"القدس المفتوحة" و"الحملة العربية للتعليم" تعقدان ندوة إقليمية حول "الفاقد التعلمي: إشكالية في التشخيص

"القدس المفتوحة" و"الحملة العربية للتعليم" تعقدان ندوة إقليمية حول "الفاقد التعلمي: إشكالية في التشخيص
رام الله - دنيا الوطن
تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، عقدت كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة، و"الحملة العربية للتعليم"، ندوة حوارية إقليمية بعنوان: "الفاقد التعلمي: إشكالية في التشخيص أم في القياس"، التي عقدت عبر “زووم"، بمشاركة نخبة من التربويين في فلسطين ومصر وسوريا وتونس واليمن والصومال والسودان والمغرب ولبنان والأردن. 

وألقى كلمة رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، عميد كلية العلوم التربوية أ. د. مجدي زامل، مرحباً بالحضور، وناقلاً تحيات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، مؤكداً على الدور المهم الذي تلعبه الحملة العربية للتعليم من خلال أ. رفعت صباح، مشيراً إلى أن الجائحة فرضت تحديات كثيرة على قطاع التعليم، وأن الدول بحاجة إلى مواءمة أنظمتها التعليمية للتعايش مع الظروف العادية والاستثنائية.  

وبين أ. د. زامل أن تجربة الجامعة في الجائحة مميزة، كونها استندت إلى نظام التعلم المدمج الذي يجمع بين المحاضرات الوجاهية والمحاضرات الإلكترونية من خلال توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة. 

وأكد أن الجامعة تتمتع ببنية تكنولوجية متطورة وكوادر بشرية متميزة جعلتها تكتسب الخبرات اللازمة للتعامل مع الأزمات بما فيها الجائحة، ونجحت في إدارتها عبر التعلم الإلكتروني الذي وفرت له كل السبل للنجاح من خلال ابتداع عدة وسائل وأدوات تحقق التفاعلية المطلوبة بين الطالب والمدرس والمادة التعليمية، وكان آخرها إطلاق فضائية القدس التعليمية، فحققت مخرجات تعليمية لا تقل جودة عن التعليم في الظروف الطبيعية، وهذا من شأنه أن يسهم في معالجة الفاقد التعلمي لدى الطلبة.  

وقدم شكره لكل من أسهم بجهد قل أو كثر، ولوسائل الإعلام كافة، ولفضائية القدس التعليمية على تغطيتها المباشرة للندوة. 

وقال أ. رفعت صباح سكرتير عام الحملة العربية للتعليم، رئيس الحملة العالمية للتعليم: "إن الفاقد التعليمي الناتج عن التعليم الإلكتروني الذي أشارت له التقارير الإقليمية والدولية، يظهر تخوفات باحتمالية ازدياد انتشار الفاقد بعد الجائحة الأخيرة وأطلق على هذا المفهوم من عدة باحثين أكثر من تسمية، وسمي بـ"تراجع كوفيد"، وهو ما يحدث في أثناء العطل المدرسية والكوارث الكبرى في العالم. 

وأضاف أنه خلال هذه الجائحة والانقطاع المدرسي الوجاهي والتفاعل الوجاهي داخل المدرسة خلقا فاقداً نمائياً يربط بالفاقد التعليمي، مقدماً تقديره لجامعة القدس المفتوحة بقيادة أ. د. يونس عمرو، على هذه الندوة التي تضم خبراء من مختلف الدول العربية. 

إلى ذلك، قال د. يوسف سلمان الريمي، رئيس شعبة التخطيط بمركز البحوث والتطوير التربوي في اليمن، إن اليمن يعيش تأثيراً مزدوجاً فيما يتعلق بالفاقد التعليمي نظراً للحرب وللجائحة، وضاعت الخطط التي قررتها وزارة التربية والتعليم. 

في سياق متصل، قال د. حسين أحمد صلاد عميد كلية التربية بجامعة الهلال بالعاصمة الصومالية مقديشو، إن الفاقد التعليمي التعلمي في الصومال كبلد من البلدان الضعيفة اقتصادياً تضرر بجائحة كورونا والصراعات، علماً أنه قد سُجل فاقد تعليمي قبل كورونا جراء الصراعات في الصومال، فلا تتوفر البدائل التعليمية عند إغلاق المدارس؛ إذ يتوقف التعليم عند إغلاق المدارس لعدم توفر ظروف اقتصادية أو تكنولوجية أو توفر الإنترنت، والحكومة لم تقدم برنامجاً بديلاً لمواصلة التعليم مع الجائحة والحرب. وأكد على ضرورة تأصيل مفهوم الفاقد التعليمي التعلمي، وإطلاق حملة توعية على مستوى الوطن العربي، وضغط الحكومات على مواجهة الظاهرة ووضع خطط مستقبلية للحد من انتشار ظاهرة الفاقد التعليمي وتأهيل المعلمين للحصول على طلاب مؤهلين معرفياً ومهارياً. 

 

وقال د. السيد مسعد الألفي، باحث واختصاصي تعليم، وعضو الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار في مصر، إنه "توجد جهود مصرية للتقليل من الفاقد التعلمي الذي يسمى في مصر بالهدر التربوي، وازدادت تلك المشاكل مع جائحة كورونا، وهناك مؤشرات حول الهدر التربوية ولكن لا توجد دراسات لقياس هذا الهدر، ونحن بحاجة لقياس هذا الهدر الذي تركز في التعليم ما قبل الجامعي". 

