الإمارات تستحوذ على مكانة رائد في مجال التعليم الرقمي

رام الله - دنيا الوطن
أطلقت آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، تقريراً جديداً لها سلطت فيه الضوء على التحديات والفرص التي أوجدتها جائحة (كوفيد–19) بالنسبة لقطاع التعليم في منطقة الشرق الأوسط.

و أوضح التقرير أن أولياء الأمور والطلبة وكذلك المعلمين في جميع أنحاء العالم واجهوا تحديات وصعوبات عديدة منذ بداية تفشي الوباء، مما أدى إلى تغييرات جذرية في مختلف جوانب حياتهم نتيجة إغلاق المدارس أمام مليارات المتعلمين والتوجه بشكل مفاجئ وسريع نحو اعتماد وسائل ومنصات التعليم الرقمي على نطاق واسع.

و أشارت "آرثر دي ليتل" في تقريرها الذي حمل عنوان "تسريع عجلة التعلم الرقمي في مرحلة ما بعد الجائحة: فرص لإنشاء نظام تعليم رقمي مستدام" إلى الاستجابة السريعة التي حققتها أنظمة المدارس ونجاحها في التخفيف من حدة التداعيات السلبية التي خلتفها حالة الإغلاق من خلال اعتماد الأدوات الرقمية.

و حدد التقرير الإطار الأساسي الذي يمكن من خلاله ضمان عملية تعليمية ناجحة في ظل الواقع الجديد إضافة إلى الأسباب التي تجعل الرقمنة ضرورة أساسية لا غنى عنها لإنشاء نظام تعليمي مستدام عالي المستوى.

ووفقاً لنتائج التقرير، فقد أدى توافر الأدوات الرقمية إلى الحد من التداعيات السلبية التي فرضها الوباء على المدارس بشكل عام، مما ساهم في إرساء أساس قوية للحكومات والمدارس والمؤسسات التعليمية يمكن الارتكاز عليها في المستقبل لاعتماد التعلم عن بُعد وتوظيف التكنولوجيا.

و في حين أن البلدان حول العالم لا تزال في مراحل مختلفة من التقدم على صعيد تبني التعليم الرقمي، إلا أن أداء بعض الدول أفضل بكثير مقارنة بدول أخرى، كما هو واضح من خلال البيانات الخاصة بكل بلد والتي تم نشرها مؤخراً.

و فيما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة، من المرجح للغاية استمرار اعتماد التعلم الإلكتروني في مرحلة ما بعد الجائحة، ولا سيّما عند الأخذ بعين الاعتبار حالة نظام التعليم الرقمي المتقدم في الدولة مقارنة بدول أخرى العالم.

و وصل معدل توفر منصات دعم التعلم عبر الإنترنت على مستوى دولة الإمارات إلى 70%، بينما وصل معدل توافر موارد المعلمين على الأدوات الرقمية إلى 88% - وهي معدلات أعلى من تلك التي سجلتها دول مثل الولايات المتحدة والسويد والنمسا وإيطاليا، التي تعتبر أمثلة ناجحة فيما يتعلق بالتحول نحو ممارسات التعليم عن بُعد.

وقال الدكتور ريموند خوري، شريك في آرثر دي ليتل الشرق الأوسط: "منذ بدء تفشي وباء كوفيد – 19، أصبحت أهمية التعلم الرقمي المستدام تزداد وضوحاً بشكل سريع وفوري، ونظراً لأن المجتمعات التعليمية تتطلع الآن إلى المستقبل أخذة بعين الاعتبار الاتجاهات الحديثة والناشئة، فيمكنها الآن البدء ببناء استراتيجيات جديدة لتحقيق الاستفادة الكاملة من الفرص القادمة وإحداث التحول المطلوب في أنظمة التعليم الخاصة بها لضمان استفادة جميع الأطراف المعنية من قدرات الأداء المكتشفة حديثًًا".

و تابع" بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإنها في وضع مثالي لتحقيق هذه النجاحات، كما تؤكد الإحصاءات المذكورة أعلاه، حيث يعتبر معدل توفر منصات دعم التعلم عبر الإنترنت الذي يصل إلى 70% في دولة الإمارات أعلى بنسبة 15% من المتوسط ​​العالمي المُدرج من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، كما أن معدل توافر الموارد الرقمية للمعلمين والمقدر بـ 88% هو أعلى بنسبة 24% من المتوسط ​​العالمي".

و يشكل الانتقال من نظام التعلم عن بُعد إلى نظام التعلم الرقمي أمراً ضرورياً الآن، وهو إجراء يجب أن يكون ناجحاً في تمكين القيمة المستدامة في قطاع التعليم".