ما حكم صلاة التوبة وما هو الوقت المناسب لأدائها ؟

ما حكم صلاة التوبة وما هو الوقت المناسب لأدائها ؟
الشيخ علي جمعة
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء أوضح جمعة، جانبا من فقه صلاة التوبة.

وقال علي جمعة: "إن التوبة هي الرجوع إلى الله، وتجديد العهد مع الله على الحفاظ على الطاعة، والابتعاد عن المعصية، وطلب المغفرة عما سلف من الذنوب المتعمدة، ومن التقصير في الطاعات"، وفق (مصراوي).

وأكد جمعة على أن المسلم يحتاج دائما أن يرجع إلى ربه ويجدد العهد معه على الطاعة وكان سيد الخلق رسولنا الكريم ﷺ يفعل ذلك حتى دون ذنب فهو المعصوم المبرأ ﷺ فكان يقول: "إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً". [رواه ابن ماجه].

وتابع" إن الله عز وجل يحب التوابين من عباده، قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ﴾، والتوبة تتأكد وتلزم مع الغفلة والتقصير والشهوة، حيث قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران : 135]

وأضاف" إن من أعمال التوبة التي تؤكد صدقها في القلب وقبولها من الرب سبحانه وتعالى، هي صلاة التوبة التي سنها لنا رسول الله ﷺ حيث قال : "مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْباً فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَه"، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ [رواه أبو داود]

وتابع" إذا وقع العبد في ذنب من الذنوب كالكذب، أو الغيبة، أو النميمة، أو إغضاب الوالدين، أو قطع الرحم، أو ظلم الناس، فيجب عليه أن يبتعد فوراً عن هذه الأفعال بمجرد أن يتذكر أنها تغضب الله، ثم يندم ندمًا شديدًا أنه قضى وقتًا في غضب الله، ثم يعاهد الله بعزيمة قوية أن لا يعود إلى هذه الذنوب مرة أخرى، ثم يقوم إلى الوضوء فيحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين بخشوع تام وحضور مع الله، ثم يستغفر الله بعد الركعتين ويطلب منه العفو والسماح والصفح، فيغفر الله له إن شاء الله كما أخبر بذلك الصادق المصدوق.

التعليقات