صواريخ حزب الله الدقيقة وخابيته المليئة بالدقيق

صواريخ حزب الله الدقيقة وخابيته المليئة بالدقيق
صواريخ حزب الله الدقيقة وخابيته المليئة بالدقيق

بقلم: السفير منجد صالح

كاتب ودبلوماسي فلسطيني       

آخر ما تفتّقت عنه العقلية الحربية "الحربجية" الصهيونيّة من تصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين بأنّهم لن يسمحوا لحزب الله أن يتجاوز الخط الأحمر في امتلاكه للصواريخ الدقيقة!!!

ويوضّحون ذلك بأن الكميّة "الدقيقة" من الصواريخ، "صواريخ المقاومة" طبعا وأكيد، المسموح بها إسرائيليا، حسب "عيران نيف"، قائد لواء أساليب القتال والحداثة في الجيش الإسرائيلي، هي ما بين 500 إلى 1500 صاروخ دقيق.

وهل سأل السيّد أو القائد "المُتغطرس المُتشنّج"، عيران نيف، نفسه أو صرّح، كم صاروخا دقيقا يحق لإسرائيل أن تمتلك؟؟ وأن يكون في ترسانتها الضخمة، أم أنّه يحق له "عيران" ولها "إسرائيل" ولهم "الصهاينة" أن يمتلكوا "رجوما وأكواما وتلالا وجبالا" من الصواريخ الدقيقة وبالغة الدقة.

وأنّهم والحالة هذه يتعاملون مع "جيرانهم" ليس بالمثل أو بالتساوي وإنما ب "قانون المُحقان" (القُمُع): الجهة الواسعة العُليا لهم والجهة السُفلى الضيّقة لحزب الله وللأمتين العربية والإسلامية.

يبدو لي أنُه، وبالرغم من القوّة العسكرية "المهولة"، التي راكمتها إسرائيل بدعم أمريكا على مدى سنوات، أسلحة تقليديّة وغير تقليديّة، في البر والبحر والجوّ، إلا أنّها تشعر "بخشيةٍ وتوجّس" من الجبهة الشمالية بشكل خاص ومن الجبهة الجنوبيّة.

فمنذ مدّة، والمسؤولون الإسرائيليّون، سياسيّون كانوا أم عسكريون، وهم يُهدّدون و"يُجعجعون" ويتوعّدون المُقاومة اللبنانية من مغبّة القيام بأي عمل عسكري ضد قوّاتهم في الشمال، وانّهم في حال "الإعتداء" عليهم سيُرجعون لبنان برمّته إلى "القرون الوسطى"، وربّما إلى "العصر الحجري".

سيّد المُقاومة، سماحة السيّد الشيخ حسن نصر الله، قال "زبدة الكلام" في خطابه قبل عدة أيام بأنّه: "إذا قصفت إسرائيل مُدننا فسنقصف مُدنهم، وإذا قصفت قرانا فسنقصف مستعمراتهم". "نُقطة وأوّل السطر".

هذا هو جوهر الكلام، لبّ الكلام، الكلام الفصل والفيصل، آخر الكلام الذي لا كلام بعده.

وأننا نعتقد جازمين بأن الإسرائيليين يأخذون هذا الكلام على محمل الجد، يصبّ في آذانهم مباشرة دون "فلترة"، و"يُحرقصهم" ويجعلهم يتقلّبون على جمر "الخشية والريبة والتوجّس" وخاصة وأن السيّد نصر الله قد ذكّر، بحق، ضعف و"رخوة" جبهتهم الداخلية، التي هم أنفسهم يعترفون بأنّها غير مُهيّأة لحرب حقيقية.

و"خابية" حزب الله مليئة بالدقيق: الدقيق أي طحين القمح كناية عن الخير العميم. والدقيق هو الدقيق من الصواريخ والأسلحة المُتعدّدة التي يقتنيها للدفاع عن لبنان وشرفه وسيادته أمام البلطجة الإسرائيليّة ورعونتها وغدرها.

في سماء شرقنا العربي وعلى ثرى أرضنا المعطاءة من الخليج إلى المحيط يسير خطّان واضحان لا يلتقيان أبدا: خط المُقاومة والصمود والوقوف في وجه إسرائيل ومن خلفها أمريكا، وخط التطبيع والإنبطاح والتودّد لأمريكا وبجانبها إسرائيل.

خط الكرامة والفخار والعزّة والإستقلال، في مواجهة خط الإنكسار والتبعيّة والفُرقة.

الشعوب العربية في غالبيّتها العظمى تدين بولائها لعزّتها وكرامتها، أي لمحور المقاومة، محور النصر والإنتصار، أما العديد من الحُكّام فيدينون بالولاء والتبعيّة للأجنبي، للأمريكي، وللإسرائيلي.

يعتقدون بأنّهم سيدثّرونهم في برد الشتاء وحرّ الصيف، وحينما غدا  "سيذوب الثلج ويبان المرج"، مرج الحقيقة الساطعة، حقيقة أنّ الشعوب العربية تجزم وتلتزم وتلتصق بقناعاتها وإيمانها بأنُ فلسطين هي لُبّ الصراع وجوهر الصراع وقضية الجماهير العربية الأولى والثانية والثالثة.

التعليقات