إطلاق كتاب "عصافير زرقاء" للكاتبة إنجي جرّوج في شومان

إطلاق كتاب "عصافير زرقاء" للكاتبة إنجي جرّوج في شومان
رام الله - دنيا الوطن
استضافت مؤسسة عبد الحميد شومان/ ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، مساء أمس، حفل الاطلاق الافتراضي لكتاب "عصافير زرقاء: قصة حرية من قبضة الحرب"، للمؤلفة إنجي جرّوج، وذلك عبر منصة (زووم) وموقع المؤسسة على (فيسبوك)، وأدار الحفل الإعلامية نادين النمري.

 وتضمن حفل الاطلاق عرض فيديو حول "الأطفال في الحرب"، وحوارا مع المؤلفة والرسام حسان مناصرة بالإضافة الى إطلاق أغنية "عصافير زرقاء"، وحوارية حول "قوّة الكلمة والاطفال في مناطق النزاعات"، شارك فيها شادن خلّاف من المفوضيّة السّامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وفالنتينا قسيسية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان، وحاورهما الكاتب شاكر خزعل.

وقال مدير عام جبل عمان ناشرون التي صدر عنها الكتاب، سنان صويص، أنه رغم التطور التكنولوجي في عالمنا الحديث وثورة وسائل الاتصال، تبقى الكلمة هي الأقوى أثراً والأقدر على إحداث التغيير، مشيرا الى أن القصة هي مجموع الكلمات المكتوبة أو المنطوقة أو المصورة وأبلغها تعبيراً.

وأضاف: أن إنجي أبدعت في رسم صورة ما حدث بكلماتها الصادقة والمؤثرة، مبيناٍ أن "عصافير زرقاء" هي مزيج من الألم والأمل، وفيها درجة عالية من المشاعر الصعبة والأحداث المؤلمة، ولكنها في نفس الوقت يتخللها الأمل في مراحل مختلفة كما هو واضح في نهاية القصة.

وأستعرض صويص مراحل ولادة قصة " عصافير زرقاء" من خلال التعاون مع الكاتبة، مثمنا جهود جميع من ساهموا في إخراج العمل. 

من جانبها قالت المؤلفة إنجي جرّوج خلال حوارية أدارتها الفنانة كندا علوش، أنها بدأت تعبر عن مشاعرها بالكتابة منذ أن كان عمرها 7 سنوات، مشيرة الى أنها بدأت بكتابة قصة " عصافير زرقاء" عندما كان عمرها 16 عاما عند بداية الحرب في سوريا، لتعبر من خلالها عن مشاعرها ومشاعر كل الأطفال في بلدها وخوفهم من الحرب التي لم يختاروها.

وأشارت الى أن القصة جاءت لإيمانها العميق بأن الكتابة هي أفضل طريقة لإيصال صوتها ومشاعرها وكل أطفال سوريا الى كل العالم، مبينة أن كتابة القصص ساعدها كثيراٍ على مواجهة ظروف الحرب القاسية وتجاوزها.

وقالت: " بالرغم من الألم والظروف الصعبة التي خلفتها الحرب، الا أنها استطاعت أن تصل الى قدر من السعادة، والكثير من الأمل مما دعاها الى مشاركة تجربتها مع كل الأطفال الذي يعانون من ويلات الحرب ليؤمنوا من جديد بالأمل".

وأضافت انها اختارت أن تكون شخصية القصة الرئيسية ولداً، لأنها أرادت أن تكون قصة كل أطفال سوريا، وتجسد صوت الطفولة وبهجتها المسلوبة أمام عنفوان آلة الحرب وقسوتها. 

بدوره قال الفنان حسان مناصرة، أن موضوع وقضية القصة وما تتناوله من ظروف الحرب وأثرها على الأطفال، أكثر ما شده للمشاركة في هذا العمل ليكون أحد الأصوات التي تحاول أن توصل الحقيقة الى العالم.

وبين أن الكاتبة إنجي، أبدعت في كتابة النص وتصوير مشاعرها والتعبير عنها كذلك استخدامها الاستعارات، مما حفزه على المشاركة في العمل، مشيرا الى أن النص الجيد يساعد الفنان والرسام على اقتراح الرسوم والصور لتجسيد المشاعر.   

