المطران حنا: لن تقوم للعرب قائمة الا من خلال وحدتهم ونبذ الفرقة

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأنه يصادف اليوم ذكرى اعلان الوحدة ما بين مصر برئاسة الزعيم جمال عبد الناصر وسوريا برئاسة الاستاذ شكري القوتلي .

وقد كانت مرحلة ذهبية حيث ان الوحدة بين هذين القطرين العربيين الشقيقين ساهمت في تعزيز الشعور القومي والوحدوي ولكن يحق لنا ان نتساءل اين كنا والى اين قد وصلنا ؟! ففي ذلك الحين كانت هنالك الوحدة والتي تم افشالها في ايلول عام 1961 ويبدو ان هنالك اصابع عميلة وخبيثة هي التي سعت من اجل تدمير وانهاء هذه الوحدة التي كان من الممكن ن تتوسع اكثر لكي تكون وحدة بين كافة الاقطار العربية.

اما واقعنا اليوم فهو واقع مأساوي حروب وانقسامات وتشرذم وتآمر على القضية الفلسطينية فقد كنا في وقت من الاوقات نقول " بلاد العرب اوطاني " اما اليوم فقد اضحت بلاد العرب منقسمة وساحة مفتوحة للاخرين لكي يعيثوا فيها فسادا ودمارا واستهدافا وتآمرا على شعوبنا العربية وعلى قضيتنا الفلسطينية بشكل خاص.

ان هذه الذكرى التي نستذكرها اليوم انما تجعلنا نشعر بالالم والحزن من الواقع الذي وصلنا اليه وللاسف الشديد فإن هنالك مستعمرين ومتآمرين ومتخاذلين وجهات معادية لامتنا هي التي افشلت الوحدة وهي التي اوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم من واقع مرير نتمنى ان يتبدل وان يتغير نحو الافضل .

نتمنى ان تتحسن احوال الامة وان تتغير نحو الافضل وهنالك متشائمون يظنون ان هذا مستحيل ولكنني لست من اولئك المتشائمين فالواقع العربي الذي نمر به هو قابل للاصلاح ويمكن ان يتغير ولكنه يحتاج الى الارادة والعزم والقرارات الصائبة والشعوب الواعية والقيادات السياسية الحكيمة .

ان وحدة العرب هي قوة لهم ومن عملوا على تمزيق الوطن العربي وتحويلنا من امة واحدة الى قبائل وعشائر وطوائف متناحرة فيما بينها انما هم لا يريدون الخير لهذه الامة ولا لقضيتها الاولى قضية فلسطين .

لن تقوم قائمة للعرب الا بوحدتهم وهذا ليس شعارا بل هذه هي الحقيقة فاتحاد العرب وتفاهمهم وتلاحمهم وتعاضدهم انما هو قوة لهذه الامة في مواجهة التحديات التي تواجهها والمؤامرات التي تحاك ضدها وخاصة ضد القضية الفلسطينية بشكل عام.

سنبقى من اولئك الذين يتفائلون بأن المستقبل يمكن ان يكون افضل من اليوم والوحدة يمكن ان تعود بجهود ابناء امتنا وخاصة الحكماء والاحرار الذين يحملون في قلوبهم انتماء لهذه الامة ووطنية حقة وصدقا واستقامة والتزاما بالدفاع عن قضيتنا الاولى الا وهي قضية فلسطين .