هل غزة مقبلة على إجراءات مشددة؟..أبو الريش ينفي الشائعات حول تسبب اللقاحات بحدوث وفيات

هل غزة مقبلة على إجراءات مشددة؟..أبو الريش ينفي الشائعات حول تسبب اللقاحات بحدوث وفيات
توضيحية
خاص دنيا الوطن-عوض أبو دقة
أكد وكيل وزارة الصحة، بغزة، د. يوسف أبو الريش، اليوم السبت، أن الموجة الثانية لوباء (كوفيد-19) المعروف باسم (كورونا)، تتميز عن الأولى بأمرين اثنين، داعياً للإقبال على أخذ اللقاحات المُضادة، والتي نفى بشدة أن يكون أيٌ منها وراء حدوث حالات وفاة بالقطاع.

وقال في تصريحات خاصة لـ "دنيا الوطن": "في الموجة الثانية التي نشهدها حالياً، أصبح الفيروس سريع الانتشار، وبات يُصيب شرائحَ أوسع، وأعداداً أكبر من الموجة الأولى".

وأوضح أن الأعراضَ تظهرُ أكثر في هذه الموجة على الأعمار الأصغر، في حين أن ذلك لم يكن خلال الموجةِ الأولى، حيثُ كانت الفئات العمرية الصغيرة، لا تظهر عليها الأعراض في الغالب.

وربط أبو الريش الارتفاعَ الذي طرأ في حالات الوفاة جرَّاء الإصابة بوباء (كوفيد-19) بالارتفاع في المنحنى الوبائي، قائلاً :"كلما كانت الشرائح المصابة أكبر، كلما كانت الوفيات أكبر".

وأضاف وكيل وزارة الصحة، بغزة: "كلما كانت الأعداد المُصابة بالفيروس كبيرة، كلما كانت فرصة الوصول للشرائح المرضية المُزمنة وذوي المناعة الضعيفة أكبر، ولهذا تحدث الوفيات بصورة لافتة".

ونفى أبو الريش أن تكون (الطفرة البريطانية) المتحورة من الوباء السبب المباشر في ارتفاع حالات الوفاة، مبيِّناً بالقول: "لم يُسجل عالمياً أن هذه الطفرة التي ثبت دخولها لغزة، تُسبب وفيات أكثر، وإنما هي -كما أسلفت- أسرع في الانتشار من ناحية، ومن ناحية أخرى تُظهر أعراضاً أكثر من سابقتها الاعتيادية على الأعمار الأصغر".

وشرح آلية اتخاذ خلية الأزمة العليا لإجراءات التعامل مع الحالة الوبائية، قائلاً :" في هذا الإطار نحن في كل لقاء نستعرض الواقع الوبائي، ونرصد إمكانيات الوزارة، والتحديات القائمة أمامها، ونضع جملة من التوصيات".

وتابع أبو الريس "ليس بالضرورة أن كل التوصيات التي ترفعها وزارة الصحة - وهي تنظر إلى المشهد من الجانب الصحي بالمقام الأول- يتم اعتمادها جميعاً، لأن هناك جملة توازنات جزء منها الحالة المجتمعية، والأوضاع الاقتصادية؛ باختصار شديد هناك اعتبارات متعلقة بالحياة العامة بكافة تفصيلاتها".

ونوه إلى أن الإجراءات يتم إقرارها بعد تقييم ونقاش ودراسة مستفيضة، لافتاً إلى أن الإجراءات المُتخَذة تكون على طاولة خلية الأزمة العليا ضمن إجراءات متعددة، حيث يتم تفعيل الأنسب منها بالتوافق.

وبيَّن وكيل وزارة الصحة بغزة، أنه في كل لقاء لخلية الأزمة، يتم رفع تقرير مفصل من جانبهم عن الحالة الوبائية، ومدى تأثير الإجراءات المُتخذة على تثبيط حِدة الانتشار، وكسر المنحنى الوبائي المتصاعد.

ويُدرك أبو الريش أن درجة قبول الناس، والتعامل معهم، والتعاطي مع المشهد عموماً، أصبحت ليست بنفس الدرجة إبان الموجة السابقة، معتبراً أن العبء المُلقى على عاتق القطاع الصحي اليوم كبير للغاية، كون الإجراءات التي يتم اتخاذها وقبولها ليس بالأمر الهيِّن في ظل العوامل المختلفة.

ورأى أن شهر رمضان المبارك، بما يتميز به من أجواء إيمانية، وطقوس اجتماعية خاصة، ناهيك عن الوضع الاقتصادي الصعب، وحتى الظرف السياسي، جميعها تحد من اتخاذ إجراءات مشددة.

واستطرد أبو الريش "قَدَرُنا في هذه الموجة أن الواقع مختلف كلياً عن الموجة الأولى، فقد كانت درجة تَقَبُل المجتمع من ناحية، وتخوفه من الفيروس من ناحية ثانية، أعلى بما يتيح اتخاذ إجراءات أكثر احترازاً"، مُذكِّراً في السياق أنه مع اكتشاف أول إصابتين في غزة نهاية شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، فإن القطاع كله دخل منع تجول تلقائي، ولم يخرج من البيت أحد.

وفي سؤاله عن اللقاحات المضادة لوباء (كورونا)، وإحجام الكثير من الناس عنها بسبب القلق والخوف من تأثيراتها، أعرب أبو الريش عن أسفه الشديد لذلك، مُقدِّراً أن سبب ذلك يعود للكثير من التقارير التي تُنشر لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تفتقر إلى المصداقية، وإلى المنهجية العلمية، وهي غير مُثبتة بالأدلة والبراهين.

