مجدلاني: دولة فلسطين تُعاني من جائحتي (كورونا) والاحتلال

مجدلاني: دولة فلسطين تُعاني من جائحتي (كورونا) والاحتلال
رام الله - دنيا الوطن
قال وزير التنمية الاجتماعية، د. أحمد مجدلاني: "إن دولة فلسطين تعاني من جائحة الاحتلال الإسرائيلي، ومخططاته وإجراءاته وانتهاكاته، وجائحة (كورونا)، التي تزامنت مع سياق سياسي واقتصادي صعب ومعقد"

وأضاف مجدلاني بمداخلته أمام القمة الافتراضية الأورومتوسطية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية في بروكسل، عبر نظام (الفيديو كنفرانس) والتي تنظمها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية" هاتين الجائحتين المزامنتين، يقفان كعقبة كأداء في وجه جهود ومحاولات دولة فلسطين في تطبيق أجندة التنمية المستدامة 2030، خصوصاً أن شعار خطة 2030" ألا يتخلف أحد عن الركب" لا يمكن تجسيده في دولة يتركها العالم خلف الركب، وتعيش تحت وطأة احتلال طال أمده، وهذا الواقع يفرض أعباء هائلة على الحكومة الفلسطينية ويعيق من قدرتها في
تقديم الخدمات لأبناء شعبنا".

وتابع: "لا يمكن لدولة تعيش تحت الاحتلال، سيادتها منقوصة، ومواردها ً مسلوبة أن تحقق أهداف التنمية المستدامة، فغزة ما زالت تحت الحصار الإسرائيلي غير القانوني، منذ أكثر من 13 عاماً، يعيش فيها 2 مليون فلسطيني، وهي اليوم على حافة
الانهيار، تعاني أزمة أنسانية خانقة، وستكون غير ملائمة للحياة بحلول العام 2020، والمناطق المسماة (ج)، والتي تشكل ثلثي مساحة الضفة الغربية ويقطن فيها مليون فلسطيني، ويمنع الاحتلال الإسرائيلي الحكومة الفلسطينية من الوصول إليها
والاستثمار فيها، بما في ذلك من تشييد للبنية التحتية الأساسية، بل يمعن في احكام سيطرته عليها ويهدد بضمها بل وبدأ فعلا يتنفذ سياسة الضم في الاغوار، ومدينة القدس الشرقية أحكمت السيطرة عليها وترحل سكانها قسرا وتعزلها عن محيطها الطبيعي في الضفة الغربية".

وأكد على أن الحكومة الفلسطينية ملتزمة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وملتزمة بتعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة، في سبيل أن ينعم الجميع بحياة كريمة وصحة ورفاه، وأنها ملتزمة باستكمال بناء منظومة الحماية الاجتماعية ومعالجة الفقر متعدد الأبعاد، والمساواة بين الجنسين ومكافحة التمييز ضد المرأة، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتحسين جودة التعليم للجميع، وكذلك تؤمن أن انجاز هذه الأهداف لا يتم إلا بالشراكة والحوار الاجتماعي مع مكونات المجتمع وقواه الاجتماعية من مجتمع مدني وقطاع خاص.

وأشار في إطار سعي الحكومة الى تطبيق أهداف التنمية المستدامة، وانطلاقا من التزامات دولة فلسطين بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي صادقنا عليها عام 2016، فإننا عازمون على تنفيذ التزاماتنا على الرغم من القيود التي يفرضها علينا الاحتلال.

وأوضح مجدلاني، أنه لا يمكن المضي قدما في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة بدون التعلم من دروس جائحة (كورونا)، وبدون الوقوف عند أوجه الخلل في السياسات والنظم الاقتصادية والاجتماعية ، ومن أهمها نظم الحماية الاجتماعية وتوسيع تغطيتها لتشمل عمال المياومة والعاملين في الاقتصاد غير الرسمي.

ونوه إلى أن جائحة (كورونا)، عمقه منسوب الهشاشة والتهميش للفئات الهشة وفي مقدمتها النساء اللواتي تحملن العبء الأكبر في مواجهة الجائحة سيما وأن النسبة الأكبر من العاملين في قطاع الرعاية الصحية هي من النساء، وما نتوقعه من ارتفاع نسب العنف ضد المرأة ، وارتفاع نسبة البطالة في صفوف النساء، وكذلك التهميش الواقع على فئة الشباب الذين يطحنهم الفقر والبطالة وتراجع فرص العمل، هاتان الفئتان يستدعيان التركيز والاهتمام بموضوع التمكين الاقتصادي للنساء وللشباب، وخلق فرص عمل وتشغيل، وإعادة تقييم احتياجات سوق العمل، وربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق، والاستثمار في التعليم المهني والتقني، والاستثمار في التكنولوجيا.

وأكد على أننا نعمل في الحكومة الفلسطينية على انجاز خطة التعافي الاقتصادي التي تولي اهتماما بهذه القضايا وهذه الفئات، وتركز على دعم المنشآت الصغيرة من خلال رزمة من الدعم والحوافز وإيجاد محفظة اقراض ميسر لهذه المنشآت، وفي هذا المجال نهدف الى دعم هذه المنشآت على الحفاظ على طاقاتها التشغيلية والاستيعابية للأيدي العاملة.

ونوه مجدلاني إلى أن جائحة (كورونا)، نبهتنا الى أهمية تطوير منظومة الحماية الصحية والخدمات الصحية، وضرورة دعم هذه القطاعات لكي تستعيد عافيتها بعد الضغط الكبير والاستنزاف الذي ولدته الجائحة، ولا بد من التأكيد على ضرورة تضافر
الجهود وإعادة التأكيد على التزامات أهداف التنمية المستدامة في ظل الظروف التي نتجت عن جائحة (كوفيد- 19)، والتأكيد أن الجائحة هي فرصة حقيقية للتعلم والتطوير والتحسين، وعلى ضرورة رفع الجاهزية وتطوير إدارة الكوارث والاستثمار
في البيانات، وأنتهز هذه المناسبة للتأكيد على إعطاء الأولوية للدول الأقل حظا وللدول والشعوب الفقيرة والمتروكة خلف الركب، فلا تتركوا فلسطين خلف الركب.

التعليقات