إلى ذلك، قال د. بلقاسم بلغيث، رئيس الجمعية التونسية للجودة في التربية في تونس، إن "الفاقد التعليمي في بلدنا ناتجة عن التسرب والانقطاع المدرسي في تونس، إضافة إلى فاقد ناتج عن عدم اكتساب المتعلم للتعليم، ما يشكل هدراً مدرسياً. ومن الضروري أن تكثف الدول العربية اهتمامها بالتربية والتعليم؛ لأن توفير الموارد البشرية الجيدة هو بالدرجة الأولى من مسؤولية المؤسسة التربوية والتعليمية، لذلك من الضروري الاهتمام بإشكالية الفاقد التعليمي/التعلّمي، لأن معالجة هذا الموضوع يسهم في تجويد التعليمات ليصبح المتعلمون مستقبلاً قادرين على إنتاج المعارف والتفاعل الإيجابي مع مجتمعات المعرفة. وأن الدول العربية مدعوّة أيضاً إلى مزيد العناية بالبحث العلمي". 

من جانبه، قال د. خليل الخطيب، أستاذ إدارة التعليم العالي المساعد في جامع صنعاء في اليمن، إن "أنظمة التعليم العربي أصلاً في وضع ضعيف، وجاءت كورونا لتزيد من الضعف خصوصاً في دول مثل اليمن وليبيا، فالتعليم يتسم بضعف القدرة المؤسسية المالية والبشرية والتربوية. ويعدّ ضعف القدرة التقنية في اليمن أسوأ حالاً من بقية البلدان العربية، ونظام التعليم فيه غير جاهز للتعامل مع أنظمة التعليم الحديثة من التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني مثل الأردن ودول الخليج والمغرب العربي". وأشار إلى ضرورة توفر إرادة سياسية لدى صناع القرار، وإرادة إبداعية قادرة على تطوير السياسات وصناعة التحولات واستيعاب التكنولوجيا في العمليات الإدارية والتعليمية، وإعداد خطط التطوير في ضوء نتائج التقويم وتوفير الموازنات اللازمة للتعليم واستدامتها وتفعيل البحث العلمي في استشراف المستقبل وتطوير أنظمة التعليم العربية. 

في سياق متصل، قال أ. د. مجدي زامل، عميد كلية العلوم التربوية بجامعة القدس المفتوحة في فلسطين، إن "الدول التي تعاني من صراعات بينها فلسطين التي تعيش صراعاً مع الاحتلال، تعاني بشكل كبير من الفاقد التعلمي عند أطفالنا وطلابنا، والفاقد التعلمي في معظم الأنظمة التعليمية موجود دائماً ليس فقط في ظل الجائحة في ظل تغير أنماط التعلم، بل إن الجائحة زادت من ظاهرة الفاقد التعلمي لدى الأطفال". وأكد على ضرورة اهتمام الأنظمة التعليمية وهندستها للوصول إلى مرونة قادرة على التعليم والتعلم بالظروف العادية والاستثنائية، والاستفادة من التقنيات والموارد التعلمية الرقمية لمعالجة الفاقد التعلمي. 

من جانبه، قال أ. د. رمضان محمد درويش، مدير مركز القياس والتقويم التربوي، ورئيس قسم القياس والتقويم النفسي والتربوي بجامعة دمشق، إن سوريا فقدت الكثير من طلبة التعليم والتعلم نتيجة نزوحهم، وأصبحت هناك فجوة أثرت على المتعلمين. وأكد على أهمية الوصول إلى مفاهيم ومؤشرات تعليمية عربية موحدة من بينها الفاقد التعليمي، وتطوير آليات القياس والتقويم لتشمل الجوانب المهارية والوجدانية والتقويم البديل وتوحيدها عربياً مع فسح المجال لتبادل الخبرات عربياً. 

وأجمع المتحدثون على عدد من التوصيات، منها: إعادة هندسة النظام التعليمي، والوصول إلى أنظمة تعليمية مرنة قادرة على التعليم والتعلم في ظل الظروف العادية والاستثنائية، وبما ينسجم مع الهدف التنموي الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030. 

كما طالبوا بتأصيل مفهوم الفاقد التعلمي، والاستفادة من التقنيات والموارد التعلمية الرقمية لمعالجة الفاقد التعلمي، والمساهمة في اتفاق عربي إقليمي على أدوات القياس للفاقد التعلمي، ووضع أرضية بمعايير متفق عليها لعمليات الفاقد التعلمي، وبوضع استراتيجيات وتوجيهات عامة لمعالجة الفاقد التعلمي. 

وأن الدول العربية مدعوّة أيضاً إلى مزيد العناية بالبحث العلمي، لأن تقدم المجتمعات مرتبط كذلك بالبحث العلمي وما ينتج عنه من معارف واكتشافات، وإذا لم نهتم بالدرجة الكافية بالفاقد التعليمي/التعلّمي لا يمكننا أن نصل إلى المستوى المطلوب في البحث العلمي. 

وتأتي هذه الندوة في سياق التحضيرات لتنظيم مؤتمر عربي إقليمي حول الفاقد التعليمي التعلمي بين جائحتي الصراع وكورونا "الواقع والتحديات والحلول"، الذي سيعقد في الفترة من 30-31/8/2021م علماً بأن جامعة القدس المفتوحة تشارك الحملة العربية للتعليم في تنظيم المؤتمر.