واستعرض أربعة عوامل، يمكن أن تحدد نتيجة هذا الوباء، وأثره على المجتمع من حيث الوفيات والإصابات، أولاً: الالتزام بإجراءات السلامة العامة والوقاية، ثانياً: منظومة العمل الصحي وجهوزيتها، فكل ما كانت جاهزة، كل ما كانت الآثار أخف، ثالثاً: جملة الإجراءات التي تُتخذ لمواجهة الحالة الوبائية، ومدى الالتزام فيها، وأخيراً: اللقاحات، والتي تابعنا كيف أحدثت استقراراً في كثير من الدول بعض الإقبال عليها.

وشدد أبو الريش على كون اللقاحات أخرجت دولاً -تفشت فيها الإصابات وخرجت الأمور فيها عن سيطرة المنظومة الصحية مثل إسرائيل وبريطانيا، حتى أنها كادت على وشك الانهيار والسقوط- من عنق الزجاجة، بعد توسيع دائرة التطعيمات.

وبحسبه فإن أي عامل من هذه العوامل الأربعة لو اختل، فإن المنظومة كلها ستختل، مشيراً إلى أن هناك عاملين متعلقين بالمواطن.

كما نفى أبو الريش كل ما يتم تداوله من إشاعات حول تسبب اللقاحات في حدوث وفيات سواءً في المنظومة الصحية أو في أوساط الناس، قائلاً :"لا يوجد وفيات بسببها. من توفوا كان نتيجة الإصابة بفيروس (كورونا)".

ونفى كذلك أن تكون اللقاحات المتوفرة محتويةً على (كورونا)، بل هي تحتوي على بروتين مأخوذ من الفيروس، وبالتالي لا يسبب الإصابة بالوباء بأي حالٍ من الأحوال.

وشرح أبو الريش في هذا الإطار، أن اللقاحات على عدة أنواع، منها جزءٌ يتم تصنيعه من أخذ الفيروس، حيث يجري إضعافه، ويعطونه للإنسان بعد ذلك، بحيث يقوم الجهاز المناعي بمقاومة هذا الفيروس وهو ضعيف والتغلب عليه، ومن ثمَّ إنشاء مضادات يحتفظ بها، ويصبح لدى الإنسان قدرة على مواجهة "كوفيد 19".

وأشار إلى أن هذا النوع في بعض الحالات التي تكون فيها المناعة ضعيفة، فإن الفيروس وبالرغم من كونه مُضعَّف، إلا أنه يمكن أن يسبب الإصابة.

ووفق أبو الريش فإن هناك نوعاً آخر من اللقاحات، يكون فيه الفيروس مقتولاً، أي ميتاً، حيث يأخذونه للجسم، ولا يمكن أن يُسبب الإصابة.

وهناك نوع ثالث -بحسب أبو الريش- لا يأخذون فيه الفيروس بأي شكل، وإنما جزء منه، وتحديداً البروتينات، موضحاً أن اللقاحات الموجودة عندنا من هذا النوع تحديداً، وبالتالي لا يمكن بحال أن تتسبب بالإصابة بوباء (كوفيد-19)، كونه ليس فيروس مُضعَّف أو حتى ميت.

وحتى تبلغ اللقاحات درجة الفعالية، أوضح أبو الريش أنه يجب أن تمر على الجرعة الثانية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تُستكمل فترة المناعة الذاتية داخل الجسم.

ولفت إلى أن البعض قد يُصابوا بالفيروس بعد أخذهم للقاح، إلا أن الأعراض تكون لديهم بسيطة.

ونوه أبو الريش إلى أن اللقاح يقي بدرجة 90-92% وبعضها قد يزيد إلى 95% من حيث درجة الوقاية، وبالتالي تبقى نِسب بسيطة يمكن أن يُصاب جراءها البعض.

وبخصوص لقاح "استرازينيكا" البريطاني، أشار أبو الريش إلى أن الهيئة الأوروبية للعقاقير والأدوية، عقدت مؤتمراً قبل يومين، وقالت فيه بشكل واضح إنه لا يوجد عمر محدد يُمنع من أخذ هذا اللقاح، وإن كانت التوصية للشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، بأن يتلقوا لقاحات أخرى، حال توفرها.

وزاد قائلاً "حسب ما أُعلِن فإن نسبة حدوث الأعراض الجانبية لهذا اللقاح صغيرة جداً إلى درجة لا يمكن معها إغفال الجانب الإيجابي والكبير المترتب على وجوده".

ونوه أبو الريش إلى أنه لا يوجد عقار طبي أو دواء دون أضرار جانبية، فبعض الناس تتحسس من الأكامول أو من البنسلين -على سبيل المثال-، لكن لا يعني ذلك أن يتم إلغاء استخدامهما.

وبحسبه "تم تحديد الشريحة الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات بسبب لقاح  "استرازينيكا"، ونقوم باستثنائها من أخذه"، لافتاً إلى وجود قائمة لديهم تحتوي على بعض الحالات التي يجري استثناؤها من أخذ هذا اللقاح تلقائياً.

وختم أبو الريش حديثه "أشجع كل الناس على التوجه لمراكز الرعاية المحددة في كل محافظة لأخذ اللقاح. أنا عن نفسي اصطحبت والديَّ الكريمين -أطال الله في عمرهما- لأخذ اللقاح عندما صدر إعلان يُناسب الفئة العمرية التي توافِقهما، فرمضان والعيد قادمين، والأولى أن نحافظ على كبار السن، لأن العيد معهم أجمل، ولأن واجب البِر بهم يقتضي أن يأخذوا اللقاح كي نحميهم".

التعليقات