يوم الأرض يتواصل يتجدد

يوم الأرض يتواصل يتجدد
حماده فراعنة
يوم الأرض يتواصل يتجدد

بقلم: حمادة فراعنة
 
لا فرق بين ما جرى في عرابه وسخنين وكفركنا يوم الأرض، وارتقاء الشهداء: خير ياسين، رجا أبوريا، محسن سيد طه، خديجة شواهنة، خضر خلايلة ورأفت زهدي، يومي 29 و30 آذار 1976، وما قبله في كفر قاسم في شهر تشرين أول 1956، وما بعده من شهداء هبة الأقصى في مناطق 48 مع الانتفاضة في شهر تشرين أول عام 2000، لتقديم الشهداء ثمناً ووفاء لوطن الفلسطينيين الذين لا وطن لهم غيره.

لا فرق بين ما يجري الآن في قرية العراقيب في النقب البدوي العربي الفلسطيني، وبين ما يجري من قبل المستعمرة وأدواتها وأجهزتها وحكومتها وأحزابها نحو أحياء الشيخ جراح، الخان الأحمر والبستان، في قلب القدس وما حولها من عمليات هدم وتدمير، والعمل على أسرلتها وعبرنتها وتهويدها، من قبل طرف مسيطر مستعمر مُحتل واحد، وتدمير بقاء وإضعاف تماسك وارتباط شعب فلسطين بأرضه كقضية واحدة مهما تعددت التسميات والعناوين والتواريخ.

منذ بداية الصراع، وقيام المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، والصراع قائم متواصل على مفردتين: 1- سلب الأرض، 2- طرد البشر، نجحوا في احتلال كل الأرض، كامل فلسطين، ولكنهم فشلوا في طرد كل الشعب، ولهذا تبرز عناوين الصدام والمواجهة والصراع على أرض فلسطين بين شعبها ومحتليه.

شعب فلسطين، في وطنه سواء في مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، أو مناطق 67 أبناء الضفة والقدس والقطاع، قضيتهم واحدة، مكملة لبعضها، النضال من أجل البقاء والمساواة في مناطق 48، والنضال من أجل الصمود والاستقلال في مناطق 67، ولا يكتمل نضالهم وإنجازهم بدون عودة اللاجئين الذين شُردوا وطُردوا عام 1948، وعودتهم إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها، مهما طال الزمن، وعظمت التضحيات، هذه رسالتهم وعنوان أفعالهم.

معادلة واضحة المعالم والأهداف والمرتكزات، مهما حاول البعض تشويهها، أو تقزيمها، أو تمزيقها، أو بعثرتها، فهي عناوين لقضية لها هدف محدد: هزيمة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي واندحاره، وإن تم ذلك بشكل تدريجي متعدد المراحل، وانتصار حتمي للمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني.

المستعمرة الإسرائيلية قوية متمكنة، صحيح، ولكن ألم تكن بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وأدواتهم الاستعمارية كذلك؟؟ ألم تكن الولايات المتحدة دولة عظمى حينما تم هزيمتها من قبل فقراء فيتنام وشعوب جنوب شرق آسيا؟؟، ألم يكن الاتحاد السوفيتي دولة عظمى حينما هرول مغادراً أفغانستان، ودفع الثمن فيها وبسببها؟؟.

المستعمرة الإسرائيلية قوية، نعم، ولكنها ظالمة، مستعمرة، مستبدة، سيأكلها التطرف والعنصرية والفاشية إلى جانب الفساد والتمزق الداخلي والعزلة الدولية كما حصل لجنوب إفريقيا العنصرية.

هل صدفة أن رئيس حكومتها نتنياهو يحكمها منذ عام 2009 إلى الآن وهو متهم بالرشوة والفساد وسوء الأمانة، ومع ذلك يقود أكبر حزب سياسي؟؟ وهل صدفة أنه يفشل في الحصول على الأغلبية البرلمانية التي يسعى لها بهدف توفير: 1- حصانة برلمانية قانونية تحميه من المحاكمة المذلة، 2- تشكيل حكومة مستقرة قائمة على الأغلبية؟؟.

ليس ذلك صدفة، بل هو تعبير عن المأزق الداخلي والتمزق السياسي بين أحزابهم رغم مرجعيتهم الصهيونية الواحدة وتوجهاتهم اليمينية السياسية المتطرفة والدينية اليهودية المتشددة.
نتيجة تحمل بذور بداية التراجع والانحسار وأحد عناوينه.

التعليقات