراف الحكومة الفلسطينية، والتحضير بشكل مشترك وبتوافق وطني عام لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني، مع ضرورة ممارسة الضغط الدولي على اسرائيل لإجبارها على عدم التدخل في العملية الانتخابية في القدس المحتلة". 

وبخصوص المؤتمر قال الأمين العام إنه "محطة هامة في حياة ومسيرة الجبهة، ومن هذا المنطلق فقد اخذنا في وثائقنا وفي برامجنا جملةً من المتغيرات والتعديلات المنسجمة مع كافة المتغيرات والتطورات من أجل تطوير أدوات العمل واجتراح السياسات والمواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها تكريس خطاب جديد يحتاجه شعبنا بكافة شرائحه وفئاته، ويشكل محطة نضالية ووطنية هامة للمراجعة والتقييم، ومناسبة لاستذكار ما قدمته الثورة الفلسطينية من تضحيات جسام، من أجل الحفاظ على قرارنا الوطني المستقل وعلى منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا".