بالصور: "الشعبية" تعقد لقاءات سياسية وإعلامية مكثفة في الأراضي الجاليقية

بالصور: "الشعبية" تعقد لقاءات سياسية وإعلامية مكثفة في الأراضي الجاليقية
رام الله - دنيا الوطن
بدعوة من الجمعية الأممية Mar de Lumes التابعة للكتلة الوطنية الجاليقية BNG، عقدت الجبهة الشعبية لتحرير  فلسطين لقاءات سياسية وإعلامية مكثفة على مدار عشرة أيام بدأت من الثامن من حزيران وانتهت في الثامن عشر من ذات الشهر. 

وجاءت هذه اللقاءات بعد العدوانالأخير على القطاع والملحمة البطولية التي خاضها شعبنا على امتداد الوطن وساحات الشتات، وفي خضم عشرات الفعاليات التي نُظمت في المنطقة الجاليقية دعماً وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على القطاع و القدس . 

ومَثّل الجبهة الشعبية في هذه اللقاءات القيادي في الجبهة الشعبية الرفيق فايز البدوي.

وتَزيّنت جميع هذه اللقاءات بالعلم الفلسطيني وراية الجبهة. 

وقد استقبلت النائبة في البرلمان الجاليقي مونستي برادو Montse Prado الرفيق البدوي في مستهل هذه اللقاءات، علماً أنها نائبة الرئيس الثاني في البرلمان الجاليقي، وهي تُمثّل الكتلة الوطنية الجاليقية، معُبّرة عن افتخارها واعتزازها بالعلاقات مع الجبهة.

وأعربت النائبة برادو عن تضامنها الكامل وتضامن الشعب الجاليقي مع الشعب الفلسطيني، ومساندتهم لشعبنا ضد العدوان الإجرامي الصهيوني، وضد مواقف الاتحاد الأوروبي المنحازة للكيان الصهيوني، وضد الشعب الفلسطيني، وتأكيد دعمهم للجبهة الشعبية والتي يعتبروها تاج اليسار الثوري الفلسطيني المقاتل.

كما التقى الرفيق البدوي بمسؤول العلاقات الدولية في الكتلة الوطنية الجاليقية الرفيق روبين Rubén، بحضور المسؤول التنظيمي B. Lobiera، تم خلاله استعراض آخر المستجدات على الوضع الدولي والأوضاع في فلسطين.

ورحب الرفيقان الجاليقيان بالرفيق البدوي، مؤكدين اعتزازهم وافتخارهم بالجبهة الشعبية التي يعتبروها مرجعيتهم الأساسية في فلسطين، وتجمعهم معها علاقات تاريخية قوية بدأت منذ أوائل السبعينيات، وهم دائماً مهتمون أن تكون الجبهة حاضرة في كل اللقاءات والمستجدات، لأنها تمتلك المصداقية في نقل صورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل دقيق وواضح.

وعَبّر الرفاق في المنطقة الجاليقيا عن رفضهم لاستمرار وجود اسم الجبهة الشعبية على "اللائحة الإرهابية الأوروبية"، ورفضهم أيضاً لسياسة الكيل بمكيالين التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي تجاه الشعب الفلسطيني وقوى اليسار الممثلة بالجبهة الشعبية. 

كما وجهت "منظمة مار دي لومس" في المنطقة الجاليقية الرفيق البدوي، إلى سلسلة لقاءات سياسية وإعلامية في العديد من القرى والمدن، وعُقدت أول ندوة في قرية "كانجاس" في الثامن من حزيران الماضي، بمشاركة عدد كبير من الحضور من بينهم نواب جاليقيين ورؤساء وأعضاء بلديات. 

وخلال هذه الندوات الموسعة والمُكثفة قَدّم الرفيق البدوي مداخلات هامة استعرض فيها آخر المستجدات السياسية الراهنة، واضعاً الجميع في صورة وحقيقة الأوضاع في فلسطين المحتلة، واستمرار نضال شعبنا ضد الغزوة الصهيونية المستمرة.

واستهل الرفيق البدوي هذه المداخلات، بنقل تحية الرفيق الأمين العام للجبهة أحمد سعدات وأسيراتنا وأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، وتحيات شعبنا إلى الشعب الجاليقي العظيم الذي كان دوماً وما زال من أوائل الشعوب الداعمة والمساندة لنضال شعبنا العادل ضد الاحتلال. 
وتطرق الرفيق البدوي إلى الأوضاع في مدينة القدس ومخططات طرد مئات العائلات من حي الشيخ جراح وسلوان، والصمود البطولي لأهالي المدينة في مواجهة هذه المخططات وكل الممارسات الاجرامية الصهيونية في الضفة، وعمليات القتل المستمرة للمدنيين العزل على الحواجز في مناطق مختلفة من الضفة، والاعتقالات الواسعة اليومية بحق شعبنا هناك. 

واستعرض الأوضاع المعيشية المأساوية التي يعيشها أبناء شعبنا في قطاع غزة، والتي حَولّه الاحتلال إلى سجن كبير، فضلاً عن مواصله عدوانه المستمر على القطاع، حيث شن على مدار 14 عاماً أكثر من أربع حروب في أعوام 2008، 2012، 2014، و2021. ارتقى خلالها الآلاف من أبناء شعبنا ما بين شهيد وجريح، وتدمير آلاف المنازل والمنشآت المدنية والصحية والبنية التحتية، لافتاً أنه رغم ذلك عجز العدو الصهيوني عن كسر إرادة وصمود شعبنا في القطاع، أو تحقيق أي إنجازات ميدانية على الأرض في ظل التصدي البطولي لأبطال المقاومة، التي تمكنت في العدوان الأخير من تحقيق إنجازات ميدانية هامة، وألحقت بالعدو خسائر فادحة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

كما توجه البدوي في مداخلاته بالتحية إلى الشعوب التي خرجت إلى العواصم والميادين في مختلف مناطق العالم في تظاهرات واعتصامات غير مسبوقة تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومع القدس وغزة، وأيضاً للجماهير العربية التي انتفضت غضباً من أجل فلسطين من موريتانيا حتى العراق. 

ووجه البدوي تحية خاصة إلى اليهود المتضامنين الرافضين للصهيونية، والذين لا يعترفون إلا بالشعب الفلسطيني وحقه في فلسطين، ويرفضون الوجود الصهيوني ودولة الكيان فيها. 

وأضاف البدوي في سلسلة لقاءاته إلى أن ما يميز الأحداث الأخيرة في فلسطين، أن شعبنا في الداخل المحتل والضفة و غزة والقدس توحد في الميدان، وهو ما أعطى زخم وقوة للمقاومة في غزة التي دعمت وساند شعبنا في القدس بالنيران والمقاومة المسلح، دفاعا ً عن هوية وعروبة القدس والمقدسات، وتمكنت على مدار 11 يوماً من تمريغ أنف العدو الصهيوني بالوحل. 

وقال البدوي: " هذه غزة الثورة والمقاومة مرة أخرى تعطينا دروساً جديداً في العز والفخار والكرامة، فرغم الجرائم الصهيونية والدمار الكبير وقتل عائلات بأكملها وأكثر من 80 طفلاً، ترفض الركوع وتذل الاحتلال، فلأول مرة في تاريخ الثورة الفلسطينية تتمكن المقاومة من تنفيذ ضربات واسعة في قلب الكيان في القدس وتل أبيب، وأكثر من ذلك أنها تحدد التوقيت والمكان المناسبين، وفشل الاحتلال في وقف اطلاق الصواريخ".

ولفت البدوي  أن المقاومة رغم امكانياتها البسيطة التي لا تقاس بامكانيات الاحتلال التسليحية الهائلة، استطاعت أن تتصدى لطائرات الأف35، والبارجات البحرية، ودبابات الماركافا، وأثبتت بأن إرادة الصمود الكامنة في تصميم وإرادة شعب يقاتل من أجل انتزاع حقه أقوى وأعتى من أسلحة هذا الكيان. 

وأشاد البدوي بالمقاومة الشعبية التي يخوضها شعبنا في أكثر من نقطة اشتباك بالضفة خصوصاً في قرية بيتا وبيت دجن والأغوار، وباستمرار انتفاضة شعبنا في الداخل المحتل في عكا وحيفا و الخليل والناصرة واللد وأم الفحم والنقب، والذي جسد وحدة شعبنا ووحدة مكوناته على امتداد فلسطين التاريخية.

وشدد البدوي في مداخلاته بأن شعبنا وفي ضوء ما تجسد في الميدان من وحدة تكاملية في الداخل والشتات أمام انعطافة تاريخية، تؤكد انحيازه المطلق لخيار المقاومة الشعبية وفي المقدمة منها المسلحة، واعتبارها الأسلوب الناجع لتحرير الأرض.

وأضاف البدوي أن معركة سيف القدس أثبتت أن المقاومة والبندقية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وأن السلطة والطبقة الكمبرادورية العفنة التي تدور في فلك هذه السلطة والمنظومة السياسية لا تُمَثّل شعبنا. 
وشبه الرفيق البدوي كيان السلطة بحكومة فيشي،  الذي يقوم على أساس نهج أوسلو والتنسيق الأمني بحكومة فيشي في فرنسا التي أقامها النازيون.

