مناقشة كتاب (بين العقول) للدكتور الحتاملة في "شومان"

رام الله - دنيا الوطن
أكد مدير التكامل التكنولوجي في وكالة "ناسا" الفضائية الدكتور عمر حتاملة، ان الذكاء الاصطناعي يسير بوتيرة سريعة ومعقدة وسيؤثر على مختلف القطاعات الصناعية والتعليمية والتجارية خلال السنوات المقبلة؛ ما يستدعي مواكبة هذه التأثيرات بجدية.

وقال خلال ندوة نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان/ ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، مساء أمس، لمناقشة كتاب "بين العقول" للدكتور حتاملة وتم بثها عبر منصة (زووم) وموقع المؤسسة على (الفيسبوك) وأدارها الوزير السابق المهندس مثنى الغرايبة، أن الأردن يمتلك من العقول والمهارات والبيئة المناسبة للدخول في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد قام مؤخرا بإصدار استراتيجية الذكاء والابتكار الاصطناعي مما يعد إنجازا في هذا المجال.

وأشار إلى أنه على الأردن أن يستشرف مستقبل الابتكار والتحديات والفرص لضمان تطوره في العديد من القطاعات التي تدخل في نطاق الذكاء الاصطناعي.

وأشار في هذا الصدد الى أن أكثر من 60 بلدا في العالم قامت بإصدار واستخدام استراتيجية الذكاء الاصطناعي وميزوا أنفسهم بذلك.

كما بين الدكتور حتاملة تأثير الذكاء الاصطناعي على مجال التعليم، مؤكدا أهمية مواكبة التعليم بشكل عام التحديثات والتطورات الحديثة المستمرة في مجالات التعليم المختلفة كالطبية والهندسية وغيرها.

ولفت الى أن العديد من الوظائف المطروحة اليوم في العالم ستشهد تغيراً كبيراً في المستقبل، في ظل تطور الذكاء الاصطناعي والأدوات التكنولوجية؛ ما يفرض إحلال هذه الأدوات مكان البشر في سيناريوهات عديدة.

ونبه في هذا السياق، إلى أن التطور التاريخي لسوق العمل وطبيعة الوظائف في تغير دائم، وهناك الكثير من الوظائف تغيرت وأخرى اندثرت، وعلى الانسان ان يقوم بتطوير نفسه بشكل مستمر ليكون قادراً على تلبية احتياجات المستقبل.

وقدر حتاملة معدل ما يقضيه الشخص بالولايات المتحدة من الساعات في حياته خلال التنقل بواسطة السيارة بنحو 4 الاف ساعة، منوها إلى أن السيارات ذاتية القيادة ستحل هذه المعضلة، لكن سيصاحبها العديد من التحديات الأخلاقية والنفسية.

وتوقع أن يصل معدل عمر الإنسان بفضل التكنولوجيا الى نحو أكثر من مئة عام؛ مما يؤثر بشكل عام على مجمل عدد السكان في العالم مستقبلا، مبينا ان المنظمات المعنية تتوقع ان يصل عدد سكان العالم في عام 2050 الى حوالي 10 مليارات نسمة، مشيرا في هذا الصدد الى انه من خلال الذكاء الاصطناعي فانه يمكن للإنسانية اكتشاف أدوية ومطاعيم جديدة وعمل دراسات طبية بوقت قياسي، إضافة الى إمكانية معرفة الشخص الامراض التي من الممكن ان يصاب بها قبل الإصابة. 

وكان المهندس الغرايبة قد أشار في مداخلاته الى أهمية ان تقوم الدول بمواكبة التطورات السريعة في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي بهدف توفير فرص عمل لمواطنيها تتناسب مع التطورات والابتكار والابتعاد عن الوظائف التقليدية، وذلك من خلال تحديث ورفع القدرات والمهارات البشرية.

ونوه الى أن الأردن قادر على تحقيق التميز بالذكاء الاصطناعي بالعربي، لأنه تاريخيا لديه سجلا بإيجاد أكثر من 70 بالمئة من المحتوى بالعربي على الانترنت.

 وكتاب " بين العقول"، يستكشف تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على مستقبل الوظائف والأخلاق والتقنيات والاقتصاديات.

ويعمل الدكتور حتاملة حاليا مديرا للتكامل التكنولوجي في وكالة ناسا. وقد عمل سابقا رئيساً لقسم الابتكار في وكالة ناسا، والمدير التنفيذي السابق لبرنامج دراسات الفضاء والابتكار في جامعة الفضاء الدولية في وكالة ناسا، بالإضافة إلى عمله نائباً لكبير العلماء في وكالة ناسا ARC، ومسؤولاً عن تحديد المجالات الجديدة والواعدة للبحث العلمي والتقنيات الداعمة التي يمكن دمجها في قدرات المركز.

ونشر الدكتور عمر حتاملة أكثر من 33 مقالة دولية في الهندسة، كما حصل على العديد من الجوائز المرموقة وشهادات التقدير.


التعليقات