وكانت الفنانة علوش أكدت في بداية الحوار، أن الحرب واقع اليم ويأتي معها مجموعة كبيرة من المآسي، كالتهجير والفقدان والنزوح والألم الذي لا ينتهي بنهاية الحرب، وتبقى الشعوب تدفع الثمن لسنوات طويلة، مشيرة الى أنه في الوقت الذي فيه الحرب تترك الألم والاحداث المؤلمة، فإن هناك مبدعين يستطيعون أن يحولوا الألم الى جمال، مثلما فعلت الكاتبة إنجي.

ونوهت الى أن إنجي استطاعت أن تحول الألم والتجارب المؤلمة الى أدب وابداع وجمال، وأن تعطي رسالة أمل لكل الشباب في سوريا الذين ذاقوا مرارة الحرب، مثمنة جهود الفنان المناصرة الذي استطاع برسوماته أن يثري العمل ويزيد من جماليته وقيمته.

وفي حوارية أخرى بعنوان: "قوة الكلمة والأطفال في مناطق النزاعات"، أكدت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، إن مؤسسة عبد الحميد شومان تعمل على تنمية مؤشرات المعرفة بشكل عام، وعلى رأسها تكريس عادة القراءة في المجتمع كأداة للتغيير، مستعرضة العديد من البرامج التي تسعى لتحقيق هذا الهدف.

وبينت أن دعم المواهب الصغيرة والشابة يصب في مصلحة هدف تنمية المجتمعات، خصوصا في مجال الإبداع الكتابي لما للكتاب والثقافة من قوة خاصة في التغيير والتطوير.

وشددت على أن مؤسسة شومان، تنظر إلى الثقافة كعملية تكاملية، وتصمم برامجها بناء على التحديات المفروضة على المجتمع، لذلك فإنها تأتي متنوعة بشكل كبير.

من جانبها قالت رئيس وحدة سياسات منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عمان والمستشار الأكبر للسياسات للمكتب الإقليمي شادن خلاف، أن أوضاع اللجوء ليست جديدة على منطقتنا وللأسف أصبحت سمة توصف بها المجتمعات، مشيرة الى وجود معلومات كثيرة خاطئة عن اللجوء.

وأشارت خلاف الى أهمية إيجاد الحلول لقضايا اللجوء بطرق مبتكرة وأن يتم التشبيك مع شركاء مختلفين لكي نكثف الوعي حول مشاكل اللجوء والتعامل معها بطرق مبتكرة ومختلفة.

ونوهت الى أن الكتاب يسلط الضوء على صوت اللاجئين أنفسهم من أطفال وشباب، ويجعلنا نفهم مشاكلهم مباشرة ونفكر كيف نستطيع أن نبني التعايش السلمي بين المجتمعات المضيفة واللاجئين وخاصة أن اللجوء في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هو لجوء طويل الأمد، مما يستدعي إيجاد الحلول المناسبة لها.    

كما تضمن الحفل إطلاق أغنية "عصافير زرقاء"، من كلمات وتوزيع موسيقي تامر قراعين وغريس أبو ظاهر والحان تامر قراعين وغناء رمز ساحوري.

وكتاب "عصافير زرقاء"، الذي سيتم تخصيص نسبة من مبيعاته لدعم جمعية " سوياً " ومشاريعها لفائدة اللاجئين في الأردن، قصة تحكي فيها المؤلفة خبرة الحرب ورحلة التهجير التي عاشتها منذ طفولتها، لتشارك خبرة الأطفال الذين يعيشون الحرب في منطقتنا. القصة مبنية على أحداث حقيقية، عاشت الكاتبة بعضها وحدث بعضها الآخر مع آخرين من حولها، واختارت أن تكون شخصيتها الرئيسية ولداً؛ لأنها أرادت أن تكون قصة كل الأطفال في سوريا، كما تقول في مقدمة الكتاب، " كتبت هذه القصة وانا في سن السادسة عشرة، وكلي ايمان بأن مثل هذه الصرخة تستحق أن تقدّر ويشعر بها، فهي ليست مجرد صرخة طفل سوري، بل هي صرخات كل الأطفال السوريين في صرخة واحدة".  

التعليقات