ما سبب إعتراض (فيس بوك) على تحديث (آبل) الجديد ؟

ما سبب إعتراض (فيس بوك) على تحديث (آبل) الجديد ؟
تتنافس شركة (فيس بوك) و(آبل)، في معركة شرسة تتمحور حول إمكانية تتبع بيانات الآيفون الخاصة بملايين الأشخاص، وما إذا كان يجب على الشركات الأخرى تتبع تلك البيانات بسهولة كما تفعل الآن.

كما أن الصراع بين شركتي (فيس بوك) و(آبل) قائم كذلك حول الطرق التي تتبعها الشركات عبر الإنترنت لكسب المال، وفق (سبوتنيك بالعربي).

وعندما تكون إحدى الخدمات التقنية مجانية، يقدم المستخدمون بشدة بياناتهم، وهذا هو الحال مع (فيس بوك)، الذي يجمع صورته الخاصة لمستخدميه من خلال تتبع السلوك الدقيق، لكن لديه أيضا عمل مربح لبيع البيانات لأطراف أخرى، مثل وسطاء البيانات والمعلنين.

بينما تمتلك شركة (آبل) تطبيقات تقوم بحصة عادلة من البحث عن البيانات، وتدّعي (أبل) أنها لا تبيع تلك البيانات مع أطراف ثالثة، وهذا التحديث الجديد يساعد (آبل) في تحسين صورتها كحام للخصوصية، وفقا لما أعلنت عنه شركة (آبل).

وفي الوقت نفسه، تجني شركة (آبل) معظم أموالها من خلال بيع أجهزة الآيفون والآيباد وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ففي أحدث تصادم بين (فيس بوك) و(آبل)، تستعد الأخيرة لطرح تغيير قادم في نظام تشغيل أجهزتها التي تعمل بنظام "آي أو إس" والمتعلق بخصوصيتها، الذي تعارضه (فيس بوك) تماما.

ويتلخص التحديث، الذي سيتوافر في "آي أو إس 14.5" في فصل الربيع، أن (آبل) ستطلب من مستخدميها وبشكل إلزامي الحصول على إذنهم من أجل تتبعهم عبر مواقع الإنترنت والتطبيقات.

وقال مارك زوكربيرغ، المؤسس التنفيذي لشركة (فيس بوك)، "إن الطريقة الوحيدة لبناء شبكة اجتماعية تربط مليارات الأشخاص هي أن تكون المنصة مجانية في الاستخدام بدعم من الإعلانات".

ومن جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة (آبل)، تيم كوك، على أن هذه الخطوة تتعلق بمنح الأشخاص مزيدا من التحكم في ممارسات جمع البيانات التي يرى أنها تطفلية ، ويجادل المسؤولون في شركة (فيس بوك) في أن شركة (آبل) تتصرف بدافع المصلحة الذاتية.

وقال جوردان فيشر، أستاذ القانون في جامعة دريكسيل والذي يتابع قضايا الخصوصية: "لدينا تطبيق مثل فيسبوك مدفوع حقا بجمع البيانات وتسخير قيمة تلك البيانات".

وأضاف فيشر "كما لدينا (آبل) التي أصبحت تقريبا تقوم بوظيفة حارس البوابة على هذه التطبيقات ونقول إننا سنفرض حدا أدنى معينا من الخصوصية، وهم يتعارضون لأنهم لا يعملون بالضرورة في نفس العالم".

وقال مدير الخصوصية والسياسة العامة في شركة (فيس بوك)، ستيف ساترفيلد: "إن تحديث شركة (آبل) القادم هو محاولة لتقويض نموذج الأعمال الذي يستخدمه (فيس بوك)، والتطبيقات المجانية الأخرى المدعومة بالإعلانات".

وتابع ساترفيلد "هذا محبط، سيكون له تأثير حقيقي على الإنترنت كما نعرفه، والذي سينتقل بشكل متزايد إلى تجربة مدفوعة، مما يعود بالفائدة على شركة آبل".

ومن جهته، أكد المحلل دان إيفز، على أن هذا الخلاف بين شركتي (آبل) و(فيس بوك) يمهد الطريق لمعركة أكبر حول كيفية قيام شركات التكنولوجيا بموازنة الخصوصية مع جمع البيانات في الاقتصاد الرقمي.

وأضاف" أعتقد أن (فيس بوك) قلق، هذه مجرد خطوة أولى لشركة آبل، ماذا يمكن أن يكون في العام أو العامين المقبلين إذا وضعوا المزيد من القيود حول خصوصية البيانات بالإضافة إلى الإعلانات؟".

وفي تصريحات ألقيت في أواخر يناير في مؤتمر التكنولوجيا والخصوصية في بروكسل ، أكد كوك من شركة آبل على تركيز الشركة على خصوصية البيانات.

قال كوك: "يبدو أنه لا يوجد أي جزء من المعلومات خاص جدًا أو شخصي بحيث لا يمكن مراقبته واستثماره وتجميعه في عرض 360 درجة لحياتك"، حيث يتوقع بعض المحللين أن تحديث شركة آبل قد يؤدي إلى تضرر صافي أرباح (فيس بوك) بنسبة 7 %.

وواجهت شركة (فيس بوك) مشكلة في تحديث السياسة الجديدة الخاصة بشركة (آبل)، وزعمت أن هذه الخطوة ستضر بإيراداتها، إذ يعتمد جزء كبير من نموذج أعمالها على تتبع نشاط المستخدم لاستهداف الإعلانات.

وأفادت تقارير أن (فيس بوك) فكرت في رفع دعوى قضائية ضد شركة (آبل) بشأن السياسات المانعة للمنافسة المزعومة، وعرضت تزويد شركة "إيبيك غيمز" بمستندات لمساعدتها في معركتها القانونية ضد (آبل) في هذه المسألة.

التعليقات