"شومان" تكرم الفائزين بجائزة أدب الأطفال للعام 2020

"شومان" تكرم الفائزين بجائزة أدب الأطفال للعام 2020
رام الله - دنيا الوطن
كرمت مؤسسة عبد الحميد شومان اليوم الفائزين بالدورة الرابعة عشرة لجائزة أدب الأطفال للعام 2020 حول موضوع " القصة الخيالية الموجهة للفئة العمرية 4 - 7 سنوات".

وكانت لجنة التحكيم أعلنت في وقت سابق أسماء الفائزين بالجائزة، حيث فاز بالمرتبة الأولى العمل المعنون "غول المكتبة" للمؤلف محمد زكريا حافظ النابلسي (الأردن)، بينما فاز بالمرتبة الثانية العمل "دمدوم صانعة الغيوم" للمؤلفة روعة أحمد ديب سنبل (سورية)، وحلت ثالثا قصة "خرطوم ميمون" للمؤلف حسان عبد الباسط محمد الجودي (سورية).

وقالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية في رسالة وجههتا للفائزين بعنوان " الانطلاق إلى عالم الفانتازيا"، خلال حفل التكريم الذي أقيم مساء أمس عبر منصة (زووم) وصفحة المؤسسة على (الفيسبوك)، برعاية رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الحميد شومان، صبيح المصري: "إن الأطفال يميلون الى الأدب ذي النزعة الأسطورية الخيالية الطاغية، وهو ما يمثله الإنجليز، بينما ينفرون من القصص ذات النزعة الواقعية الأخلاقية، أو السمة الوعظية الموجودة بكثرة لدى الأميركيين".

وأضافت" أن براعة البريطانيين تتبدى بعشرات القصص التي شاعت في مختلف أرجاء العالم، مثل "هاري بوتر"، "أليس في بلاد العجائب"، "ويني ذي بو"، "بيتر بان"، "الهوبيت"، "جيمس والعملاق"، وغيرها من القصص الخيالية الممتعة".

وأكدت قسيسية على أن الخيال لا يقل أهمية عن الواقع، وكلاهما يلبيان حاجات أساسية في النماء الفكري والعقلي والثقافي والاجتماعي للطفل، ففي الوقت الذي يسعى الواقع إلى تأصيل النزعة الأخلاقية، ويربط الطفل بمحيطه بمشتركات اجتماعية، تأتي أهمية الخيال من منطلق آخر تماما، وهو جعل تفكيره غير محصور بمديات معينة، بل ينطلق إلى ما وراء الملموس والمحسوس، وهي عملية ذهنية مهمة يستطيع من خلالها توسيع مداركه، وتنمية الذكاءات جميعها، بما يحمله هذا التوسيع من خصب يقود إلى الإبداع بلا شك، مشيرة الى أنه من هذه الرؤية، اختارت جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال في دورتها هذه، موضوعا للتنافس بين الكتاب العرب، من أجل تحفيز الكتابة في هذا النوع الأدبي المهم، وتعريض الأطفال لها، بما يسهم في تخصيب خيالهم، وتوسيع مداركهم.

من جانبهاأكدت رئيسة الهيئة العلمية للجائزة العين هيفاء النجار، على أن القصة الخيالية تأخذ الطفل إلى عوالم جديدة، يعانق من خلالها السحاب تارة، ويجول في أزقة ضيقة تارة أخرى، فالقصة تنثر السحر أمام الطفل حين تتموج حروفها أمام ناظريه، ويتعايش مع شخصياتها فيحاورها ويشاركها حلمها ويفرح لفرحها ويتألم لألمها.

وأضافت" إن القصة نافذة الطفل نحو تخصيب المخيلة، والارتقاء بذائقته الجمالية، كما تتيح لعقله إمكانية المضي قدماً في إشراقات الذكاء، فتتسع آفاقه ومداركه، وهي إلى جانب ذلك كله تشعل لديه جذوة الوعي وتمنحه مشارف النضج الفكري بالواقع المحيط به بأسلوب يوائم وقدراته العقلية، وبلغة جميلة شائقة تشكل جذور مخزونه اللغوي".

