افتتاح معرض "مختبر المبتكرين الصغار" في شومان

افتتاح معرض "مختبر المبتكرين الصغار" في شومان
رام الله - دنيا الوطن
نظمت مكتبة درب المعرفة في مؤسسة عبد الحميد شومان/ ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، معرض برنامج "مختبر المبتكرين الصغار" في دورته الخامسة 2020، الذي تم بثه قناة على يوتيوب وصفحة المؤسسة على فيسبوك.

وقدم المعرض الذي أقيم في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، برعاية وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات، وراعى قواعد التباعد الاجتماعي والسلامة العامة، عرضاً مميزاً ًلنتاج أفكار مشاريع علمية عمل عليها أطفال بعد رحلة علمية وعملية وورشات عمل متخصصة وظفت فيها التجارب والمشاريع لتنمية قدرات المشاركين على البحث والتحليل.

واختير في هذه الدورة 48 مبتكراً ومبتكرة (  24في عمان، 24 في الزرقاء) من أصل 427 طالباً وطالبة من كلا المحافظتين تقدموا للمشاركة في اختبار قياس مهارات التفكير الناقد، وقد جاءت غالبية المشاريع لإيجاد حلول لمواجهة جائحة كورونا وتحدياتها، حيث تم إنتاج أحد عشر مشروعا علميا، ستة منها أنتجت في عمان، وخمسة في الزرقاء، تحت إشراف 12 مشرفة ومشرفاً من التخصصات العلمية في الجامعات الأردنية.

وقال مندوب وزير الصحة، مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الاولية الدكتور غازي شركس، أن تنمية التفكير الناقد لدى الأطفال، وتوفير العوامل والبيئة المحفزة، يسهم في تقديمهم أفكاراً إبداعية، تواكب الأوضاع المستجدة، وهي جديرة بالتشجيع والتطوير، مشيرا الى أنه في ظل مواجهة تداعيات الحالة الوبائية، نجح مجموعة من المبدعين الصغار في تحويل الأسئلة، إلى مشاريع تصب في جهود التصدي للوباء، وهذا يدل على مستقبل كبير في قدرتهم على مجاراة الواقع، ويؤكد على ضرورة عدم استثناء هؤلاء من حملات وبرامج وقائية، والعمل على تشجيع أفكارهم وتطويرها، إضافة الى تقديم وسائل تسهم في تنمية التفكير الإبداعي القائم على التساؤل، والبحث والمعرفة.

ونوه شركس الى الحاجة الملحة لإيجاد حلول ابتكارية للتأقلم مع المتغيرات بشكل عام، خاصة في مجال الصحة وفي ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها، مؤكدا أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم الأفكار الناشئة في القطاع الصحي وتطويرها.

وقالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، " نحبس أنفاسنا كل عام حين نصل إلى هذه اللحظة التي نرى فيها نتاجات أبنائنا وبناتنا، بعد برنامج مكثف، هو "مختبر المبتكرين الصغار"، والذي يمتد على مدى أشهر طويلة"، مبينة أن هذه الدورة لم تكن مثل سابقتها، فجائحة كورونا غيرت كثيراً من عاداتنا وسلوكياتنا، وحتى أولوياتنا، وفرض علينا أن نفكر في وجودنا البشري وهشاشته، وكم من الممكن أن يهدد مجرد فيروس صغير هذا الوجود.

ولفتت قسيسية النظر الى أهمية توفير البيئة العلمية للأطفال من أجل الإبداع والبحث عن التطوير وحل المشكلات، مشيرة الى أن هؤلاء المتدربون، هم علماء المستقبل الذين سيفكرون في التحديات التي تواجهنا، وسيقترحون حلولاً عملية لها، وهم سيقودوننا نحو المستقبل، ويسهمون بفاعلية في تطوير بلدنا.

وأشارت الى إن المختبر الذي أطلقته المؤسسة في العام 2015 بالتعاون مع منتدى العلماء الصغار، يشكل فرصة مهمة وضرورية للنشء الجديد، من خلال توفير مساحة علمية وعملية لهم، وتدريبهم على مهارات التفكير الناقد، وكيفية صياغة الأسئلة، والبحث المنطقي عن الإجابات.

من جهته أكد ممثل الشركة التقنية للاستشارات الإدارية والتربوية /الشريك لمؤسسة شومان في تنفيذ البرنامج من خلال منتدى العلماء الصغار الدكتور مصطفى ياسين، أهمية التفكير الناقد في عملية التعلم وحل المشكلات، مشيرا الى ان الكثير من دول العالم المتقدمة نادت وأهتمت في هذا المجال.

وبين أهمية التفكير الناقد في جعل عملية اكتساب المعرفة عملية نشطة تساهم في إخراج منتج متقن، مثلما أنه يساعد المتعلمين على اكتساب المهارات المختلفة، كالقدرة على حل المشكلات والتحديات بشكل منطقي، مؤكدا أهمية إيجاد استراتيجية لإدخال مفهوم التفكير الناقد في مناهجنا التربوية لتعليمها لأطفالنا ليتمكنوا من الابتكار والابداع.

