هيئة الأعمال الخيرية تنتهي من صرف مليون شيكل لصالح الأيتام في عدة محافظات

رام الله - دنيا الوطن
سيكون بإمكان المواطنة فاطمة محمد "36 عاما" من محافظة الخليل، شراء كسوة الشتاء لأطفالها الأيتام إلى جانب الكثير من مستلزمات بيتها بعد أن تسلمت كفالة مالية من هيئة الأعمال الخيرية العالمية والتي انتهت من صرف ما يقارب مليون شيكل على نحو 220 يتيما ويتيمة وعدد من الأسر الفقيرة والأشخاص ذوي الإعاقة في عدة محافظات.

وكانت تلك المواطنة تحتضن طفلها أحمد الذي لم يبلغ من العمر ثلاث سنوات وإلى جانبه اثنين من إخوته ممن أصبحوا أيتاما بعد وفاة والدهم، وهي تقول: "ولا يهمكم يما اليوم راح أشتري لكم كل اللي في نفسكم وكل مستلزمات البيت".

وتسلمت المواطنة أحمد كفالة مالية لأطفالها الأيتام مكنتها من شراء احتياجاتهم الملحة وتحديدا المتعلقة بكسوة الشتاء إلى جانب بعض مستلزمات بيتها الذي ينقصه الكثير، وهي احتياجات لم يكن بإمكانها توفيرها قبل أيام نظرا لعدم قدرتها المالية.

وقالت، إن أطفالها كانوا يلحون عليها لشراء ملابس شتوية وبعض المواد التموينية والخضار والفواكه، وفي كل يوم تطلب منهم أن يتحلوا بالصبر، حتى تلقت اتصالا هاتفيا من هيئة الأعمال الخيرية العالمية يبلغها بصرف مبلغ من المال على شكل كفالات لأطفالها الثلاثة.

وأضافت: "كأن باب السماء كان مفتوحا وأنا أدعو الله في كل يوم ولحظة أن يفرجها علينا وأنا أنظر إلى أطفالي والبرد ينخر أجسادهم ولا أستطيع شراء كسوة الشتاء لهم، حتى تسلمت مبلغا من المال من هيئة الأعمال الخيرية، فتوجهت إلى السوق واشتريت جميع احتياجات أطفالي ومستلزمات المنزل من خضار وفواكه ولحوم ومواد تموينية".

وانتهت هيئة الأعمال الخيرية العالمية، وفقا لما أكده مدير مكتبها في فلسطين إبراهيم راشد، من صرف دفعة بقيمة مليون شيكل لصالح نحو 220 يتيما ويتيمة وعدد من الأسر الفقيرة والأشخاص ذوي الإعاقة في عدة محافظات، من أصل نحو 23 ألف يتيم ويتيمة تكفلهم الهيئة في فلسطين.

وقال راشد: "مع مرور نحو 30 عاما على بدء نشاطها في فلسطين، نجحت هيئة الأعمال الخيرية العالمية في بناء أكبر شبكة أمان اجتماعي للأيتام الذين يحملون أمنيات بسيطة وكل ما يرجونه في هذه الدنيا عيشا كريما يخفف عنهم مرارة حرمان الأب ومكان يشعرون فيه بالدفء ومصدرا يحول دون وقوفهم على أبواب الحاجة ويغنيهم عن سؤال الناس، بعد أن تركوا في مواجهة قسوة ظروف الحياة دون معيل".

وأضاف، إن الهيئة تعمل وفق رؤية هادفة إلى تنمية الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده على أرضه، وذلك إيمانا منها بخصوصية الحالة الفلسطينية على قاعدة أن عون أهل فلسطين واجب على كل إنسان عربي ومسلم حر.

وأكد، أن هيئة الأعمال حققت إنجازات مهمة على طريق تأصيل مبادئ ريادة العمل الخيري، وذلك من خلال إسهامها في تحسين ظروف المحتاجين ضمن تنمية مستدامة شاملة وبيئة صحية.

وبين راشد، أن رسالة الهيئة تقوم على تقديم الخدمات المستدامة للمجتمعات الفقيرة والمحتاجة ضمن المعايير الدولية والقيم الإنسانية النبيلة بأحدث الوسائل البشرية والتقنية ضمن خمس قيم جوهرية تتضمن الأمانة والصدق والعدالة والشفافية والإخلاص.

وفي هذا الإطار، ركز راشد، على برنامج "الرعاية الشاملة للأيتام" والذي تكفل الهيئة بموجبه نحو 23 ألف يتيما ويتيمة في فلسطين، ويتم من خلاله تقديم مساعدات نقدية للأيتام تساعدهم على تجاوز نوائب الحياة وتوفر لهم جزء من الحياة الكريمة، وإيجاد دعم مادي قوي يؤمن احتياجات اليتيم المختلفة سواء كانت صحية أو تعليمية أو اجتماعية أو إغاثية.

وأشار، إلى أن دور الهيئة لا يقتصر على تقديم المساعدات النقدية والعينية للأيتام، بل يتعدى ذلك إلى رعايتهم وأمهاتهم في الجوانب كافة من ناحية الرعاية الصحية والثقافية والاجتماعية وتنمية موارد أسر الأيتام وتنمية مواهبهم، ويتصدر العشرات منهم لوائح التفوق، وتقيم الهيئة الاحتفالات على شرفهم للتأكيد أن للكفالة معنى اجتماعي وليس شكل مادي فقط.

وأضاف راشد، إن هذا الكم من الأيتام المكفولين، يؤكد الحجم المهم الذي تحظى به القضية الفلسطينية من قبل هيئة الأعمال الخيرية، على اعتبار أن الحال واحد والدم العربي واحد والجسد العربي يجب أن يبقى حيا.

وتابع: "إن فلسفتنا الهادفة إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، تحمل شعارا نحرص على تطبيقه على أرض الواقع ونجحنا في ذلك، وهو تعزيز صمود إخواننا الفلسطينيين ليس من باب المنة والعطية وإنما من باب الانتماء والواجب".

وشدد، على أن تركيز هيئة الأعمال الخيرية على شريحة الأيتام بدأ منذ البدايات الأولى من عملها في فلسطين، مضيفا: "إن الهيئة حرصت على الاهتمام ببرنامج الرعاية الشاملة للأيتام، لتكون لها بصمة مهمة ونوعية في فلسطين التي يستحق أهلها الكثير".

وأشار راشد، إلى أن عدد الأيتام المكفولين لدى الهيئة يتزايد بشكل دائم، بفضل فاعلي الخير ممن قال: "إنهم يمدوننا على الدوام بأسباب قوة ونجاح هذا البرنامج النوعي".