هكذا قال الشاب أبو منصور بعد فقد عينه في مواجهات الأقصى

رام الله - دنيا الوطن
تعمّد الاحتلال الإسرائيلي في المواجهات التي شهدتها باحات المسجد الأقصى المبارك أواخر شهر رمضان الفضيل، إطلاق النار على المناطق العلوية للشبان والمرابطين في المسجد.

الشاب عز الدين أبو منصور من مدينة نابلس، فقد عينه اليسرى برصاص الاحتلال أثناء تواجده في المسجد الأقصى المبارك، في العشر الأواخر لشهر رمضان.

فداءً للأقصى

أوضح الشاب عز الدين أبو منصور أنه في العادة يتوجه إلى المسجد الأقصى بعد صلاة الظهر ويعتكف حتى صلاة العشاء وأداء التراويح، ويوم الإصابة، كان قد ذهب لتجديد وضوئه وقد اندلعت مواجهات في باب السلسلة.

وأضاف أبو منصور أنه أصيب أثناء مروره بمنطقة المواجهات برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، ما أدى إلى كسور وتهشيم في عينه اليسرى.

وأكد أبو منصور قائلا: "ما بنقدر نقول إلا نصيب وفدا الأقصى، وإذا احتاج الأقصى أكثر من عيوننا سنقدم له، فهو مسرى الرسول وكل شيء في سبيله يهون".

وقال أبو منصور إن الاحتلال اقتحم مكانا للصلاة والعبادة، وكان القمع كبير وشديد، حتى أنه أصيب في ذات اليوم 12 شابا بالعين.

وأشار إلى أنهم كانوا عزلا لا يملكون سوى صدورهم العارية وأياديهم الفارغة، في مواجهة جيش مدجج بالسلاح، استهدف بشكل مباشر الشبان، وأن استهداف الوجوه والأعين من قبل القناصة كان عن سبق اصرار وترصد.

عبادة ورباط

وأكد الشاب أبو منصور أن توجهه إلى المسجد الأقصى بهدف العبادة والرباط في هذا الشهر الفضيل، رغم إجراءات الاحتلال التي تمنع الشبان من سكان الضفة الغربية من الوصول للمسجد والصلاة فيه.

وبيّن أن إجراءات الاحتلال ظالمة لا يقبل بها أي إنسان، ولا يوجد في العالم من يمنع أحد من حقه في أداء صلاته وشعائره الدينية.

ودعا كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى والرباط فيه التوجه إليه وعدم تركه فارغا، يستفرد به الاحتلال ومستوطنيه.

ومن جانبه، شدد والد المصاب عزالدين على أن قدر الله نافذ، وأنه "ليس بالعيون نفدي الأقصى، بل بأرواحنا، وكل مسلم يفترض أن يقدم لمسرى النبي ما يستطيع".

وأشار والد عزالدين إلى أن زوجته هي أول من تلقت خبر إصابة نجلها، وقد صدمت في اللحظة الأولى، لكن سرعان ما تمالكت نفسها وطلبت من المشفى إعادة إخبارها بما حدث، ورغم صعوبة الخبر إلا أننا كنا صابرين متوكلين على الله.