وحملت المشاريع المبتكرة التي تم عرضها العناوين التالية: " تعقيم الملابس"، " معقم المشتريات"، " التنفس الاصطناعي "، " صندوق تعقيم الأدوات "، " معقم الكتب "، " وسادة الحماية من الاختناق "، " الهيكل الاصطناعي "، " معقم الأوراق النقدية "، " بوابة التعقيم "، " المصعد الذكي "، " روبوت التعقيم".  

ويعمل مشروع " تعقيم الملابس" للأطفال حلا عودة، وفارس المومني، ومحمد قوطه، على تعقيم الملابس آليا دون الحاجة لوجود موظف يقوم بذلك في محلات الملابس، كما يعمل مشروع "معقم المشتريات"، للأطفال هدى أبو الخير، وعبد الرحمن علاء عبد المعطي، ومحمد الزبن، وجمان منصور، على التقليل من انتشار فيروس (كوفيد – 19) عن طريق اللمس، حيث يعمل المشروع على تعقيم المشتريات فور تواجدها في ممر المبيعات داخل المحلات التجارية، في حين جاءت فكرة مشروع " التنفس الاصطناعي للأطفال احمد الجلجولي، وعبد الرحمن مرعي، ولانا الأسطة، لتخفيف العبء على القطاع الصحي من خلال توفير جهاز التنفس الاصطناعي خلال جائحة كورونا.

ومشروع "صندوق تعقيم الأدوات" للأطفال محمد القدة، وساره أبو دية، وشام السعودي، فيعمل على تعقيم الأدوات والاغراض الشخصية الخاصة بالأفراد دون الحاجة لأي تدخلات بشرية، حيث يتم وضع كافة المقتنيات للأشخاص داخل الصندوق ويتم تعقيمها آليا، كما يعمل مشروع "معقم الكتب" للأطفال جيسي قاقيش، وفراس يونس، ويارا يونس، ومحمد ادعيس، على تعقيم الكتب المعارة والمسترجعة في المكتبات آليا، أما مشروع "وسادة الحماية من الاختناق"، للأطفال تالا وهبه وهادي عنبتاوي وإبراهيم الكايد، فيعمل على حماية الأشخاص من خطر الاختناق نتيجة مشكلة الاستفراغ اللاإرادي والافرازات الفموية الغزيرة أثناء النوم، إضافة الى حماية مرضى الصرع خلال النوم.   

ويعمل مشروع "الهيكل الاصطناعي" للأطفال دانيال حمدان وغيث سرطاوي وأحمد الحسني وأحمد دروزه، على مساعدة الشخص العاجز على المشي وأن يمارس نشاطاته بشكل طبيعي، إذ سيكون المشروع مثل هيكل عظمي خارجي للجزء السفلي من الجسد يمكن للإنسان التحكم به باستخدام عصي التحكم المرفقة معه، كما يعمل معقم الأوراق النقدية للأطفال رشيد حسن، وسعيد الأخشم، وصهيب الحمد على تعقيم الأوراق النقدية دون تعرضها للتلف وذلك لحماية البائع والمشتري في نفس الوقت، مثلما يعمل مشروع "بوابة التعقيم"، للأطفال يامن هنانده ومؤمن الجبارين وجنى الكنش، على تعقيم الأشخاص خلال دخولهم أو خروجهم من الأماكن، في حين يعمل مشروع "المصعد الذكي"، للأطفال يامن السفاريني، ومحمد زعيتر، كجهاز يتم تركيبه فوق أزرار المصعد بحيث يتم ضغط الازرار اوتوماتيكياً عند الإشارة إليها عن بعد، كما يعمل مشروع " روبوت التعقيم" للأطفال ريناد شطناوي، ولين الجازي، ومحمد حسن، على تعقيم الاسطح من خلال الروبوت دون الحاجة الى أي تدخل بشري مما سيقلل نسبة تعرض الأشخاص للفيروس.    

يشار الى أن مؤسسة عبد الحميد شومان أطلقت برنامج "مختبر المبتكرين الصغار" عام 2015، بالتعاون مع منتدى العلماء الصغار؛ لتعزيز مهارات التفكير الناقد والابتكار والعمل على تطوير مهارات الأطفال واليافعين من خلال ورشات علمية وعملية متخصصة توظف فيها التجارب والمشاريع لتنمية قدرات المشاركين على البحث والتحليل.
 
ويعمل المختبر على توفير المساحتين العلمية والعملية؛ لتنمية التفكير الناقد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10- 13 عاماً، من خلال تعريضهم لمواقف وأسئلة تحثهم على البحث عن حلول، ومن ثم تقييم الحلول واختيار الأنسب منها.

في دورته الخامسة 2020 توسع مختبر المبتكرين الصغار، ليشمل المبتكرين المبدعين في محافظة الزرقاء، بعد أن نفذ البرنامج في محافظتي الكرك وإربد والبلقاء.

واستفاد من البرنامج، منذ انطلاقته حتى اليوم، 191 مبتكراً ومبتكرة، من عمان والكرك وإربد والبلقاء والزرقاء، وما يزيد عن 75 مشرفا ومشرفة من طلاب وطالبات الجامعات في تلك المحافظات.



التعليقات