حنا عيسى: المؤسسات الدينية ترسيخ لمبدأ التكاملية الوطنية

حنا عيسى: المؤسسات الدينية ترسيخ لمبدأ التكاملية الوطنية
د.حنا عيسى
رام الله - دنيا الوطن
قال د. حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "إن المؤسسات الدينية ودور العبادة ثكنة اجتماعية روحية قيمية ذات رسالة إنسانية لخدمة الوطن والمجتمع، فهي في جوهرها قبول الآخر لعيش مشترك منسجم ومتناغم وتكاملي للوصول إلى مجتمع موحد لا يسعى طرف لإلغاء طرف آخر ".

ونوه، "المؤسسة الدينية يمكن أن ترسيخ مبدأ التكاملية الوطنية رغم الاختلاف الديني، وإبراز الآخر المختلف والابتعاد عن مبدأ التهميش وتجاهل الوجود ".

ولفت، "المؤسسات الدينية من مساجد وكنائس ودور عبادة لا يقتصر دورها على أداء الصلاة، بل هي أحد الأسس الرئيسة في بناء المجتمع وتنميته وتطويره وتوجيهه، ناهيك عن دورها الإرشادي للخير والصلاح ".

وأضاف، "المؤسسات الدينية تعتبر صمام الأمان للمجتمع، ولا تستقيم حياة مجتمع دون توفر الآمان لأفراده وجماعاته، دورها يكمن بتأمين المجتمع من الأفكار والأفعال المنحرفة عبر محاربتها لآثار هذه الأفكار الوافدة التي تدعو إلى الشك والإباحية والفساد الخلقي والاجتماعي ".

وأوضح عيسى،" الدين بما حواه من هداية إلهية وتشريعات سماوية، يكفل للمجتمع الإنساني كل عوامل السعادة والأمن والاستقرار، ولا يكون ذلك أبدا عن تشريع وضعي وضعه فرد أو جماعة لأمة معينة، ذلك لأن الإنسان مهما سما فكره ونضج عقله لا يمكن أن يحيط خبرا بكل ما يوفر للإنسانية سعادتها وأمنها واستقرارها ".

وأشار "الاهتمام النظري الذي تحظى به مسألة الدين وفحص دوره وتأثيره في مختلف مناحي الحياة، بوصفه نظاماً للمعرفة، يستمد منه الناس تفسيراتهم لواقعهم المادي تارة، ولأنه المحدد الرئيس لسلوكهم وتصرفاتهم ولما يضفون عليها من تبريرات تارة أخرى ".

وتابع،" يعود هذا الاهتمام إلى أسباب عدة، أبرزها ما شهده العالم في العقد الأول من الألفية من تصاعد للأصوليات الدينية وتنامي تأثيرها، والسبب الثاني -كما يرى البعض -، يكمن في صيرورة العلمنة والمادية إلى عالم شديد الخواء، تتحكم فيه قوى الظلم والاستغلال، وتنتشر في ربوعه مظاهر الفقر والتفاوت، بالرغم من المنجزات التقنية والعلمية والمادية الهائلة التي حققتها البشرية".

ونوه حنا "حسن السلوك والوازع النفساني لهما آثار جليلة النفع، وإذا وجدا يوفران من الأتعاب على الولاة والحكام وإدارة الأمن ورجال المال والأعمال ما لا توفره القوانين والإجراءات الإدارية، على الرغم مما تحتاجه من كثرة رجال ووفرة أموال لتطبيقها وإجراءاتها ".

وقال،" تهذيب النفوس ليحسن سلوكها وتربية الضمائر وبعث الشعور الحي فيها من أهم ما يلزم الأمم لتنعم بالحياة الطيبة والاطمئنان في الوجود الإنساني، ولا يكون المجتمع راقيا حقيقيا إلا إذا كان أهله ذوي ضمائر حية وسلوك حسن، ليؤدي كل فرد ما عليه من واجبات عن رغبة وطيب نفس، ويأخذ ما له من حقوق من المسئولين وغير المسئولين بسهولة ويسر، دون حاجة إلى إلحاح أو اغتصاب أو تذمر وشكوى ".