"الإشراف في الإرشاد النفسي" للدكتورين أحمد الشريفين وآمنة مقدادي.. مرجع نظري وعملي

رام الله - دنيا الوطن
يقدم كتاب "الإشراف في الإرشاد النفسي" منظورًا علميًّا وفنيًّا معاصرًا في حقل تخصصه، ويلبي حاجة مشرفي الإرشاد النفسي وطلبته إلى كتاب مرجعي حديث يكون دليلًا علميًّا لهم يمكنهم من تطوير أدائهم المهني. ويأتي الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 632 من القطع الكبير، ويحرص فيه المؤلفان؛ الأستاذ الدكتور أحمد الشريفين نائب عميد كلية التربية في جامعة اليرموك، والرئيس الأسبق لقسم علم النفس الإرشادي والتربوي فيها، والدكتورة آمنة مقدادي، على تناول الموضوع من منظور شامل يغطي كافة الجوانب التي يحتاجها الممارسون لمهنة الإرشاد النفسي.

وبحسب المؤلفَيْن، فإن العملية الإشرافية فن وعلم في آن واحد، ولها بالإضافة إلى الأسس النظرية خطوات ومراحل تمر بها، وهي تتطلب مهارات خاصة يجب أن تتوفر في الأشخاص الذين يمارسونها؛ إذ عليهم أن يجيدوا بناء العلاقات، ويفهموا جوانب السلوك البشري، ويمتلكوا مستوى من الحساسية يمكّنهم من اكتشاف المشكلات والتعامل معها.

ويقدّم علم الإشراف تدريبًا للمشرفين في تشخيص المشكلات، ويساعدهم على التعامل معها؛ لأنّ الإشراف مشروع بشري، ينبغي للشخص خلاله الإفادة من جميع قدراته خلال ممارسته. ويُكسب التدريب هؤلاء المشرفين إحساسًا متزايدًا بالفن الذي يمارسونه، ويمكنهم من الوصول إلى مستوى أكثر دقة في تصوراتهم للمشكلات التي تعرض لهم.

ويأتي الكتاب في خمسة عشر فصلًا يركز المؤلفان في كل واحد منها على جانب محدد من جوانب عملية الإشراف، إذ يتناول الفصل الأول التطور التاريخي لهذا الفن، ويستعرض تعريفاته، تطوّره، وأهدافه، ومعتقداته، ووظائفه. بينما يتناول الفصل الثاني عمليات الإعداد للإرشاد النفسي الفعال، وأوراق اعتماد المشرفين، وتدريبهم، والمنظمات المهنية المختصة باعتماد المشرفين، ومعايير الممارسة، فضلًا عن استعراض صفات المشرف، وكفاياته، وأدواره في عملية الإشراف، ومراحل تطوره.

ثم تقدم الفصول التالية الجوانب العملية التي يمارسها المشرفون بدءًا من نماذج الإشراف المستندة إلى نظريات العلاج والإرشاد النفسي، كنموذج الإشراف الديناميكي، والنموذج المتمركز حول الشخص، والنموذج السلوكي المعرفي، ثم الإشراف الإكلينيكي، ونماذجه، كالنموذج التمايزي، ونموذج تطوير المهارة، ونموذج النمو الشخصي في الإشراف، والنموذج التطوري التكاملي في الإشراف، فالتحضير لجلسات الإشراف الأولية من خلال استعراض إعدادات ما قبل مرحلة الإشراف، ومن ثم الانتقال لجلسة الإشراف الأولية، إضافة إلى التدخلات والمهارات الإشرافية، وتقنيات الإشراف، وأساليبه، وأخيرًا العلاقة الإشرافية، والقضايا ذات الصلة بها، ثم الإشراف الجماعي، ونماذجه، وفوائده، والإشراف على العمل الجماعي، إضافة إلى إشراف الأقران من خلال استعراض أشكاله، ونماذجه، ومزايا الإشراف الجماعي وعيوبه.

