المطران حنا: فلسطين كانت وستبقى ارض السلام والعيش المشترك

المطران حنا: فلسطين كانت وستبقى ارض السلام والعيش المشترك
المطران حنا
رام الله - دنيا الوطن
شارك المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة افتراضية عبر الزوم بدعوة من الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في اوروبا بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والاعلاميين والشخصيات الدينية والاعتبارية وقد خاطب سيادته المشاركين مباشرة من القدس حيث شكرهم على هذه البادرة متمنيا وسائلا الله بأن يكون العام الجديد عام الانتصار على وباء (كورونا) وان يكون عام انتصار على كافة الأوبئة التي تعاني منها مجتمعاتنا لا سيما اوبئة العنصرية والكراهية والاقصاء والعنف وغيرها من المظاهر التي نلفظها ونرفضها جملة وتفصيلا.

وقال حنا: "لقد اوجد العلماء والباحثون لقاحا هادفا للقضاء على جائحة الـ(كورونا) اما الاوبئة الاخرى الموجودة في مجتمعاتنا فلقاحها يجب أن يكون من خلال التربية والتعليم وتكريس منابر دور العبادة من أجل نشر قيم المحبة والاخوة الانسانية والتسامح وقبول الاخر، وفلسطين هي قضية تجمعنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين ، والقدس مدينة توحدنا بتاريخها وتراثها واصالتها ومقدساتها ، فلسطين هي أرض السلام والمحبة والاخوة فلا مكان لخطاب الكراهية في فلسطين والذي بتنا نلحظ وجوده في بعض الاحيان ونعتقد بأنه خطاب مستورد من الخارج يخدم اجندات معادية ومشاريع مشبوهة لا تنصب ومصلحة شعبنا الفلسطيني".

وأضاف" لكي نتمكن من تحرير أرضنا يجب أن نحرر أولا العقول من كل الشوائب والاخطاء وثقافة العنصرية والكراهية والتكفير التي يسعى بعض المأجورين المرتبطين بأجندات معروفة  لادخالها الى مجتمعاتنا، وإن عدونا ليس فقط من يسرق أرضنا ويعتدي على مقدساتنا وأوقافنا بل هنالك عدو يقف لنا بالمرصاد يعمل على تفكيكنا وشرذمتنا والنيل من بنيتنا ووحدتنا الوطنية التي كانت وستبقى سمة تتميز بها فلسطين رغما عن كل اعدائها الذين لا يريدون لها الخير".

وتابع" نعم فلسطين هي قضيتنا جميعا ولا يستثنى من ذلك أحد على الاطلاق والمسيحيون في بلادنا وفي مشرقنا ليسوا كفارا او مشركين وليسوا من مخلفات اي نوع من الحملات التي مرت ببلادنا ، انهم اصيلون في انتماءهم لهذا المشرق وقلبه النابض فلسطين الارض المقدسة، وهنا وجب تذكير من يجب أن نذكرهم بأن فلسطين هي مهد المسيحية والقدس في المسيحية هي القبلة الاولى والوحيدة ولا يوجد هنالك مكان مقدس في هذا العالم أهم من كنيسة القيامة وكنيسة المهد وغيرها من المقدسات في هذه البقعة المباركة من العالم".

وأكد حنا على أن فلسطين كانت دوما متميزة بالعيش المشترك والوحدة والتآخي والمودة والتفاعل بين كافة أبنائها مسيحيين ومسلمين ، وهذا ما يجب أن يبقى وان يستمر ولن نسمح لاية جهة مهما كانت بأن تتطاول على وحدتنا وثقافتنا واخوتنا ومحبتنا لبعضنا البعض انطلاقا من انتماءنا الانساني اولا وانتماءنا العربي المشرقي النقي وانتماءنا لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية وتاريخا وتراثا.

وأشار إلى أن المسيحيون ليسوا اقلية في وطنهم وليسوا ضيوفا عند احد وليسوا جالية أو عابري سبيل فهذا الوطن هو وطنهم وهذه الارض هي ارضهم وهذه المقدسات هي مقدساتهم وهم كانوا وسيبقون جنبا الى جنب مع اخوتهم المسلمين شعبا واحدا مناضلا للحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة، ولا لخطاب العنصرية والكراهية والتكفير والاقصاء ونعم لخطاب المحبة والاخوة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان.