المطران حنا: القضية الفلسطينية ليست صراعاً دينيا

المطران حنا: القضية الفلسطينية ليست صراعاً دينيا
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا، رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم، بأن الصراع المتعلق بالقضية الفلسطينية ليس صراعا دينيا ولا يجوز لنا كفلسطينيين ان نقبل بأن يقوم البعض بإلباس هذا الصراع ثوبا دينيا فالاحتلال عبر ابواقه وادواته يسعى لابراز هذا الصراع وكأنه صراعا دينيا في حين انه ليس كذلك وهذا لا ينصب ومصلحتنا الوطنية.
وقال: إن القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولا يحق لجهة ان تستأثر بالقدس وان تدعي بأنها لها وليست لسواها فالقدس مدينة جامعة لها فرادتها وخصوصيتها التي تتميز بها وهي بالنسبة الينا كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية.

وتابع: الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون يدافعون عن قضية واحدة وينتمون الى شعب واحد ومعهم كافة الاحرار في عالمنا المدافعين عن عدالة قضيتنا وهؤلاء ينتمون الى كل الأديان والاعراق والخلفيات الثقافية.

وشدد على أن السلطات الاحتلالية معنية بإعطاء الصراع طابعا دينيا في حين ان الصراع هو بين مالك الحق وفاقده وبين محتل غاشم وشعب مظلوم يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة.

وقال: يجب علينا كفلسطينيين ان نكون على قدر كبير من الوعي والحكمة والمسؤولية امام هذه المسألة الهامة فالعالم بأسره بدأ يتحرك نصرة لقضيتنا وهنالك صحوة ضمير في كثير من الاماكن في مشارق الارض ومغاربها.

وأردف: لقد احسن الفلسطينيون استعمال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام ولذلك فإننا لاحظنا في الاونة الاخيرة استهدافا للاعلاميين ولنشطاء social media لان هؤلاء اوصلوا رسالة فلسطين الى سائر شعوب الارض ، وصور الدمار والخراب والعدوان واستهداف الفلسطينيين باتت في متناول الجميع والعالم بات يدرك من هو الارهابي ومن هو ضحية الارهاب .

واستدرك: لكن يبقى امامنا عمل كبير يجب ان نقوم به اذ يجب مخاطبة شعوب العالم بأسلوب حضاري وباللغة التي يفهمونها وبهذه الطريقة يمكننا ان نؤثر على الرأي العام في عالمنا وتبدل الرأي العام العالمي لصالحنا من شأنه ان يغير سياسات بعض الدول.

وقال حنا: لا اريد ان اكون مفرطا في التفاؤل ولكننا في نفس الوقت لسنا محبطين ولسنا يائسين من امكانية ان يحدث تبديل او تغيير دراماتيكي في الرأي العام العالمي فهذا يحتاج الى جهود جبارة والى برامج عمل نستثمر فيها التكنولوجيا المتاحة وكافة وسائل الاعلام الرصينة لكي تصل رسالة شعبنا الى كل مكان ، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد تمكن التوأمين منى ومحمد الكرد من اختراق قلوب الملايين في هذا العالم والذين استمعوا الى رسالة مقدسية نقية من قلب حي الشيخ جراح المستهدف والمستباح.

وتساءل: كم نحن بحاجة الى امثال منى ومحمد الكرد وهم موجودون ووجودهم يشكل خطرا على الاحتلال الذي اعتمد دوما على سياسة التضليل والتزوير والتشويه ونشر الاكاذيب ، هذا الاحتلال الذي ابرزنا كفلسطينيين اننا ارهابيين في حين اننا كنا ومازلنا ضحية الإرهاب الممارس بحقنا من قبل هذا الاحتلال الغاشم.