وشن البدوي هجوماً كبيراً على وسائل الإعلام الغربية ذات التوجهات اليمينية، مؤكداً أنها سُخرّت خدمةً للكيان الصهيوني وإخفاء وجهه القبيح وجرائمه ومجازره بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن ما يُسمى هيئة الأمم المتحدة مخُتطفة من قبل الامبريالية الأمريكية والأوروبية، واصفاً القرار الأممي  الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة بعدم إدراج الاحتلال الصهيوني على اللائحة السوداء للدول المنتهكة لحقوق الأطفال، بأنه تواطؤ وانحياز فاضح وصريح للاحتلال، وسقوط مدوي جديد للأمم المتحدة. 

كما أشاد البدوي بوسائل الإعلام والصحافيين الذين ساندوا شعبنا وقضيته، وساهموا في نشر حقيقة ما يحدث من جرائم الصهيونية في فلسطين، مؤكداً أنهم ساهموا في إيصال صوت مظلومية فلسطين إلى العالم أجمع.

واعتبر البدوي بأنه لا جديد في الموقف الأمريكي المنحاز بل والشريك مع الاحتلال في جرائمه بحق شعبنا وشعوب المنطقة، وحتى الموقف الأوروبي المتواطئ أيضاً والذي ظهر واضحاً في مواقف بعض الدول الأوروبية خاصة ألمانيا وفرنسا وأسبانيا.

واستهجن البدوي موقف مسؤول العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل Josep Borrel المنحاز دائماً للاحتلال والمعادي للشعب الفلسطيني، والذي يواصل الهجوم على كوبا وفنزويلا، ويتهرب من إدانة الاحتلال وجرائمه بحق الأطفال والأسرى. 

كما انتقد الموقف الأسباني بخصوص القضية الفلسطينية، مستغرباً من ادعاء الحكومة الإسبانية أنها يسارية، في الوقت الذي تجاهر في دعم مواقف الاحتلال، وهو ما ظهر واضحاً في عدم إدانتها الواضحة والجادة لاستمرار اعتقال  احدى الموظفات الاسبانيات العاملات في مجال الإغاثة " خواني رويث juani ruiz". والمحتجزة منذ شهور طويلة لدى الاحتلال، حيث اقتصرت أسبانيا على مخاطبة الاحتلال بضرورة "تحسين ظروف احتجازها" وليس المطالبة الصريحة باطلاق سراحها. 

واعتبر أيضاً أن سماح السلطات الإسبانية لضباط مخابرات صهيونية بالتحقيق مع الصحفي الفلسطيني "معاذ حماد" يمثل تواطئاً واضحاً مع المنظومة الاستيطانية الاستعمارية الصهيونية، مشيداً بالمواقف المساندة لشعبنا للكتلة الوطنية الجاليقية الوحيدة التي احتجت على وجود المخابرات الصهيونية في مدريد والتحقيق مع الصحفي الفلسطيني. 

واعتبر البدوي أن أسوأ المواقف الأوروبية هو الموقف الألماني والذي وقف مسانداً بالكامل مع الاحتلال في عدوانه الأخير على القطاع، وفي الحرب الألمانية على لجنة المقاطعة الدولية، وفي دعم الكيان الصهيوني بالأسلحة والغواصات، واصفاً القرار الألماني الأخير بحظر رايات الجبهة وحماس يدلل على تواطؤها وعنصريتها ووقوفها إلى جانب الاحتلال.
وانتقد الموقف الفرنسي الذي يواصل معاداته للشعوب وسرقة ثرواتها كما يحدث في أفريقيا، واستمرار اعتقال الرفيق المناضل جورج عبدالله. 

وبنفس الوقت تحدث الرفيق البدوي عن سياسة المانيا العنصرية ضد شعبنا خاصة ميركل هذه التي دعمت الكيان الصهيوني بالأسلحة وتقدم له غواصات هدية منها إلى الكيان.

وفي ختام مداخلته، أكد الرفيق البدوي أن حتمية انتصار الشعب الفلسطيني حتمية، وأن شعبنا سيطرد هذا العدو الصهيوني المجرم من أرضه مهما طال الزمن، وسيقيم دولته الفلسطينية العلمانية من المية للمية، أي من نهر الأردن للبحر المتوسط، فهذا ما قرر شعبنا إنجازه عندما انتفض في ميادين البطولة والمقاومة.

التعليقات