المطران حنا: ظاهرة العنف وجرائم القتل المنتشرة نكبة جديدة لشعبنا

المطران حنا: ظاهرة العنف وجرائم القتل المنتشرة نكبة جديدة لشعبنا
المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: إن ظاهرة العنف وجرائم القتل المنتشرة في بلادنا، إنما هي نكبة جديدة ومتجددة، فبتنا نسمع بشكل دائم ومستمر عن الجرائم التي تؤدي إلى قتل الأبرياء، والقتلة إنما يمتشطون سلاحهم، ويستهدفون حياة الآخرين دون أي وازع أخلاقي أو إنساني.

وأضاف حنا: "يا لها من جرائم مروعة نعيشها ونلمس وجودها في كل وقت وفي كل ساعة، وقد اتسعت رقعة هذه الجرائم في الآونة الأخيرة بشكل مقلق مثير للألم والحزن وإننا إذ نعزي العائلات الثكلى، التي فقدت أبنائها بهذه الطريقة المروعة فإننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا لجرائم القتل المستمرة والمتواصلة، والتي لا تمت بصلة إلى أية قيمة إنسانية أو أخلاقية أو روحية".

وأضاف: "ليس كافياً أن نحمل الشرطة المسؤولية، وأن نكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار مع كل جريمة، بل هنالك واجب ومسؤولية، يجب أن يقوم بها كل إنسان عاقل في مجتمعنا وفي أرضنا المقدسة".

وتابع: إن انتشار فوضى السلاح وجرائم القتل، إنما هي نابعة من وجود خلل في التربية والتعليم، وأعتقد بأن التركيز في معالجة هذه الآفة يجب أن يكون من خلال اهتمام أكبر بمسألة التربية والتعليم وهذا دور يجب أن تقوم به المؤسسات التعليمية كلها وبكافة مستوياتها، ووسائل الإعلام، أما المرجعيات الروحية ودور العبادة فيجب أن يكون لها دور رائد في رفض هذه الظاهرة واستنكارها والتنديد بها، وتوعية شبابنا على قيم المحبة والرحمة، ورفض ثقافة الانتقام والجنوح إلى استعمال العنف والسلاح.

وأشار إلى أنه يجب أن نقول لأبنائنا بأن كرامتك لا تصان عندما تقتل الآخرين وحقوقك لا تحفظ عندما تستهدف الآخرين فالله لم يخلقنا لكي نحمل سلاحاً ونقتل، ولكي نضع حداً لحياة أي إنسان فحياة الإنسان هي بين يدي الرب، ومن يقتل إنما يعتدي على الإرادة الإلهية، ويعتدي على الوصايا الربانية التي تحرم القتل والجرائم وامتهان الحياة البشرية.

وأضاف حنا، "ندعو إلى حملة توعية في كافة المؤسسات والهيئات وخاصة التعليمية والدينية والإعلامية وسواها، فجرائم القتل أسبابها كثيرة، ولعل السبب الأول والأساسي إنما هو الرغبة في الجنوح إلى ثقافة الانتقام، واستعمال لغة العنف عند البعض، وهذا يدل على خلل في التربية، يجب أن يعالج بشكل جذري".

وختم المطران حنا حديثه بالقول: "ندعو لإطلاق مبادرات خلاقة لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، فالشرطة تتحمل قسطاً من المسؤولية، ولكن المؤسسات التعليمية والدينية، مطلوب منها أيضاً أن تقوم بدور ريادي في معالجة هذه الظاهرة، والتي تداعياتها ستكون كارثية إذا لم تتم معالجتها بأسرع ما يمكن".

التعليقات