مجلس الإفتاء يدعو العرب والمسلمين للذود عن رسولهم الكريم

مجلس الإفتاء يدعو العرب والمسلمين للذود عن رسولهم الكريم
رام الله - دنيا الوطن
دعا مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين العرب والمسلمين في أرجاء المعمورة إلى الذود عن نبيهم الكريم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، على إثر قيام مجموعة من المستوطنين المتطرفين بشتمه صلى الله عليه وسلم، خلال تنظيمهم لمسيرة الأعلام العدوانية في مدينة القدس المحتلة، مبيناً أن هذا التطاول على رسول الأمة وخاتم النبيين، صلى الله عليه وسلم، يعد انتهاكاً سافراً وعنصرياً، محملاً سلطات الاحتلال عواقب هذا العدوان الآثم الذي يتم تحت حمايتها ومرأى عيونها، وأن هذا الاعتداء السافر ليس جديداً على قطعان المستوطنين، وإنما قاموا بمثله في أكثر من مكان وزمان دون رادع، داعياً الى ضرورة وقف مثل هذه الاعتداءات، وإلزام سلطات الاحتلال بذلك.

من جانب آخر؛ حذر المجلس من تداعيات قرار سلطات الاحتلال هدم حي البستان في بلدة سلوان جنوبيّ المسجد الأقصى، وتحويله إلى حديقة توراتية لصالح مشاريع ومخططات تهويدية، مما سيفضي إلى تهجير عشرات العائلات وتشريدهم، جراء هدم عشرات المنازل، موضحاً أن هذه الخطوة تشكل سابقة خطيرة في تاريخ القدس، وبدايةً لهدم أحياء بأكملها، وترحيل جماعي، بهدف تفريغ المدينة من سكانها الأصليين، حيث تعتبر بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، وتحاول سلطات الاحتلال اقتلاع السكان العرب منها من خلال مصادرة البيوت، أو هدمها، والاستيلاء على أراضيها، وإحلال المستوطنين الغرباء فيها.

 ورحب المجلس بصمود المواطنين في حي الشيخ جراح، وبطن الهوى في سلوان، مبيناً أن سلطات الاحتلال من خلال نظامها العنصري ضد الفلسطينيين، والاستيلاء على أراضيهم، وتهجيرهم من بيوتهم، تعمل على طمس كل ما هو عربي وإسلامي بالقدس، بهدف تهويدها، محملاً هذه السلطات عواقب اعتداءاتها، وداعياً إلى ضرورة ملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية.

وأدان المجلس الهجمة الاستيطانية الشرسة التي يقوم بها قطعان المستوطنين بدعم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي من ضمنها زيادة عدد الوحدات الاستيطانية، وتوسيعها في الأراضي الفلسطينية جميعها، وخاصة في جالود وترمسعيا وبيتا وحزما والأغوار، وحيا صمود أهلنا في هذه المناطق وثباتهم، ودعا إلى دعمهم ومساندتهم بالإمكانات والوسائل المتاحة.

من جانب آخر؛ أدان المجلس تجديد سلطات الاحتلال منع تلفزيون فلسطين من العمل في مدينة القدس المحتلة، مبيناً أن سلطات الاحتلال تحاول إسكات الصوت الفلسطيني، الذي يفضح انتهاكات الاحتلال في القدس وسائر الأراضي المحتلة، من خلال تضييق الخناق على الصحفيين الفلسطينيين، مبيناً أن صورة الاحتلال انكشفت للعالم أجمع، ولم تعد روايته وأكاذيبه تنطلي على أحد، مشيداً بعمل وسائل الإعلام الحرة في بيان الحقائق، مديناً بهذا الصدد الاعتداء على الصحفيين واعتقالهم، بهدف ثنيهم عن كشف عنصريته.

ونعى المجلس الشهداء الذين ارتقوا مؤخرا على أرضنا الفلسطينية المباركة  في جنين من ابناء الأجهزة الأمنية وإخوانهم وكان آخرهم يوم أمس الفتى الشهيد أحمد زاهي داوود بني شمسه من بلدة بيتا قضاء نابلس والشهيدة الدكتورة الأستاذة الجامعية مي يوسف عفانة من بلدة أبو ديس التي استشهدت في بلدة حزما قضاء القدس، سائلا الله أن يتقبل هؤلاء الشهداء مع كوكبة من سبقهم مع الصديقين والنبيين والصالحين، وشاجبا التهاون والاستخفاف المتواصل في استهداف حياة وأرواح أبناء شعبنا وسفك دمائهم من قبل سلطات الاحتلال بدم بارد.

وحمل المجلس سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين عن  الطعام في سجونها، داعياً إلى ضرورة تلبية حقوقهم الإنسانية، وطالب الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية بضرورة التحرك لمحاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها واعتداءاتها على الأسرى الفلسطينيين في سجونها.

وأكد المجلس على ضرورة رص الصفوف، ونبذ الفرقة بهدف التوحد، وإعادة جوهر القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، مؤكداً على أهمية الوحدة والتماسك على درب إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، داعياً القوى والفصائل والحركات الفلسطينية كافة إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة.

جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس(196)، برئاسة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.




التعليقات