أهمية اجراء الانتخابات الفلسطينية

أهمية اجراء الانتخابات الفلسطينية
أهمية اجراء الانتخابات الفلسطينية

بقلم: الدكتور عامر السوالقة

مدير مركز شموخ الأردن للتنمية

في شهر كانون الثاني الماضي أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرسوما بإجراءات الانتخابات التشريعية يوم 22/5/2021 والرئاسية 31/7/2021 من نفس العام، وأشار المرسوم إلى أنه سيتم استكمال المجلس الوطني الفلسطيني في نهاية شهر آب القادم وفق النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجري انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن في الشتات.

وانتهى مساء يوم 31/3/2021 فترة استقبال طلبات ترشيح القوائم الخاصة بخوض انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وبلغ عدد القوائم (36) قائمة.  واختلفت ردود الفعل الفلسطينية على حصول خلافات داخل حركة فتح حيث يرغب الرئيس أبو مازن وبعض قادة فتح أن تكون هناك قائمة واحدة لحركة فتح إلا أنه على ما يبدو سيكون هناك على الأقل (3) ثلاثة قوائم للحركة ستشارك في الانتخابات، وهذا في نظر الكثيرين يهدد فرص فتح أمام منافسيها في الانتخابات وخاصة حركة حماس التي ستخوض الانتخابات بقائمة واحدة.

إن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني باتت ضرورية من أجل تجديد الشرعيات الفلسطينية التي مضى عليها سنوات طويلة وبغض النظر عن الانشقاقات داخل حركة فتح حيث أن العملية الانتخابية ستعمل على استكمال وبناء النظام السياسي الفلسطيني وتوحيده لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني والاتفاق على برنامج سياسي مشترك بين مختلف الفصائل الفلسطينية بما فيهم المستقلين على أن يكون هناك مشاركة لفلسطينيي الشتات بالبرنامج من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وبرلمانها الممثل بالمجلس الوطني الفلسطيني.

وبعيدا عن الخلافات الجارية داخل حركة فتح فإنه لابد من إجراء الانتخابات الفلسطينية للخروج بموقف فلسطيني موحد من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية إن العملية الديمقراطية الفلسطينية تستوعب حركة فتح بمختلف شخوصها وتياراتها كما تستوعب بقية الفصائل الأخرى من أجل توحيد المواقف والجهود لمواجهة الاحتلال وإن الانتخابات خطوة متقدمة فلسطينيا ولا داعي للمخاوف من إجرائها حيث أنها ستنعكس على استقلال القرار الفلسطيني وقد تساهم في إنهاء الانقسام وتوحيد النظام السياسي والمؤسسات في الضفة وغزة مع إمكانية تشكيل حكومة فلسطينية واحدة وسيتضح ذلك لاحقا بعد الانتخابات.

إن تنوع وتعدد القوائم الانتخابية لا يعني التشتت والشرذمة بل هو ظاهرة صحية، هذا وقد تكون نتائج الانتخابات على غرار نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي بحيث لا يمكن لحماس او قائمة فتح الرئيسية من الحصول على الأغلبية وقد تحقق قوائم أخرى نسبة الحسم ويجتاز عدد من مرشحيها النسبة وبالتالي تكون بيضة الميزان وصاحبة القول الفصل من خلال تشكيل ائتلاف يضم أكثر من فصيل وقائمة كما هو الحال في نتائج الانتخابات في اسرائيل.

المطلوب فلسطينيا وعربيا ودوليا دعم اجراء الانتخابات والضغط على إسرائيل لعدم عرقلتها وان تشمل القدس وان تكون نزيهة وقبول الجميع بنتائجها وان يعلن الرئيس عباس صراحة بأن الانتخابات لن تؤجل أو تلغى حيث أن ذلك استحقاق دستوري ينطلق من القانون الأساسي الفلسطيني علما أنه من مصلحة إسرائيل عدم اجراءها حيث سبق وأن تحدث بعض قادة إسرائيل بأن أبو مازن وسلطته فاقدين للشرعية وأنه لا يحكم نصف شعبه ولذا يصعب التفاوض معه.

التعليقات