مشروع حماية حقوق وكرامة مزارعي كفر الديك بين مضايقات الاحتلال والعمل ليلا لإنجازه؟!

مشروع حماية حقوق وكرامة مزارعي كفر الديك بين مضايقات الاحتلال والعمل ليلا لإنجازه؟!
رام الله - دنيا الوطن
عزمي عبد الكريم شقير

تهدف الاغاثة الزراعية الى تقديم خدمات متميزة ونوعية وشاملة للمواطنين من أجل التخفيف من معاناتهم وحفظ كرامتهم وحقوقهم ودعم صمودهم على ارض الواقع بما يحقق العدالة للجميع، إضافة لتخفيف العبء عنهم من خلال تسهيل وصولهم لاراضيهم الزراعية والتي يهددها الاحتلال بالمصادرة لصالح المستوطنات، بهذه الكلمات وصف محمود القاضي مدير جمعية الاغاثة الزراعية-فرع رام الله المؤسسة التي يعمل بها.

مشيرا الى مشروع الاغاثة الزراعية في بلدة كفر الديك إحدى بلدات محافظة سلفيت والتي ينهش الاحتلال أراضيها الزراعية لصالح المستوطنات والتجمعات الصناعية وإقامة المحاجر ومناطق التدريب العسكري الاسرائيلي، حيث يبلغ عدد سكان البلدة اكثر من 5500 نسمة، اما أراضيها الزراعية فتبلغ أكثر من17 ألف دونم، منها 600 دونم للتوسع العمراني.

مشاريع سابقة والمشروع الحالي لخدمة مزارعي كفر الديك:

واجهني القاضي بابتسامته التي لم تفارق طلته طوال كتابة التقرير وبعرقه الذي يتصبب بغزارة على وجنتيه، دلالة لانهماكه بصعوبة العمل والإصرار لخدمة المزارع في بلدة كفر الديك وإنجاز المشروع، قائلا بان الاغاثة نفذت مشروعين سابقين خلال الأعوام 2019-2020 مشروع تاهيل أراضي زراعية لـ 60 دونم من خلال حماية الأراضي بعمل شيك وزراعة اشتال الزيتون، إضافة لمشروع تشكيل لجنة حماية من مجموعة شباب كفر الديك لكن هذا المشروع قيد التنفيذ يعرف تحت اسم "حماية حقوق وكرامة السكان الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال وفقًا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي الإنساني، مع التركيز بشكل خاص على العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الطفل والحد من مخاطر الكوارث" وذلك بحفظ كرامة وحماية حقوق المزارع في كفر الديك من خلال شق الطرق الزراعية وتسهيل وصول المزارعين الى أراضيهم الزراعية لدعم صمودهم على الأرض.

المشروع وأنشطته:

 على إحدى الجدران الاستنادية (سناسل) جالسته وسط انهماكه بمسح عرقه واشعال سيجارته التي قد تخفف من تعبه أجاب حول سؤالنا عن أنشطة المشروع، وإشادته بدور وزارة الزراعة خاصة مديرية زراعة سلفيت من جهة ومجلس بلدي كفر الديك والمزارعين من جهة أخرى الذين قدموا كافة المساندة والمساعدة، مضيافا بأن الفئة المستهدفة هم المزارعين بشكل عام التي يوجد لديهم صعوبه في الوصول الى اراضيهم الزراعيه المهدده بالمصادرة والتي تتعرض الى انتهاكات متكرره من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، وأن أنشطة المشروع خلال مرحلة التنفيذ تعددت الى أولا: طرق زراعيه بطول أكثر من 5.5 كم، ثانيا: بناء جدران استناديه 2000 متر تقريبا، ثالثا: تنفيذ مبادرة مجتمعيه، رابعا: انشاء عباره تصريف مياه في إحدى الطرق الزراعية، لكن بلغت قيمة المشروع الاجماليه 58500 يورو، وذلك بتمويل من الحكومه الاندلسيه ACPP وبتنفيذ من جمعية الاغاثة الزراعية (التنمية الزراعية PARC)، في حين كان شق الطرق على مرحلتين الأولى تم اعتمادها وعند بدء التنفيذ وبسبب ممارسات الاحتلال ضد المشروع فقد تم تغيير أسماء الطرق واطوالها مرة أخرى وهي كالتالي:

1-طريق الحداد طولها 1300 متر

2-طريق الشقيف وطولها 1300 متر.

