الانتخابات والبعد الأمني القومي للأردن ومصر

الانتخابات والبعد الأمني القومي للأردن ومصر
بقلم: تامر الرملاوي
الانتخابات والبعد الأمني القومي للأردن ومصر
 صدر مرسوم عقد الانتخابات التشريعية وأقر ذلك بمصر العروبة باتفاق الفصائل على مخرجات اجتماع إسطنبول وقطر وآخرها مصر والاتفاق على عقد الانتخابات الرئاسية وبعدها المجلس الوطني؛  وعادة الفصائل الفلسطينية للاستعداد لعقد هذه الانتخابات بالأراضي الفلسطينية وتجديد الشرعيات وهو مطلب دولي إقليمي عربي مشترك خصوصا بعد ظهور نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة ونقل رسائل تفيد بعودة العلاقات الأمريكية الفلسطينية بعد انقطاعها مع الإدارة السابقة بقيادة ترمب والتلويح بعودة المساعدات الامركية وفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن؛ وعلي ما يبدو أنها رسائل مبطنة ومشروطة بعوده الدور الأمريكي إلى السطح من جديد وهو لن ينقطع بالأساس ولكن هذه المرة بدور أكثر فاعلية لتمرير حل يلبي طموحها وطموح حليفتها إسرائيل الدرع الحامي لها بالشرق الأوسط والحليف الأقوى على مر العصور بأيدي عربية مجاورة وعقد اتفاق سلام جديد لحل الدولتين؛  وحل الصراع العربي الإسرائيلي ولو مؤقتا؛  وذلك لتلبية إرادة الإدارة الأمريكية بالمنطقة؛  والتفرغ للفزاعة إيران وإغلاق ملفات أصبحت تقلق مصالح الدولة الأقوى بالعالم وحليفتها إسرائيل.  

 إن تطبيق الانتخابات على أرض الواقع اصطدم بالكثير من العقبات رغم محاولة حركة فتح إخفائها ولكن الصراع ظهر على السطح وأخلف الشركاء بفتح على سياسات ماضية لها تجارب بالواقع أصبحت تأرق الإخوة بحركة فتح بقيادة الصف الأول من لجنة مركزية ومجلس ثوري وحتى القيادة وماهية القيادة الجديدة ومن سيكون بالصدارة هل فتح الشرعية بقيادة السيد الرئيس وأعضاء اللجنة المركزية المساندين له بكل قراراته السابقة واللاحقة؛  أم بقيادة الأسير مروان البرغوثي وما يشكله من تأثير على فتح من خلال نضاله كاسير بطل قضى عشرون عاما بالأسر تحت زنازين الاحتلال؛  أم ناصر القدوة والخلاف المتصاعد وتشكيله للقائمة انتخابية لخوض الانتخابات التشريعية منفصلة عن القائمة التي سوف تشكل من قيادة حركة فتح والرئيس محمود عباس أبو مازن وأيضا محمد دحلان الذي يقود التيار الإصلاحي الديمقراطي بحركة فتح والذي أصبح له تأثير لافت بالشارع الفلسطيني؛  كل هذه الخلافات أصبحت تشكل خطرا على نتائج الانتخابات والتخوف لدى الكثيرين بالساحة السياسية والخوف من تكرار نتائج ٢٠٠٦ وفوز حماس بأغلبية بالمجلس التشريعي ونظرا لذلك هناك سيناريوهات عديدة لما هو قادم على صعيد الانتخابات ومن قناعتي الشخصية أنه لن تحدث انتخابات وفتح لديها أصوات مبعثرة بين الإخوة الفرقاء من حركة فتح ولن تقبل الدول المجاورة الأردن ومصر بنتائج تأثر على بعدهما القوي ولن تسمح إسرائيل وأمريكا بانتخابات تحاكي ٢٠٠٦ وهو واقع ولا يقبل التجميل وهذه سياسة معلنه رغم المجاملات المبطنة من دول الجوار للفصائل الفلسطينية حماس والجهاد وغيرهم من فصائل العمل الوطني.  

 إن واقع الأحداث ينذر بتأجيل هذه الانتخابات بقرار فلسطيني عربي مشترك لان نتائجه لن تقبل من الطرفان؛ أو مصالحة فتحاوية وأصطفان أبناء الحركة والشركاء بقائمة واحدة تشكل ثقل كبير بعدد الأصوات وتكون ممر آمن للجميع فلسطينيا وعربيا ودوليا؛  ورغم كل ما سبق على فتح أن تكون أكثر واقعية وبعدين عن الشعارات الرنانة الواقع صعب ويحتاج إلى وقفة تعيد الحسابات بما هو قادم لأن ما يدور يقلق فتح شخصيا وحماس ثانيا لما يدور في كواليس الأشهر القادمة.

التعليقات