ممثل الصين يكشف مبادرة بكين بشأن تحقيق الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط

ممثل الصين يكشف مبادرة بكين بشأن تحقيق الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط
الرئيس الصيني
رام الله - دنيا الوطن
قال السفير قواه واي، ممثل جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين، إن بلاده طرحت مبادرة من خمسة بنود بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وتشمل: الدعوة إلى الاحترام المتبادل، والتمسك بالإنصاف والعدالة، وتحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية، والعمل سويًا على تحقيق الأمن الجماعي، إضافة إلى تسريع وتيرة التنمية والتعاون.

وأشار إلى أن هذه المبادرة "تعكس التفكير الصيني العميق حول سبل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتجسد نية الصين الصادقة لتعزيز السلام والأمن في المنطقة، ومسؤوليتها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي"، موضحًا "أن الصين تقف إلى جانب دول الشرق الأوسط وشعوبها، وتقدم الحكمة والحلول الصينية بغية تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في هذه المنطقة".

وحول القضية الفلسطينية، قال قواه واي: إن الصين تعمل مع المجتمع الدولي من أجل تضافر الجهود لدفع عملية السلام واستئناف المفاوضات، لضمان عدم تراجع المسيرة السلمية إلى الوراء، موضحًا أن الصين شريك إستراتيجي دائم وموثوق به لدول الشرق الأوسط، وتحرص على زيادة التواصل مع فلسطين وغيرها من الدول لتطوير العلاقات الصينية الشرق أوسطية، وتعزيز السلام والأمن في المنطقة.

وأشار إلى تمسك الصين بحل الدولتين باعتباره الجوهر لحل القضية الفلسطينية، ودعمها لعقد مؤتمر دولي ذي مصداقية، ودعم رؤية الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، والحرص على العمل مع كل الأطراف المعنية لعقد المؤتمر، إضافة إلى عرضها لاستضافة شخصيات فلسطينية وإسرائيلية محبة للسلام، لا سيما أنه سبق أن استضافت 3 ندوات في بكين وندوة في القدس جمعت إسرائيليين وفلسطينيين.

جاء ذلك خلال ندوة رقمية نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، حول الدور الصيني إزاء القضية الفلسطينية وآفاقه، بمشاركة العشرات من السياسيين والباحثين والأكاديميين. وقد أدار الحوار هاني المصري، الكاتب والمحلل السياسي.

وقال المصري إن إطلاق الصين لمبادرتها يدل على أن بكين مهتمة بلعب دور أكبر في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة إزاء القضية الفلسطينية، لا سيما أنها سترأس مجلس الأمن بدْءًا من بداية شهر أيار القادم.

وأشاد المصري بالعلاقات الفلسطينية الصينية، وبدعم بكين للحقوق الفلسطينية، داعيًا إلى تطوير هذه العلاقات لما تمثله القضية الفلسطينية من أهمية، وبما يتناسب مع وزن الصين ومكانتها، التي تتقدم على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري، وتنافس الولايات المتحدة في عدة مجالات، وهناك من يقول إنها تفوقت على الولايات المتحدة،

وأوضح قواه واي أن الصين تحترم الأنظمة الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط، ولم تسع يومًا لتغيير الأنظمة وأنماط التنمية في دول المنطقة، ولا إلى بسط نفوذها فيها، وترفض فرض الضغوط لإخضاع الآخرين، بل تدعو إلى الحوار الشامل بين الحضارات، ورفض ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه، وتسوية الخلافات، وتدعيم التنمية والتعاون، وتبادل الخبرات في الحكم والإدارة، وتعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ونزع التطرف.

وأشار إلى المساعدات التي قدمتها الصين إلى الفلسطينيين  والمشاريع التي تدعم تنفيذها في مجالات عدة في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال السلطة الفلسطينية، سواء في مجال تعزيز التنمية، أو في مجال مواجهة جائحة كورونا، من خلال توفير كميات من اللقاح، وقبلها مساعدات ومعدات طبية لمواجهة الجائحة، وكذلك دعم وكالة الغوث (أونروا)، فضلًا عن تشجيع السياح في الصين لزيارة فلسطين.

وطرح الحضور مجموعة من الأسئلة والاستفسارات حول المبادرة الصينية، وفرصها في النجاح في ظل انجراف إسرائيل نحو مزيد من التطرف اليميني، وما الأدوات التي يمكن أن تستخدمها بكين لجعل المبادرة تتقدم إلى الأمام في ظل انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل التي تواصل انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني وتدير ظهرها للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

كما طالب الحضور بتعزيز العلاقات الصينية الفلسطينية على مختلف الصعد، وتقديم الدعم للفلسطينيين، من خلال إنشاء مدن صناعية، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتوفير فرص عمل، وزيادة التبادل الأكاديمي والبحثي، وتوفير منح للطلبة الفلسطينيين للدراسة في الجامعات الصينية، وتوفير برامج تدريبية تتيح للفلسطينيين، لاسيما الشباب، الاستفادة من الخبرات العلمية والتكنولوجية الهائلة لدى الصين.