المطران حنا يجيب على تساؤلات أخذ لقاح فيروس (كورونا)

المطران حنا يجيب على تساؤلات أخذ لقاح فيروس (كورونا)
المطران حنا
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم: "يسألنا الكثيرون من ابناء رعيتنا حول الموقف الكنسي الرسمي من مسألة التطعيم ضد فيروس (كورونا) والذي ابتدأ توزيعه في بلادنا".

وخلال الفترة الاخيرة ازدادت المعلومات المتضاربة حول هذا اللقاح فمنهم من يؤيده ومنهم من يعارضه ومنهم من يشكك به ويشيطنه والكثيرون من ابناءنا بدأوا يشعرون بحالة من القلق والخوف وهم مترددون في اتخاذ القرار.

هل نأخذ هذا اللقاح او نبتعد عنه ؟!

اولاً ما اود ان اؤكده بأن مسألة اللقاح هي شأن طبي علمي بامتياز وانا شخصيا لست خبيرا او ضليعا بهذه الامور وان كنت من اولئك الذين يتابعون ويقرأون الكثير من الابحاث العلمية والطبية لاننا موجودون في هذا العالم وكما تهمنا الصحة الروحية لابناءنا تهمنا ايضا الصحة البدنية .

أكد حنا انه عندما ابتدأ الوباء بالانتشار في شهر مارس/آذار الماضي دخل العالم كله في حالة شلل حيث ان فيروسا صغيرا لا يرى بالعين المجردة اوقف كل شيء في هذا العالم وبات العالم يتحدث عن شيء وحيد وهو فيروس (كوفيد-19) وكيفية القضاء عليه وعلى هذه الجائحة التي ألمت بالعالم بأسره .

وتابع" نحن في الكنيسة فقد ابتدأنا بالصلاة والدعاء من اجل ان ينجي الرب الاله العالم بأسره من هذه الجائحة وان يكون بلسما للمصابين والمتألمين وشفاء لكل المحجورين كما وصلينا بشكل خاص من اجل اولئك الباحثين والعلماء والاطباء المختصين بهذا الشأن بهدف ايجاد علاج لهذه الجائحة التي ألمت بعالمنا".

السؤال الذي نطرحه اليوم: هل اللقاح المطروح هو الذي سيؤدي الى القضاء على هذه الجائحة ؟ مع العلم انها ليست المرة الاولى التي تُطرح فيها لقاحات في هذا العالم، فأوبئة كثيرة المت بعالمنا وقام العلماء الذين يستحقون الشكر والثناء على ذلك بايجاد لقاحات وعلاجات لهذه الاوبئة.

وأضاف حنا" ان قرار اتخاذ لقاح (كوفيد-19)، هو شأن طبي صحي بامتياز ولكل واحد من ابناءنا الحرية المطلقة بأن يقرر ما يراه مناسبا له ونحن لا يمكننا ان نفرض رأينا على الاخرين فمن يرى به علاجا ووسيلة للخروج من هذه الجائحة يمكنه ان يحصل عليه ومن يرى عكس ذلك فهو حر في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً".

ما اود ان اقوله وامام هذا الكم الهائل من المعلومات المتناقضة التي تتناولها وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الوباء حيث ويا للاسف فإن هنالك بعضا من رجال الدين الذين اقحموا انفسهم في شأن ليس من اختصاصهم وبدأوا يحللون ويحرمون دون الاخذ بعين الاعتبار ان هنالك وباء يجب ان يزول بـأسرع ما يمكن لكي تعود حياة الناس الى طبيعتها.

اقول لابناءنا لا تتأثروا بهذا الكم الهائل من التضليل والمعلومات الغير دقيقة والغير علمية وبعضها يندرج في اطار صراع بين شركات الادوية وكل شركة تريد ان تسوق بضاعتها بطريقتها الخاصة.

خذوا قراركم بعد الاتكال على الله وبعد الصلاة والدعاء واذا ما كان هذا اللقاح لا يضركم ولا يحتوي على اي شيء من العناصر التي قد تؤذيكم فيمكنكم الحصول عليه.

نحن نريد ان تنتهي جائحة (كورونا) من عالمنا ونظرية المؤامرة التي يتبناها البعض لن تساهم في حل هذه المعضلة وفي القضاء على هذه الجائحة التي باتت نتائجها كارثية من النواحي الاجتماعية والانسانية والاقتصادية.

ندعو ابناءنا الى الصلاة والدعاء واللجوء الى الله في هذه الاوقات والتفكير العميق من اجل اتخاذ القرار اللائق والمناسب من اجل صحتكم وعافيتكم.

تهمنا حياتكم الروحية ولكننا في الوقت نفسه تهمنا صحتكم البدنية ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل ونتمنى ان يكون هذا المطعوم الذي ابتدأ تقديمه وسيلة مساعدة للقضاء على هذا الوباء.

ونتمنى ايضا ان يكون خاليا من اي عناصر قد تعرض حياة البشرية للخطر وهذا امر نتركه للاطباء والباحثين فهذا شأن ليس من اختصاصنا.

ندعو ابناءنا الى عدم الانجرار وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة وهذا الكم الهائل مما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي والذي ادخل الكثيرين في حالة ارتباك وخوف من مسألة اللقاح.

القرار لكم بعد الاتكال على الله واذا ما كنتم على يقين بأن هذا هو العلاج وهذا هو الحل فلا تترددوا في اخذ القرار حفاظا على صحتكم وعلى صحة المحيطين بكم.