3-طريق المسبح وطولها 200 متر

4-طريق خله حباس وطولها 1100 متر.

5-طريق عراره /خله الدهمان 1000 م.

6- طريق كتناثا 700 متر.

حيث تم توفير 175 ساعة عمل بواسطة الآليات الثقيلة، وتوفير 5250 طن ردم (بيسكورس) بواقع 432 يوم عمل في بناء الجدران الإستنادية وتوفير مقطع عبارات اسطوانية لهذه الطرق وهو ما يجري العمل بها الان خلال المرحلة لان المشروع لم ينته بعد.

معاناة أهالي كفر الديك من ممارسات الاحتلال:

وحول معاناة المواطنين في كفر الديك اجاب القاضي قائلا: ما لاحظته خلال مراحل تنفيذ المشروع فإن بلدة كفر الديك تعاني كباقي بلدات محافظة سلفيت من ممارسات الاحتلال وفتح الباب على مصراعيه لغطرسة المستوطنين وهمجيتهم باستلائهم على الأراضي الزراعية وتدميرها، والتي كان اخرها خلال شهر يناير الماضي قام المستوطنون بقلع أكثر من 120 شجرة زيتون، إضافة لتدمير اجزاء كبيرة من سياج الأراضي الزراعية، خاصة منطقة ظهر صبح شمال البلدة، كما طالت اعتداءات المستوطنين الغرف الزراعية ايضاً، لان البلدة يحيط بها مستوطنات،  بدوئيل السكنية، مستوطنة بدوئيل الصناعية، مستوطنة ايلي زهاف، مستوطنة بروخين.

العمل خلال المشروع ليلا:

وفي سؤالنا عن ممارسات الاحتلال ضد تنفيذ المشروع أجاب القاضي مع تنهيدة وصعوبة في خروج الكلمات من فمه الواضحة بأنها مغلفة بمرارة المعاناة خلال تنفيذ الاغاثة الزراعية مشاريعها في فلسطين، ولكن هذه الكلمات تدلك على مدى الإصرار والصمود والثبات حتى انجاز المشروع قائلا: بأنه تم ايقاف العمل في المشروع في المرحله الاولى للتنفيذ ولمده شهرين تقريبا بسبب قيام الإداره المدنيه وجيش الاحتلال بمصادره المعدات التي كانت تعمل في فتح الطرق (باجر وجرافه)، ومن ثم تم اختيار طرق اخرى غير الطرق التي كانت مقترحه سابقا للعمل، مما زاد من المعاناة علينا كما ملاحقة المقاول اثناء العمل في الطرق التي تم اختيارها في المرة الثانية، حتى اصبحنا نعمل ليلا في بعض الطرق التي تم تنفيذها في بعض الموقع، وذلك حتى نثبت بأننا قادرون على التميز ودعم صمود المزارع.

وفي نهاية اللقاء أشار القاضي الى ان مشروع شق الطرق الزراعية في كفر الديك يأتي استمرارا لهذا النهج الذي تعزز الإغاثة الزراعية من خلاله صمود المزارعين وتوفر لهم سبل الاسثتمار في اراضيهم وعدم تركها فريسة للاستيطان والمستوطنين، فالإغاثة 37 عاما من العطاء، كما دعا المواطنين والمؤسسات الدولية والعاملة لخدمة المزارعين خاصة لعدم الرضوخ لممارسات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، حاثا الاهالي والمزارعين على ضرورة التواجد الدائم في اراضيهم والعمل على زراعتها واستصلاحها والاستثمار فيها.