عائلة فلسطينية تحول كهفا قديما مهجورا في مدينة الخليل إلى مزار للسياح

رام الله - دنيا الوطن
نجحت عائلة فلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في تحويل كهف قديم ومهجور إلى متحف أثري يجذب الزوار، بعد ثلاثة أسابيع من العمل الجاد لإحيائه مجددا. 

وتعود ملكية كهف "طور بدو" إلى عائلة ابو جحيشة في الخليل، ويقول مالكوه إنه عانى من الإهمال وسوء الاستخدام لسنوات طويلة. 

ويوضح الأربعيني يونس ابو جحيشة، أحد مالكي الكهف لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن عائلته شكلت "لجنة من أجل متابعة إعادة تأهيل الكهف الأثري بعد أن اعتاد السكان على إلقاء النفايات فيه". 

ويفيد بأن الكهف يمتد تاريخه إلى أكثر من 2500 عام، مشيرا إلى أنهم يفضلون رؤية زوار وسياح يملأونه ويحيون تاريخه ويعيشون أجواءه. 

وينوه إلى أن أفراد عائلته انشغلوا على مدار أسابيع في تنظيفه وتحضيره لاستقبال الزوار بعد أن قاموا بتأهيله جزئيا. 

ويلفت إلى أن الكهف يقع وسط قطعة أرض مساحتها 30 دونمًا تملكها عائلته، مضيفًا أن البنية التحتية للموقع سيئة للغاية بسبب نقص الموارد. 

ويكشف لبو جحيشة أن "الكهف يقع أيضا في منطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية"، مطالبا المؤسسات الفلسطينية الرسمية وغير الحكومية بإحياء المنطقة وترميم هذا الأثر. 

وتوافد المئات من المواطنين الفلسطينيين من مختلف محافظات الضفة الغربية إلى الكهف لالتقاط صور السيلفي داخله والتعرف على تاريخه القديم من خلال المنحتوتات المنتشرة على جدرانه الداخلية. 

وبدا الأربعيني صلاح الطميزي، وهو من سكان مدينة الخليل مندهشا حين دخل الكهف لأول مرة بعد تنظيفه وتهيئته لاستقبال الزوار. 

ويقول الطميزي ل(شينخوا) بينما كان يتحسس إحدى المنحوتات في أحد جدران الكهف "لا شك أن هذا الكهف شهد حضارات قديمة وإرثا تاريخيا يمتد لآلاف السنوات". 

ويضيف "ينتابني شعور قوي بوجود حياة أخرى هنا، فصدى الصوت الذي يتردد هنا ينبئ بأن أشخاص اخرين معنا وحياة أخرى هنا… لابد أنه سيكون مكانا مرموقا يوما ما". 

ويضم الكهف، الذي تبلغ مساحته 300 متر مربع أقبية عميقة وثقوب الحمام المنحوتة في الجدران الصخرية للكهف، بينما تتساقط أشعة الشمس من ثقب دائري في سقف الكهف. 

ويقول الطميزي بينما يشير إلى سقف الكهف "هذه الحفرة تجلب الضوء والهواء إلى الكهف العميق مما يتيح للزوار التجول في جميع أركان الكهف". 

وشهد الكهف الواقع على بعد كيلومتر واحد من جدار الفصل الإسرائيلي الحضارات البيزنطية والرومانية واليونانية والإسلامية، بحسب علماء آثار فلسطينيين. 

ويقول الطميزي، وهو يلتقط صور سيلفي في الكهف القديم "كهف (طور بدو) معلم أثري خلاب يعود تاريخه إلى آلاف السنين ... إنه شاهد على العديد من الحضارات التي عاشت على هذه الأرض". 

ويشير إلى أن الكهف موقع تراثي وأثري مهم للغاية، مضيفًا أنه سيحضر عائلته لرؤية الكهف من أجل السماح لهم بالتعرف على الحضارات والتاريخ الفلسطيني. 

ويدعو الطميزي وزارة السياحة والآثار الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية المعنية إلى الاهتمام بالمعلم الأثري وترميمه لجعله منطقة جذب سياحي على مستوى عالمي. 

وتعتبر الخليل المحافظة الأكبر والأكثر اكتظاظًا بالسكان في الضفة الغربية، إذ يسكنها حوالي 750 ألف فلسطيني وحوالي 21 ألف مستوطن إسرائيلي، وفقًا لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني. 

ويقول رئيس دائرة الإرشاد في مديرية السياحة والآثار في الخليل جابر الرجوب، ل(شينخوا) إن الكهف نموذج نادر في فلسطين لأنه يحكي تاريخًا لأكثر من 2500 عام. 

ويضيف الرجوب أن "وزارة السياحة والآثار تعمل على ترميم البنية التحتية المحيطة بالكهف من أجل تسهيل وصول السياح"، مشيرا إلى أن الوزارة وضعته على قائمة المعالم السياحية الفلسطينية.