وتناقش الفصول كذلك السياقات التي يُمارس الإشراف ضمنها، فيتناول الفصل الثامن منه فوائد الإشراف في الإرشاد المدرسي، إضافة إلى النماذج الإشرافية المرتبطة به، واستعراض معوقات ممارسة الإشراف في البيئة المدرسية، بينما يناقش الفصل التاسع موضوع الإشراف في العلاج الزواجي والأسري؛ وذلك من خلال التطرق الى تاريخ الإشراف في العلاج الأسري، والانتقال للإشراف على ممارسي العلاج الأسري والزواجي، ويستعرض الفصل العاشر القضايا الأخلاقية والقانونية الخاصة بممارسة الإشراف، ويقدّم معلومات حول تأثير الممارسات الإشرافية الإيجابية على تقليل الأثر السلبي لهذه القضايا عند ظهورها، إضافة الى تزويد المشرفين بنموذج لصنع القرار الأخلاقي الذي يمكن استخدامه مع المرشدين.

وتتناول الفصول من العاشر حتى الخامس عشر التقييم في الإشراف، والظروف المواتية للتقييم، ومعايير التقييم التي ينبغي اعتمادها، وصولًا الى السمات الأساسية للتقييم والمبادئ التوجيهية لإجرائه. ثم تتناول موضوع التكنولوجيا في الإشراف؛ إذ تستعرض توظيف الأدوات التكنولوجية المختلفة في الإشراف الإكلينيكي، والتحديات الأخلاقية المرتبطة بها.

وتركز الفصول كذلك على الإبداع في الإشراف الإرشادي، الذي تناول الفن الإبداعي التعبيري فيه، ونموذج سكامبر، إضافة الى الأنشطة الفنية الإبداعية والقضايا الأخلاقية في الإشراف الابداعي.

وأخيرًا يتناول الكتاب الإشراف متعدد الثقافات، وذلك من خلال استعراض ظهور حركة الإشراف متعدد الثقافات، والمبادئ التوجيهية القابلة للتطبيق، والعوامل الكامنة وراء هذا النمط من الإشراف، إضافة الى خصائص تطوير الإشراف متعدد الثقافات، وكفاياته، ومراحله، ونماذجه، انتقالًا إلى التدريب والتقييم والمعوقات التي تعترضه.

ويضم الكتاب مجموعة من الملاحق التي تهم العاملين في هذا المجال، من بينها: ملحق "مثال عقد الإشراف"، وملحق "نموذج الموافقة المسبقة في الإشراف"، وملحق "نموذج لبيان الإفصاح المهني".

ومن الجدير ذكره أن الأستاذ الدكتور أحمد الشريفين حاصل على درجة الدكتوراه في الإرشاد النفسي من جامعة اليرموك، وعمل في مجال الارشاد النفسي وتدريب المرشدين منذ عام 2001، وله العديد من الأبحاث في مجال الإشراف في الارشاد النفسي، ويعمل في جامعة اليرموك منذ عام 2009. كما شغل العديد من المواقع الإدارية، حيث عمل مساعدا لعميد كلية التربية، ورئيسا لقسم علم النفس الإرشادي والتربوي، ثم نائبا لعميد كلية التربية منذ العام 2020 حتى الآن. وسبق له أن حصل على العديد من التكريمات والجوائز الصادرة عن مراكز أكاديمية مرموقة.

أما الدكتورة آمنة مقدادي فتعمل في مجال الإرشاد النفسي منذ عام 2008، وحصلت على شهادة الدكتوراه من قسم علم النفس والإرشاد التربوي في جامعة اليرموك عام 2019. ولديها عدد من الأبحاث المنشورة في مجلات علمية مرموقة. كما يذكر أنها تلقت تدريبا متخصصا في العديد من الموضوعات في مجال الإشراف والإرشاد النفسي، وتعمل حاليا في المؤسسات المعنية بإعداد البرامج التدريبة المتخصصة في مجال الصحة النفسية.

 

التعليقات