محمد وعلي وحلا.. شهود على جرائم المستوطنين الضفة

محمد وعلي وحلا.. شهود على جرائم المستوطنين الضفة
رام الله - دنيا الوطن
لحظات مرعبة عاشتها عائلة الطفلة حلا مشهور القط (11) عاماً من قرية مادما جنوب نابلس أعادت لأذهانهم مشاهد خطف الطفل محمد أبو خضير في القدس على يد مستوطنين أثناء توجهه لصلاة الفجر في المسجد وحرقه حياً.

وليس بعيد عنهم، حادثة حرق عائلة دوابشة من مادما وهم نيام في منزلهم الآمن، الذي بقي ابنهم أحمد الناجي الوحيد شاهداً على بشاعة الجريمة التي راح ضحيتها أيضاً الطفل الرضيع علي.

وكانت حلا في ساحة منزلها تدرس لامتحانها بهدوء قبل أن يباغتها حجراً ألقاه مستوطن على وجهها أصابها بجروح وأفقدها الوعي، وتوضح حلا: "فجأة ألقي حجر على وجهي فغبت عن الوعي وشعرت بأحدهم يسحبني قبل أن تأتي والدتي وتنقذني وتدخلني إلى المنزل".

وتروي وئام القط والدة حلا ما حدث، قائلة: "نبهتني ابنتي الصغيرة لما يحدث، جاءت تعرج وتقول ضربوني بالحجر، لم أفهم الموضوع وخرجت لأرى ما يحدث فوجدت حلا ملقاة على الأرض والدم يتدفق من كل وجهها".

وأردفت: "وأنا أجلس بجانب ابنتي بدأت الحجارة تنهال علي من الجهة اليمين، فرأيت مجموعة كبيرة من المستوطنين الذين يرتدون ملابس عربية في محاولة منهم للتخفي كالمستعربين".

حاول المستوطنون ابعاد وئام عن حلا ليختطفوها ولكنها تمالكت نفسها وجرتها بكل قوتها وأدخلتها للمنزل وأغلقت الباب وهي تصرخ وتستنجد بأهل البلدة.

 وتعرض منزل العائلة للاستهداف بحجارة المستوطنين حيث ازدادت الوتيرة بعد احتماء وئام وابنتها بداخله، مما أدى لتكسير النوافذ، علماً بأن لوئام طفلة رضيعة 50 يوما كانت في سريرها خلال الاعتداء.

وتؤكد الأم أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه الذي تتعرض له العائلة، فعادة ما يتجمع المستوطنون ويلقون الحجارة ويكسرون ويخربون المرافق، إلا أن هذه المرة الأولى التي يتم فيها اعتداء جسدي ومحاولة اختطاف.

وعبر السيد مشهور قط والد حلا عن الخوف الذي عاشه عندما رأى كمية الدماء التي تغطي مدخل البيت عند عودته من العمل في الداخل المحتل، حيث اعتقد أن طفلته ماتت.

ويروي: "عندما رأيت الدماء فقدت عقلي، واعتقدت أن حلا ماتت وأنهم يكذبون علي بأنها لا زالت على قيد الحياة".

ويصف قط الوضع بالمأساوي فما حدث جعله يترك عمله ويجلس حارساً لأولاده وزوجته في المنزل، وحرم أطفاله من اللعب في ساحة المنزل تخوفاً من اعتداء آخر لقرب منزلهم من المستوطنة.

ويوضح: "لا نشعر بالأمان، البنات يحبون اللعب في الساحة، ولكني الآن لا أسمح لهم بذلك، أخشى من تكرار اعتداء
المستوطنين".

وطالب قط الجهات المعنية بالالتفات إلى وضعهم السيء والصعب، وإيجاد الحل الآمن ليتمكنوا من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي.

وتتعرض بلدات وقرى جنوب نابلس، ولا سيما مادما وبورين وعصيرة القبلية وعوريف وحوارة، إلى اعتداءات مستمرة من قبل مستوطني (يتسهار) الذين يمارسون العربدة بشكل شبه يومي بحق السكان هناك.

وتنطلق من (يتسهار) أكثر الهجمات عنفاً بحق المواطنين في قرى نابلس، وشكّلت المستوطنة حاضنة لما يعرف بـ"فتيان التلال"، وهي مجموعة من المستوطنين، ارتكبت عدة جرائم من بينها حرق عائلة دوابشة، وقتل المواطنة عائشة الرابي، وحرق مساجد ومركبات، وخطّ شعارات عنصرية على جدران المنازل
 
وترتبط مستوطنة (يتسهار) بعدة شوارع ضخمة، وبطرق التفافية، يمنع المواطنون المرور منها، أو حتى الوصول إليها.

وتتم اعتداءات المستوطنين بدعم رسمي من حكومة الاحتلال بهدف توسيع رقعة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من أرضهم بفعل المضايقات والاعتداءات المستمرة.

وكان قد دعا النائب في المجلس التشريعي ياسر منصور لوقفة جادة وقوية من الكل الفلسطيني وتشكيل لجان حماية للدفاع عن الأرض وردع المستوطنين.

وشدد النائب منصور على أهمية تفعيل المقاومة الشعبية التي جرى الاتفاق عليها في اجتماع الأمناء العامين للفصائل لوقف سرطان الاستيطان الذي يتغلغل في الأرض الفلسطينية.

وطالب منصور السلطة بتحمل مسؤولياتها بالدفاع عن الأرض والانسان في الضفة، وإنشاء بنية تحتية تمكن المواطنين من الوصول لأراضيهم البعيدة وتثبتهم فيها من خلال شق الطرق وتوفير خدمات ومشاريع اسكان لتعزيز صمود المواطنين.

وتصاعدت في الأيام الأخيرة هجمات المستوطنين ضد المواطنين وممتلكاتهم في معظم مناطق الضفة والقدس والتي استهدفت السيارات والمنازل والأراضي والمزروعات، الى جانب تجريف المزارع وإقامة البؤر الاستيطانية على أراضي المواطنين.