هل تسيطر الدراما الكورية على المجتمع العربي؟

هل تسيطر الدراما الكورية على المجتمع العربي؟
رام الله - دنيا الوطن
أسماء أبو العمرين
حققت الدراما الكورية في العقد الأخير صعوداً ساحقاً  في  المناطق العربية ، واستطاعت تسويق نفسها في المنطقة بامتياز، وفي فترة وجيزة أصبح لها جمهورها المهووس بأصحاب العيون الضيقة، ومع هذا الهوس زادت وتيرة الإنتاج والضخ الدرامي المؤثر الذي تقدمه الدراما الكورية ، حيث بات من السهل على أي مشاهدٍ من أي مكان في العالم أن يجد المسلسل الكوري المفضل لديه مترجمًا أو مدبلجًا بلغته الأم ، ولم تحل اللغة دون توغل ثقافة  كوريا  بصمت داخل المجتمعات العربية، والتأثير في شريحة واسعة من المتابعين الذين أتقنوا لاحقاً بعض المفردات الكورية، وعرفوا على سبيل المثال أن "الكيمتشي" من أشهر الأطباق على سفرة الكوريين، وأن "الهانبوك" هو زي المناسبات التراثية.

كما تقدم شركاتُ الإنتاج الكورية دراما واقعية تحدّثنا عمّا تعيشه العائلة بشكلٍ يومي من مشاكل ونزاعات وصراعاتٍ أحيانًا، ومن محبةٍ وألفةٍ وسعادةٍ وتعاون. هذه العائلة التي لم تعد كورية فحسب، وإنما تبين أنها تعكس صورًا عن العائلات الموجودة في الخارج أو ربما عن العائلات التي يتمنى المشاهدُ لو كان جزءًا منها.

"عبدالله يحيى" شاب جامعي في العشرينات من عمره يتابع بشغف الدراما الكورية ويهتم بأحداثها، وجهت إليه سؤالاً عن أبرز الفروقات من وجهة نظره بينها وبين الدراما العربية، فقال: "لديهم أفكار جديدة، وأداء بعيد عن التكلف، وتشعر بأن الحبكة الدرامية كتبت بأسلوب احترافي، وتابع:  "العنف " لديهم طارئ على العمل، أما في الدراما العربية فالعنف حاضر في كل الأعمال، و"التمطيط" في الأحداث لا يخلو منه مسلسل، على عكس الكوريين قد ينتهي عملهم بعد 15 حلقة فقط".

كما أوضح وجه الاختلاف بينها وبين الدراما التركية حيث قال: "الأتراك أبهرونا بطبيعتهم في البداية، ومن ثم اكتشفنا لاحقاً أن أداءهم مبتذل على عكس الكوريين تماماً، إضافة إلى أن طابعهم محافظ، ولديهم قيم إنسانية جميلة، ومعالجة درامية مشوقة لا تخلو من الرومانسية البريئة".

ويقول صلاح عشي طالب جامعي أن الدراما الكورية " تتفوق على غيرها نتيجة تطورها الدائم ، وبراعة المخرجين والممثلين ، إضافة إلى الانتاجات الضخمة ، كما أن السيناريوهات غير مكررة "

ويشير عشي  إلى أنه مع انسحاب الأعمال العربية بسبب الكورونا، باتت المسلسلات االكورية في الساحة من دون منازع

حيث يعتبر أن متابعة الإنتاج الكوري أمر ممتع، ولا سيّما أنه ينسيهم جائحة كورونا وينقلهم إلى واقع آخر

كما ذكرت المتخصصة رنين الاشقر أن " تأثير الدراما قد يتفوق على المراكز الثقافية والمعارض التي تقيمها الدول في الخارج للتعريف بنفسها، وهذا واقع وحقيقة يجب أن نؤمن بها "

وأضافت " لاحظت في الكوريين أن لديهم توجها وصناعة واضحة ، هدفها تصدير ثقافتهم للخارج، عبر الدراما والموسيقى ، والأمر ليس وليد اللحظة ، بل الجميع شاهد ما فعلته الفرق الكورية وكيف قلبت الموازين في الغرب وتأثيرها على المجتمع العربي " 

مشيرة إلى أن الدراما الكورية تتطرق أفكاراً غير متداولة ومألوفة في الدراما، ويغلب عليها الطابع المحافظ، ومن أشهر المسلسلات الكورية "Boys over flower" الذي تمت ترجمته عربياً إلى "أيام الزهور" وتخصص المسلسل في إلقاء الضوء على الحياة في المدارس، وكذلك مسلسل "Doctor strange" وهو مسلسل ذو تصنيف طبي رومانسي وهو من بطولة "Lee Jong Suk" و "Kang Sora"، وأيضاً لا ننسى مسلسل "Healer" من بطولة "Ji-Chang-Wook" و "Yoo-Ji-Tae

ونذكر أن شركات الانتاج الكورية تتبنى سياسات عرض مرنة تعتمد على نسب المشاهدة وردود فعل المشاهدين، حيث يمكن إيقاف الدراما في أي وقت أثناء الإنتاج، وهو ما يضع شركات الإنتاج والممثلين في مواقف صعبة، باعتبار أن تصوير الدراما الكورية في كثير من الأحيان ما يتم ضمن جدول زمني ضيق جدا، قد يكون قبل ساعات قليلة من البث الفعلي.

التعليقات