وتابعت" إننا أحوج ما نكون إلى مبدعين يكتبون القصة الخيالية للأطفال، ليشكلوا لهم من خلالها عالماً كثيفاً خصباً يدعو إلى التأمل، ويحرضهم على السؤال والتفكير، ويثير فضولهم العلمي، ويكرس لديهم قيماً إنسانية نبيلة تدعو إلى الخير والمحبة والتسامح، لذلك خصصت مؤسسة عبد الحميد شومان جائزة هذا العام للقصة الخيالية، لتحتفي بالمبدعين وتشجعهم على الكتابة في هذا الحقل، وتحثهم على الاستمرار في خوض مغامرة الكتابة للطفل لنجني فناً راقياً ورائقاً لجيل المستقبل، يحمله في وجدانه ويكتنزه بضميره ليغدو قادراً على الاحتفاء بإنسانيته، معربة عن تطلعها الى وجود مؤسسات وجمعيات وأفراد داعمين للمواهب الشابة التي تمتلك بذور الإبداع لينطلقوا في رحاب التأليف، وأن تتبنى دور النشر المبدعين الشباب وتنشر نتاجهم".

وهنأ أعضاء الهيئة العلمية في كلمات متلفزة، الفائزين بالجائزة، متمنين لهم المزيد من الابداع والتقدم للمساهمة في رفع سوية العمل الادبي للأطفال.

والفائز الأول النابلسي، كاتب أردني يعمل في مجال الإعاقة منذ أكثر من عشرين عاماً، شغوف بتعزيز حق القراءة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وترسيخ الصورة الحقوقية عنهم في كتب الأطفال واليافعين.

لديه أكثر من مئة مقال منشورة في عدد من الدوريات العربية الالكترونية والورقية تحمل مراجعات نقدية للكتب، والسينما والحقوق الثقافية للأشخاص ذوي الإعاقة، كما لديه خبرة في المسرح مع الأطفال والأشخاص من ذوي الإعاقة، ولديه مشاركات عديدة في مؤتمرات ثقافية ومتخصصة في مجال الكتب والمسرح.

أما روعة سنبل، فحاصلة على إجازة في الصيدلة والكيمياء الصيدليّة من جامعة دمشق، ولها العديد من الإصدارات الأدبية، منها مجموعتان قصصيتان "صياد الألسنة، و"زوجة تنين أخضر وحكايات ملونة أخرى"، وهي حاصلة على عدد من الجوائز الأدبية العربية.

والفائز عبد الباسط الجودي حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنيّة، ودكتوراه في هندسة الموارد المائية، وله العديد من الإصدارات الأدبية، منها "صباح الجنَّة"، "مساء الحُبِّ"، "صانعة الأحلام"، وهو حاصل على عدد من الجوائز الأدبية العربية.

وكانت أمانة الجائزة حولت للجنة التحكيم 514 قصة خيالية في موضوع الجائزة من كتاب وأدباء من 37 دولة عربية وأجنبية من مختلف دول العالم، حيث ارتكزت اللجنة في اختيار القائمة على المعايير الأساسية والالتزام بموضوع الجائزة.

وتعمل مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، منذ العام 2006 على تنظيم الجائزة سنويا للأدباء في الوطن العربي والعالم، كونها مؤسسة ثقافية تعنى بالاستثمار في الابداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في العالم العربي من خلال الفكر القيادي والفنون والابتكار.

وتمنح الجائزة مرة كل عام في مجال أدب الأطفال في واحدة من الفنون الأدبية الآتية: "القصة، الشعر، الرواية، النص المسرحي للأطفال"، وتتألف من شهادة باسم الفائز والموضوع الذي فاز به ودرع يحمل اسم وشعار الجائزة، بالإضافة إلى مبلغ مقداره (18) ألف دينار، موزعة على: المرتبة الأولى: (10) آلاف دينار، المرتبة الثانية: (5) آلاف دينار، والمرتبة الثالثة: (3) آلاف دينار.

التعليقات